أخبار السياسة المحلية

الدعم السريع يسقط طائرة مسيّرة للمرة الثانية خلال أسبوع ويكشف استهداف الجيش للمدنيين في شمال كردفان

الخوي | شمال كردفان | صقر الجديان

أسقطت قوات الدعم السريع، اليوم الثلاثاء، طائرة مسيّرة هجومية تابعة للجيش السوداني أثناء تحليقها في أجواء مدينة الخوي بشمال كردفان، في عملية هي الثانية من نوعها خلال أقل من أسبوع.

ويأتي هذا التطور العسكري في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا كبيرًا في العمليات القتالية، وسط مؤشرات على تطور ملحوظ في قدرات الدفاع الجوي لقوات الدعم السريع.

وأكدت مصادر ميدانية أن الطائرة التي تم إسقاطها كانت قد نفذت غارات جوية استهدفت مناطق مدنية مأهولة، بما في ذلك مستشفيات ومدارس ومعسكرات للنازحين، قبل أن يتم تعقبها وإسقاطها بواسطة الدفاعات الجوية للدعم السريع.

الدعم السريع: “إسقاط المسيّرات يعكس تفوقًا ميدانيًا جديدًا”

قال مصدر في الدعم السريع إن إسقاط الطائرة تم باستخدام منظومات دفاع جوي متنقلة تم تطويرها مؤخراً، مشيراً إلى أن هذه العملية تُعد تأكيداً على الجهوزية والتفوق التقني في مواجهة الهجمات الجوية المتزايدة من جانب الجيش.

وأضاف المصدر أن المسيّرة المستهدفة كانت تحلق على ارتفاع منخفض وتقوم بعمليات استطلاع وهجوم، وأن “الدقة العالية في إسقاطها تشير إلى أن وحدات الدفاع الجوي أصبحت أكثر قدرة على الرصد والتعامل مع التهديدات الجوية”.

كما شدد على أن استهداف مواقع مدنية بهذه الطريقة هو “دليل على إفلاس الجيش استراتيجياً”، واتهم القيادة العسكرية باستخدام الطيران لقصف المستشفيات والمدارس وخلق حالة من الرعب وسط المدنيين.

اشتداد المعارك في الأبيض.. وانهيار خطوط الجيش

تأتي هذه الحادثة بالتزامن مع معارك ضارية في محيط مدينة الأبيض، حيث تسعى القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على محاور استراتيجية بعد خسائر متكررة في المعدات والعناصر البشرية.

وبحسب مصادر ميدانية، فإن الدعم السريع يواصل تنفيذ هجمات مضادة، فيما تواجه قوات الجيش صعوبات ميدانية متزايدة نتيجة الضغط العسكري وتدهور الروح المعنوية.

وأكد شهود عيان من مدينة الخوي أن الغارات الأخيرة خلّفت حالة من الهلع بين السكان، وسط تصاعد الغضب الشعبي تجاه عمليات القصف العشوائي التي تستهدف المدنيين.

تساؤلات حول أخلاقيات الحرب ومصير المدنيين

العمليات العسكرية المتصاعدة في شمال كردفان تعيد إلى الواجهة تساؤلات عديدة حول أخلاقيات الحرب وسلامة المدنيين، خصوصاً في ظل تزايد الاعتماد على الطائرات المسيّرة والهجمات الجوية التي تفتقر إلى التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

وفي غياب أي تعليق رسمي من قيادة الجيش حول عملية الإسقاط أو الاتهامات الموجهة له، تزداد الشكوك بشأن استراتيجيته الحالية وموقفه من قواعد الاشتباك التي تحظر استهداف البنية التحتية المدنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى