أخبار السياسة المحلية

الخبير المستقل لحقوق الانسان قلق حيال تجنيد المدنيين في السودان

الخرطوم – صقر الجديان

ابدى الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر الأربعاء، قلقه حيال التقارير التي تفيد بتجنيد مدنيين بينهم أطفال للقتال في صفوف القوات المسلحة، حاثا طرفا النزاع العسكري على التحقيق العاجل في جميع الانتهاكات التي رافقت استمرار الحرب وتقديم المتورطين للمحاكمة.

وتشهد ولايات شمال وشرق ووسط السودان حملات مكثفة للتعبئة وتسليح المدنيين استعداداً للتصدي لقوات الدعم السريع حال تمددها نحو مناطق جديدة، ووجدت الخطوة رفضاً وانتقادات من قوى سياسية وحركات مسلحة وجماعات حقوقية حذرا في ذات الوقت من تحول القتال في السودان إلى حرب أهلية.

وأعرب الخبير المستقل المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر في بيان “عن القلق البالغ حيال التقارير التي تفيد بتجنيد الأطفال وتعبئة المدنيين في جماعات المقاومة الشعبية بغية القتال في صفوف القوات المسلحة”.

وابدى الخبير رفضه لتدهور أوضاع حقوق الإنسان في السودان مع دخول النزاع المسلح شهره العاشر وحث قادة الطرفين على وضع حدّ فوري للعنف وضمان الانتقال إلى الحكم المدني والاستجابة لنداءات الضحايا المُطالِبة بإحلال السلام وتحقيق العدالة.

وأضاف “ما مِن حلّ سلمي يلوح في الأفق على الرغم من مبادرات الوساطة الإقليمية والدولية المتعدّدة، ولا يزال شعب السودان يتحمل العبء الأكبر لدوامة العنف التي لا تنتهي وتولّد يوميًا المزيد من المعاناة الإنسانية والدمار والنزوح.”

وتابع قائلًا “مع انتشار القتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في جميع أنحاء البلاد، استمرت انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بلا هوادة ومن الضروري للغاية أن يعبّر قادة الطرفَيْن عن مزيد من الإرادة السياسية لوضع حد للعنف وإسكات البنادق”.

وكشف عن اعتزامه زيارة مدينة بورتسودان خلال فبراير المقبل قبيل انعقاد الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان المقررة في مارس الجاري.

ومنذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع منتصف أبريل من العام الماضي، قُتل وجُرح آلاف المدنيين كما نزح أكثر من 7.6 مليون شخص من ديارهم، بما في ذلك أكثر من 1.5 مليون إلى البلدان المجاورة بينما يحتاج ما لا يقل عن 25 مليون شخص في جميع أنحاء السودان إلى المساعدة، من بينهم 14 مليون طفل.

وتحدث المبعوث الأممي عن اطلاعه على تقارير وشهادات مروعة عن المعاناة الإنسانية، بما في ذلك مئات حالات الاختفاء القسري المشتبه بها وحالات الاحتجاز التعسفي المتعددة المُرتَكَبة من قبل الطرفين في النزاع، علاوة على استماعه لروايات مقلقة للغاية عن عنف جنسي ضد النساء والفتيات، يُزعم أن عناصر قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها ارتكبوا معظمها.

وندّد الخبير المستقل بتفاقم العنف الناجم عن دوافع عرقية وعن خطاب الكراهية، لا سيما في اقليم دارفور، واشار بأن قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها ارتكبت جرائم طالت أعضاء من قبيلة لمساليت الأفريقية بولاية غرب دارفور.

ونادى القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بالتحقيق علنا في الانتهاكات والتجاوزات الجسيمة التي ارتُكبت خلال النزاع، وإنهاء دوّامة الإفلات من العقاب التي قال إنها أصل المأساة المستمرة.

وتابع “لم يتم، حتى هذه اللحظة، اتخاذ أي إجراءات لمحاكمة الجناة ولا الإعلان عن نتائج التحقيقات.”

وطالب المسؤول الاممي بضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين بشكل آمن وفعال ومن دون أي عوائق.

ويواجه ما يزيد عن 18 مليون شخص في السودان خطر الجوع الحاد وفقا لتقارير أممية ويتهم طرفي النزاع بوضع عراقيل واعاقة إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين من النزاع برغم تعهداتهم في مفاوضات “جدة” المعلقة إلى أجل غير مسمى.

وحث الحكومة السودانية على تحمل المسؤولية الرئيسية عن حماية المدنيين، واتخاذ خطوات ملموسة لضمان وصول المساعدات الكافية إلى جميع المحتاجين إليها وتيسير وصول قوافل المساعدة الإنسانية إلى السكان المتضررين من النزاع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى