الجيش يعثر على أدلة تشير إلى استخدام “قوات تأسيس” غازات سامة في الفاشر

الفاشر – صقر الجديان
قالت مصادر عسكرية، يوم الاثنين، إن الجيش السوداني عثر على أدلة تفيد باحتمال استخدام قوات تأسيس غازات سامة أُطلقت عبر طائرة مسيّرة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وأفادت مصادر طبية وناشطون أن عدداً من المدنيين ظهرت عليهم أعراض خطيرة، من بينها القيء والتشنجات، عقب قصف نفذته طائرات مسيّرة تابعة لقوات تأسيس على مراكز إيواء وأحياء سكنية في المدينة خلال اليومين الماضيين.
وكشفت المصادر العسكرية أن “عناصر الجيش عثروا على قوارير مصنوعة من البلاستيك والألمنيوم تنبعث منها كميات كبيرة من الدخان، يُشتبه في أنها تحتوي على غازات سامة”، مضيفة أن هذه الأدلة تم العثور عليها بعد وقت وجيز من انفجار طائرة مسيّرة انتحارية داخل مقر الفرقة السادسة مشاة – قاعدة الجيش في الفاشر.
ويجري حالياً فحص هذه المواد من قِبل خبراء مختصين للتأكد من طبيعتها وما إذا كانت تحتوي على مواد كيميائية أو بيولوجية محرّمة دوليًا.
ومنذ 11 مايو 2024، فشلت قوات تأسيس في السيطرة على مدينة الفاشر رغم محاولاتها المتكررة، إذ واصل الجيش السوداني وحلفاؤه الدفاع عن المدينة بضراوة، رغم الحصار المفروض عليها منذ عدة أشهر.
من جانبه، أدان وزير الإعلام في حكومة إقليم دارفور عبد العزيز سليمان ما وصفه بـ”استخدام قوات تأسيس لغازات سامة تُطلق عبر طائرات مسيّرة لاستهداف المدنيين في الفاشر”.
وقال سليمان في تصريحاته إن “ميليشيا تأسيس، وبعد فشلها في اقتحام المدينة، لجأت إلى استخدام الغازات السامة كسلاح أخير ضد سكان غرب وشمال الفاشر”، مضيفًا أن هذا السلوك “يهدف إلى إبادة المدنيين أو إجبارهم على النزوح القسري خارج المدينة”.
ورجّح الوزير أن تكون الغازات المستخدمة أسلحة كيميائية محرّمة دوليًا، داعيًا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التحرك العاجل لحماية أكثر من 260 ألف مدني – بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء – ما زالوا محاصرين داخل العاصمة التاريخية لإقليم دارفور.
وفي السياق ذاته، أكد حسن صابر جمعة، مسؤول إدارة النازحين والمهجرين قسرًا في مفوضية العون الإنساني بولاية شمال دارفور، أن المفوضية تلقت “تقارير مؤكدة تشير إلى استخدام قوات تأسيس أسلحة محرّمة دوليًا في مناطق متفرقة من مدينة الفاشر”.
وأضاف أن المدينة تتعرض منذ أسابيع إلى قصف متكرر بالمدافع والطائرات المسيّرة، استهدف الأسواق ومصادر المياه والمرافق الصحية، مما تسبب في تدمير واسع للبنية التحتية وتفاقم الوضع الإنساني.