الحكومة الانتقالية بالسودان.. متى ترى النور؟
الخرطوم – صقر الجديان
مبادرات وتكتلات جديدة يشهدها المشهد السوداني يوما بعد يوم في سبيل إنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد، والتوصل لتشكيل حكومة مدنية تقود البلاد خلال الفترة الانتقالية.
مجموعة من المبادرات الوطنية وأبرزها مبادرة “أهل السودان” التي يرعاها الطيب الجد، أحد رجال الطرق الصوفية، و”تحالف الحرية والتغيير- التوافق الوطني”، و”الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل”، ومبادرة مدراء الجامعات السودانية، وغيرها من المبادرات التي وصل عددها إلى 40، كلها تصب في اتجاه واحد السعي لتشكيل حكومة مدنية تقود البلاد إلى بر الأمان.
ورغم تلك المساعي والمحاولات لم تشهد الساحة السودانية حتى الآن تحقيق الهدف المنشود، وولادة حكومة تملأ الفراغ الذي تركته حكومة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك الذي استقال يناير/كانون الثاني الماضي.
وأرجع مراقبون عدم تمكن القوى المدنية حتى الآن من تشكيل حكومة لصعوبة التوافق بينهم، خاصة مع غياب المكون العسكري الذي أعلن الرابع من يوليو/تموز الماضي، انسحابه من أي طاولات تفاوض سياسي بشأن السلطة.
وخرج قائد الجيش السوداني رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان ببيان بثه التلفزيون الحكومي، وعد فيه بترك الأمر للمدنيين للتوافق على حكومة مدنية مستقلة، مع تعهّد منه بخروج المؤسسة العسكرية كلياً من الحياة السياسية، باستثناء تشكيل مجلس أعلى للقوات المسلحة مهمته الشؤون الأمنية وشيئاً من السياسة الخارجية.
توقعات بقرب التشكيل
تسريبات وتصريحات من مسؤولين سودانيين ودوليين بين الحين والآخر ترفع منسوب الأمل لدى الشعب، قبل أن ينخفض سريعا مع غياب خطوات جادة على الطريق.
أحدث تلك التصريحات بقرب تشكيل الحكومة المدنية جاءت من الدكتور هاشم الشيخ قريب الله، رئيس اللجنة التنفيذية لنداء “أهل السودان” للوفاق الوطني، حيث توقع أن ترى الحكومة الانتقالية النور قريباً.
وكشف لدى مخاطبته ملتقى القطاع الصحي بقاعة الصداقة الذي نظمه القطاع الصحي، عن استجابة عدد كبير من أبناء الوطن والقوى السياسية المتمثلة في 120 حزبا و61 مبادرة وعدد من منظمات المجتمع المدني والطرق الصوفية والإدارات الأهلية لنداء أهل السودان للوفاق الوطني.
وذكر أنهم تداولوا خلال الفترة الماضية وعبر نقاش صريح حول قضايا الوطن وخرجوا بإعلان سياسي مرجعيته دستورية واستكمال هياكل السطلة في الفترة الانتقالية المتبقية، وتعيين رئيس مجلس الوزراء.
وقال هاشم، لقد استطعنا أن نتوافق على توسيع قاعدة الاشتراك لاستكمال الفترة الانتقالية مع الذين لم يتواصلوا مع المبادرة، وكشف عن جلسات ستعقد خلال الأسبوع القادم تضم لجانا للتواصل مع الجميع.
وأعلن تشكيل لجان مصغرة مشتركة مؤامة لنداء أهل السودان حول التوافق الوطني، داعيا إلى أهمية إعداد خطة مدروسة لمعالجة قضايا القطاع الصحي الذي تضرر كثيراً بسبب جائحة كورونا.
جون غودفري، السفير الأمريكي الجديد لدى السودان، توقع أيضا تشكيل حكومة مدنية سودانية في وقت قريب.
وقال عقب تقديم أوراق اعتماده لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبدالفتاح البرهان أن اعتماده سفيراً لبلاده لدى السودان، يؤكد التزام الولايات المتحدة بتعزيز وتعميق علاقاتها مع الشعب السوداني.
وقال، في فيديو بثته السفارة الأمريكية بالخرطوم على صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، إن وصوله إلى الخرطوم يعكس التزام بلاده بتعميق العلاقات بين البلدين.
وجدد دعوته للجيش السوداني للاتزام بالانسحاب من السياسة بمجرد تأسيس حكومة مدنية.
وأضاف: “سأعمل لدعم رغبة الشعب السوداني لتعزيز التقدم نحو الانتقال الديمقراطي في البلاد تحت رعاية حكومة مدنية، وهو مهم لتحقيق الحرية والسلام والعدالة، ونشجع كل الفاعلين السودانيين للمشاركة في حوار شامل لتشكيل حكومة مدنية جديدة واستعادة الانتقال الديمقراطي”.
وأضاف: “حان الوقت لتأسيس حكومة مدنية تتمتع بالمصداقية، تجسد الخطوة الضرورية في تسهيل استئناف الشراكات الدولية مع السودان وتعزيز العلاقات بين الحكومة السودانية والأمريكية، ومساعدة السودان على التعافي من الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها في الوقت الراهن”.
حكومة أمر واقع
وعلى الجانب الآخر، برزت تصريحات من نائب رئيس حزب “الأمة القومي” السوداني يشير خلالها لصعوبة تشكيل حكومة تقوم على التوافق الوطني، متوقعا تشكيل حكومة الأمر الواقع.
وقال الفريق صديق إسماعيل في تصريحات صحفية لا أعتقد أن هناك فرصة لتكوين حكومة قائمة على توافق وطني، ولكن من الممكن تكوين حكومة الأمر الواقع، وتفرض على الناس بما كسبت أيدي القيادات السياسية السودانية.
وعن إمكانية لجوء رئيس مجلس السيادة إلى تشكيل حكومة حال لم تصل القوى السياسية لتوافق، قال في تصريحات نشرتها صحفية “الانتباهة” السودانية، نتوقع أن يحدث ذلك طالما أن هناك فرصة متاحة لصناعة الكتلة المتوافقة لتولي أمر البلاد، وإقامة حكم مدني، وليست هنالك أية عوامل تكبح دماء التفكير في تشكيل حكومة تسمى حكومة الأمر الواقع.
إقرأ المزيد