أخبار السياسة المحلية

الحكومة تُشكّل آلية تُنسّق حشد الموارد لتحسين النظام الصحي في دارفور

الخرطوم – صقر الجديان

شكّلت وزارة الصحة، الاثنين، آلية تنسيقية لحشد الموارد وتوحيد جهود تحسين النظام الصحي في إقليم دارفور غربي السودان.

ويوشك النظام الصحي في الإقليم على الانهيار، بعد تعرّض الكثير من المرافق للتدمير خاصة في شمال دارفور، إلى جانب انقطاع خطوط الإمداد، وعدم توفر الكوادر الطبية والكهرباء، وشُحّ الأدوية والمستلزمات.

وعقدت الآلية التنسيقية لتحريك الموارد وتوحيد جهود تحسين النظام الصحي في دارفور اجتماعًا بحث الأوضاع الصحية والإنسانية المتأزّمة في الإقليم.

وقالت وزارة الصحة، في بيان، إن الاجتماع خلص إلى “زيادة توجيه الموارد المخصصة من المنظمات لإقليم دارفور، وتسهيل إجراءات المرور والدخول من قبل الجهات الرسمية، والعمل على تأهيل المرافق الصحية”.

وأشارت إلى أن الاجتماع استعرض الأوضاع الصحية والتغذوية، كما ناقش خطط التصدي لوباء الكوليرا وسوء التغذية، ومعالجة النقص في حملات التطعيم، خاصة ضد الحصبة.

ويُعاني إقليم دارفور، الذي تخضع معظم مناطقه لسيطرة قوات الدعم السريع، من أزمة إنسانية مروّعة، حيث أظهرت بيانات نُشرت في 12 يوليو الجاري ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتلقّون العلاج من سوء التغذية الحاد الوخيم إلى 46%.

وتجاوزت نسبة سوء التغذية الحاد المستويات الحرجة التي حدّدتها منظمة الصحة العالمية في 9 من أصل 13 محلية في دارفور، مما يعني أن الإقليم على شفا كارثة حال عدم تداركها بسرعة.

وأعلن وكيل وزارة الصحة، هيثم محمد إبراهيم، التزام الحكومة بدعم المنظمات الدولية، وتقديم كافة التسهيلات والإجراءات لعملها في دارفور.

ودعا إلى تعزيز التدخّلات الصحية في الإقليم، مشيرًا إلى أهمية التنسيق المشترك لتحسين الخدمات الصحية ومجابهة التحديات الإنسانية المتفاقمة.

ويُكافح النظام الصحي في الاستجابة لتفشي الأمراض الوبائية، خاصة الكوليرا، التي تنتشر في مخيمات كلما وعطاش ودريج والسلام بجنوب دارفور، وطويلة بشمال دارفور، ومناطق جبل مرة بولاية وسط دارفور.

 

وكشف المتحدث باسم شبكة أطباء السودان عن تزايد حالات الكوليرا في قولو بوسط دارفور، ومسل بشمال دارفور، حيث وصلت الإصابات إلى أكثر من ألف حالة، وسط انهيار آليات التدخّل والاستجابة للوبائيات.

وقال المتحدث أحمد النور لـ “سودان تربيون” إن النظام الصحي في دارفور يواجه تحدّيات تتمثل في فقدان الكوادر الطبية جرّاء النزوح والتهجير القسري، وانهيار آليات التدخّل والاستجابة للوبائيات، وتوقّف سلاسل الإمداد، مما أسهم في عدم القدرة على مجابهة الوباء.

وأفاد بأن الوضع يزداد سوءًا يوميًّا في حال عدم تدخل عاجل لإدخال المساعدات الإنسانية والأدوية الطبية، محذّرًا من انتشار الوباء بكل ولايات دارفور، حيث إنه “في هذه الحالة سيكون الجميع عاجزًا عن تقديم أي شيء”.

وتوقّع المتحدث ارتفاع أعداد الوفيات بوتيرة متزايدة، مما يُسهم في كارثة إنسانية بالإقليم.

وفي السياق، قال المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال، إن عدد حالات الكوليرا في طويلة وصل إلى 3150 إصابة تشمل 65 وفاة، فيما لا يزال 248 شخصًا يتلقّون العلاج في مركز العزل.

وأوضح أن تراكمي إصابات الكوليرا في قولو بلغ 381 حالة، تتضمّن 40 وفاة، فيما رُصدت 25 حالة في جلدو، منها 6 وفيات، كما ظهرت حالات جديدة في منطقة دربات.

وأشار رجال إلى أن مخيم كلما سجّل 313 إصابة بالكوليرا، منها 45 وفاة، فيما بلغت الحالات في مخيم عطاش 190 إصابة تشمل 47 وفاة، مؤكّدًا وجود حالات أخرى في مخيمي دريج والسلام.

وذكر أن إجمالي حالات الكوليرا في دارفور بلغ 4113 إصابة، تتضمّن 197 وفاة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى