أخبار السياسة المحلية

«الدعم السريع» تعلن توقيف مجرمين بالخرطوم وسط اتهامات بتفاقم الانتهاكات

الخرطوم – صقر الجديان

قال مسؤول في قوة حماية المدنيين، التي شكلها قائد الدعم السريع الشهر الماضي، إن القوة أوقفت أكثر من 40 عسكريًا ومدنيًا في مناطق سيطرة الدعم السريع بالخرطوم.

وأكد قائد قوة حماية المدنيين بقوات الدعم السريع، العميد عبد الكريم القوني، في مقابلة نشرتها “سودان تربيون”، أن محاكمات العسكريين تتم داخل السجون الحربية، بينما يُحال المدنيون لأقسام الشرطة لتباشر النيابات مهام التحري مع المتهمين، حسب قوله.

وكشف القوني عن إلقاء القبض على 42 شخصًا، من بينهم مدنيون وعسكريون، في جرائم مختلفة بضاحية الصحافة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم.

وعند سؤاله عما إذا كانت هناك أقسام شرطة ونيابات تعمل داخل مناطق سيطرة الدعم السريع، أفاد القوني بوجود بعض الأقسام التي تعمل، من بينها قسم شرطة حي الأزهري وقسم الصحافة.

وسعت قوات الدعم السريع لاستدعاء الشرطة لممارسة مهامها المعتادة في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، لكن سرعان ما غادر غالبية عناصر الشرطة بسبب تدخل عناصر الدعم السريع، وفقًا لما ذكرته تقارير صحفية محلية.

وأعلن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، منتصف أغسطس الماضي تشكيل قوة لحماية المدنيين في مناطق سيطرة الدعم السريع، مع تصاعد التقارير عن الانتهاكات والجرائم في تلك المناطق، خاصة ولاية الجزيرة في وسط السودان.

ومع ذلك، تنفي قيادات الدعم السريع تورط عناصرها في ارتكاب هذه الجرائم، متهمة من تسميهم بـ”المتفلتين” والمجموعات المدعومة من الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني بارتكاب الانتهاكات وإلصاقها بالدعم السريع.

وبعد أسبوعين من إعلان تشكيل قوة حماية المدنيين، أصدر حميدتي أوامر استثنائية تتعلق بتعزيز حماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.

ودعا قواته إلى الالتزام بالأوامر وتنفيذ التعليمات وقواعد الاشتباك أثناء القتال بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني، مهددًا بمساءلة المخالفين.

وقال القوني خلال المقابلة إن القوة ذات طبيعة عسكرية ومدنية، ومخولة بكافة الصلاحيات من إلقاء القبض والتحفظ والاعتقال.

وأفادت تقارير أمس السبت من مناطق جنوب الحزام، جنوبي الخرطوم، أن عناصر الدعم السريع أثاروا الرعب والقلق بإطلاق النار عشوائيًا وارتكاب حالات نهب في حي الإنقاذ، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم غرفة الطوارئ هناك، محمد كندشة.

وأقر القوني بوجود تحديات تواجه هذه القوة في عملها، لكنه أشار إلى أن القوة تسعى بكل ما هو متاح لتوفير بيئة ملائمة للمدنيين، موضحًا أن القوة بدأت مهامها فعليًا في ولاية الجزيرة وإقليم دارفور بعد إعلان تشكيلها مباشرة.

وحول الوضع في ولاية الجزيرة، قال القوني إن القوة بدأت عملها لكنها لم ترفع تقاريرها بعد، مشيرًا إلى أن هذه المهام سبق وبدأتها لجنة الظواهر السالبة.

ولم تتوقف تقارير الانتهاكات والجرائم في الجزيرة منذ ديسمبر الماضي، حيث وثقت مجموعات حقوقية ولجان المقاومة مقتل العشرات هناك، مع عمليات نهب واسعة وتهجير قسري من بعض القرى.

ورصد بعض شهود العيان خلال موجة الانتهاكات الأولى في الجزيرة تعامل الشرطة العسكرية التابعة للدعم السريع مع عدد من منسوبيها، حيث أصابت واعتقلت بعضهم.

وأعلنت قوات الدعم السريع رسميًا في مارس الماضي عن اشتباك واسع مع مجموعة ممن تسميهم بالمتفلتين في قرية كترة بولاية الجزيرة، حيث قتلت عددًا منهم.

وتفيد متابعات “سودان تربيون” بأن قوة حماية المدنيين هي مجموعة مختارة من الضباط وضباط الصف والجنود، يتم تدريبهم على القانون الدولي والإنساني، وينبغي أن يقوموا بمهام حفظ الأرواح والممتلكات الخاصة والعامة وتسهيل العمليات الإنسانية.

وتقوم القوة بعمل ارتكازات ودوريات، حيث تنتشر في المنطقة الواحدة بحوالي 10 سيارات قتالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى