الحرب الروسية الأوكرانية.. أرقام صادمة في الأسبوع الأول
الخرطوم – صقر الجديان
سجل الأسبوع الأول من الحرب الروسية الأوكرانية أرقاما جديدة تحمل صدمات واضحة أبرزها ارتفاع عدد اللاجئين.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من مليون شخص فروا من أوكرانيا منذ بداية العملية الروسية على البلاد يوم الخميس الماضي.
وأكد مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو جراندي عبر تويتر “في سبعة أيام فقط، شهدنا نزوح مليون لاجئ من أوكرانيا إلى الدول المجاورة”.
وأضاف: “بالنسبة للعديد من الملايين داخل أوكرانيا، حان وقت إسكات البنادق، حتى يتسنى تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لإنقاذ الحياة”.
تحرك الجنائية الدولية
قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، مساء الأربعاء، إن المحكمة في لاهاي بدأت تحقيقا في جرائم حرب محتملة ارتكبتها روسيا في أوكرانيا.
وأعلن خان في بيان: “لقد أخطرت رئاسة المحكمة الجنائية الدولية قبل لحظات بقراري المضي فورا في إجراء تحقيقات نشطة في الوضع (في أوكرانيا). وقد بدأ عملنا فى جمع الأدلة الآن”.
وأضاف أن التحقيق بدأ بعد إحالات من 39 دولة طرف في المحكمة الجنائية الدولية، بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا وجورجيا.
وكان خان أعلن، الإثنين، اعتزامه فتح تحقيق، قائلا إنه “مقتنع بأن هناك أساسا معقولا للاعتقاد بأن جرائم الحرب المزعومة وجرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت في أوكرانيا” في الأحداث التي سبقت العملية الروسية في الأسبوع الماضي.
وكانت المحكمة قد حققت بالفعل في حوادث تتعلق بحملة “قمع” المتظاهرين المؤيدين لأوروبا في كييف في 2013-2014، فضلا عن “الاحتلال” الروسي لشبه جزيرة القرم في عام 2014.
وذكر المدعي العام أن أوكرانيا ليست طرفا في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، لكن البلاد قبلت اختصاص المحكمة في محاكمة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية على أراضيها.
ولا تعترف روسيا بالمحكمة.
أزمة أفريقية
من جانب آخر، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها حثت السلطات في الدول المجاورة لأوكرانيا على فتح حدودها أمام المواطنين الأفارقة الفارين من الحرب هناك في ظل تقارير تفيد بمنع البعض منهم من الوصول إلى بر الأمان.
ويسعى الآلاف من الأفارقة وغيرهم من الأجانب، خصوصا الطلبة، جاهدين لمغادرة أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي يوم 24 فبراير/شباط.
واستقبلت دول مجاورة أعضاء في الاتحاد الأوروبي ما يقرب من 700 ألف شخص فروا من أوكرانيا.
وترد شكاوى في لقطات فيديو وشهادات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي من تمييز ضد الأفارقة في محطات القطارات وفي النقاط الحدودية.
وقال بوتشيزيا مسيتيكا، وهو متحدث باسم المفوضية مقيم في جنوب أفريقيا، إن الوكالة لم تتحقق من صحة التقارير لكنها تحث الدول المجاورة لأوكرانيا على ضمان إتاحة اللجوء والحماية للجميع.
وأضاف “المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على علم بتقارير التوصيف العنصري وتشعر بقلق بالغ إزائها، نحن على علم بكثير من هذه التقارير، ونتابع وقمنا بالتدخل حيثما كان ذلك ممكنا.
وتابع: “موقفنا هو أنه يتعين السماح لمن يطلبون الحماية بأن يطلبوا الأمان ويغادروا البلد بغض النظر عن الجنسية والأصل العرقي”.
ولفت إلى أن المفوضية على علم بتقارير عن بعض الأفارقة في أوكرانيا يُمنعون من ركوب القطارات التي تنقل الناس إلى دول الاتحاد الأوروبي المجاورة ومنع آخرين من الموافقات على عبور حدودها.
وأضاف: “حصلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على تأكيدات بأن حوادث التوصيف العنصري ليست سياسات رسمية”.
وقال الاتحاد الأفريقي أيضا إنه منزعج من تقارير عن رفض منح مواطنين أفارقة في أوكرانيا الحق في عبور الحدود إلى مناطق آمنة.
وعلى خط الأزمة، طالب ديمترو كوليبا وزير خارجية أوكرانيا على تويتر بضرورة أن يكون للأفارقة الساعين للإجلاء فرص متساوية للعودة إلى بلدانهم بأمان وإن بلاده ستساعد في حل المشكلة.
وقال مكتب رئيس وزراء بولندا على تويتر “توفر بولندا ملاذا لجميع الفارين من العدوان الروسي على أوكرانيا بغض النظر عن جنسيتهم أو خلفيتهم العرقية”.