الخارجية السودانية تدعو لتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية لاستخدامها مواقع إثرية في الحرب
الخرطوم – صقر الجديان
قالت وزارة الخارجية السودانية، الأربعاء، إنه يتحتم على المجتمع الدولي تصنيف قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية بعد إعلانها استخدام موقعا أثريا بشمال السودان كنقطة انطلاق لمهاجمة مناطق بولاية نهر النيل.
وكان حقوقيون حذروا من تمدد القتال بين قوات الدعم السريع والجيش الى مواقع النقعة والمصورات الأثرية، نحو 190 كيلومتر شمالي العاصمة الخرطوم وحوالي 45 كيلومتر جنوبي مدينة شندي بولاية نهر النيل.
وأكدت وزارة الخارجية السودانية في بيان أن النقعة والمصورات تعد من أبرز المواقع الأثرية المحمية بالسودان، وبها مباني يعود تاريخها إلى حوالي 3 ألاف سنة تصنف ضمن قائمة التراث الإنساني منذ عام 2011.
وقال البيان إن استهداف التراث الثقافي والمؤسسات التي تجسد حرية الأديان هي سمة بارزة تميز الجماعات الإرهابية كما حدث على يد داعش وبوكو حرام والمجموعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقي، مشيرا إلى أن أحد عناصر تلك المجموعات حوكم في المحكمة الجنائية الدولية عام 2016 بجريمة تدمير التراث الثقافي في مدينة تمبكتو بمالي.
وتابع البيان “كل ذلك لا يترك أي مبرر للمجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والدولية لعدم تصنيف المليشيا جماعة إرهابية والتعامل معها على ذلك الأساس”.
واعتبرت الخارجية ظهور عناصر من الدعم السريع في الموقع الأثري جريمة ومواصلة لسعي المليشيا الممنهج لتدمير التراث الثقافي في السودان والذي شمل حتى الآن تخريب متحف السودان القومي ودار الوثائق القومية وعدد من الجامعات والمكتبات العامة وأماكن العبادة التاريخية.
ونوهت إلى أن قوات الدعم السريع ودفي الاسبوع الماضي دمرت الكنيسة الإنجيلية بمدينة ود مدني، وهي كنيسة عمرها حوالي مائة عام، كما سبق أن دمرت عددا من المساجد والكنائس بولاية الخرطوم.
وتعد “المصورات الصفراء” من الآثار المعروفة في شمال السودان، وتم إدراج الموقع مع مدينة مروي والنقعة ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العام 2011.
ونشرت صفحات موالية لقوات الدعم السريع، الإثنين الفائت، صورا لعدد من جنودها وهم يتجولون في موقع آثار النقعة والمصورات، كما توعدوا بالوصول الى مدن شندي وعطبرة وبورتسودان.
وبعد وقت وجيز من نشر الصور، أعلنت الفرقة الثالثة مشاة بولاية نهر النيل التعامل مع مجموعة تابعة لقوات الدعم السريع عبر الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة ما أدى الى تدمير الجزء الأكبر منها ومطاردة ما تبقى من القوات حتى حدود الولاية.