أخبار السياسة المحلية

الحكومة والجيش السوداني يدينان إعلان قوات الدعم السريع “حكومة وهمية”

"التحالف السوداني التأسيسي" أعلن السبت تشكيل "مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية" برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وعبد العزيز الحلو نائباً

بورتسودان – صقر الجديان

أدانت الحكومة والجيش السوداني، الأحد، ما وصفاها “بحكومة وهمية” أعلنت عنها قوات الدعم السريع مساء السبت.

والسبت، أعلن “التحالف السوداني التأسيسي” تشكيل “مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية” برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” وعبد العزيز الحلو نائباً له، فيما جرى اختيار محمد حسن التعايشي، رئيسا للوزراء.

وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان، ‏”نشجب وندين بأشد العبارات ما ذهبت إليه مليشيا الدعم السريع الإرهابية بإعلان حكومة وهمية تزعم فيها توزيع مناصب حكومية لإدارة السودان في تغافل تام واستهتار بمعاناة الشعب السوداني الذي أذاقته المليشيا الإرهابية كافة أشكال العنف والتنكيل والتعذيب”.

وأضافت أن “إعلان المليشيا حكومتها الوهمية على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي هو خير دليل على انكسارها ودحرها على يد قواتنا المسلحة الباسلة بكافة تشكيلاتها وتنظيماتها العسكرية”.

واعتبرت الخارجية أن “مشاركة مكونات مدنية في هذا الإعلان الوهمي يكشف الوجه الحقيقي لتلك التحالفات، ويؤكد انخراطها في المؤامرة التي كانت تحاك بتنسيق تام مع المليشيا الإرهابية للاستيلاء على السلطة بالقوة صبيحة 15 أبريل (نيسان) 2023”.

وأعربت عن “قلق حكومة السودان العميق إزاء موافقة جمهورية كينيا وتمكين المليشيا المتمردة من عقد اجتماعاتها التحضيرية لإعلان حكومتها غير الشرعية في نيروبي”.

وأضافت الخارجية أن ذلك “يعد انتهاكاً واضحاُ لسيادة السودان وخرقاً لمبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي، ويناقض مبادئ ومواثيق الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي والإيغاد (هيئة التنمية الحكومية لشرق إفريقيا) بدعم وحدة السودان وسلامة أراضيه”.

وناشدت كافة دول الجوار والمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية وكافة الهيئات الحكومية وغيرها من التنظيمات بإدانة هذا الإعلان، وطلبت منها “عدم الاعتراف والتعامل مع هذا التنظيم غير الشرعي الذي أعلنته المليشيا الإرهابية”.

وفي مارس/ آذار الماضي، قال وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف، في تصريحات صحفية، معلقا على إعلان قوات “الدعم السريع” والقوى المتحالفة معها، آنذاك، اعتزامها تشكيل الحكومة الموازية، إنها “مرفوضة ولن يكون لها أي دور في مستقبل السودان”.

من جانبه، قال المتحدث باسم الجيش السوداني نبيل عبدالله في بيان، إن “حكومة المليشيا المزعومة هي محاولة خداع حتى لشركائهم في الخيانة لأن المشروع الحقيقي لآل دقلو (أسرة قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو حميدتي ) هو الاستيلاء على السلطة”.

وأضاف: “وذلك لتحقيق طموحهم الذاتي غير المشروع، ومشروعهم العنصري في حكم بلد لم ينتموا اليه يوما ولم تربطهم به سوى أطماع السرقة والنهب المحمي بالنفوذ”.

وتابع المتحدث: “وفي سبيل ذلك يلعبون بكل الأوراق الممكنة بما فيها قبولهم أن يكونوا مجرد أداة لتمرير أجندة إقليمية أكبر من استيعابهم المحدود”.

وحتى الساعة 12:25 (ت.غ) لم تعلق قوات الدعم السريع على بياني الحكومة والجيش السوداني.

والسبت، قال المتحدث باسم “التحالف السوداني التأسيسي” علاء الدين نقد، في فيديو مسجل بث عبر صفحة التحالف على “فيسبوك”، إن الهيئة القيادية قررت تشكيل “مجلس رئاسي لحكومة السلام الانتقالية”، برئاسة قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، وعبد العزيز الحلو نائباً له.

وأضاف أن المجلس الرئاسي يتألف من 15 عضوا، من بينهم الطاهر حجر، ومحمد المصطفى أحمد، فيما تم اختيار محمد حسن التعايشي رئيسا للوزراء في الحكومة.

ويخوض الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 حربًا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونًا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.

وبدأت مساحات سيطرة قوات “الدعم السريع” تتناقص بشكل متسارع في مختلف ولايات السودان لصالح الجيش، الذي وسّع من نطاق انتصاراته لتشمل الخرطوم وولاية النيل الأبيض.

أما في الولايات الـ16 الأخرى بالسودان، فلم تعد قوات “الدعم السريع” تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، إضافة إلى أربع من ولايات إقليم دارفور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى