الدعم السريع يضيّق الخناق على مخيم “زمزم” ويعتقل عشرات التجار ويصادر بضائعهم
الفاشر – صقر الجديان
ضيّقت قوات الدعم السريع الخناق على معسكر “زمزم” المكتظ بضحايا الحروب، والواقع في الجزء الجنوبي من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بعد أن انتشرت عناصرها عند معبر يستخدمه التجار لنقل المواد الغذائية والدوائية والبترولية إلى المعسكر، الذي يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة.
ونشرت منصات تابعة لقوات الدعم السريع مقطع فيديو يظهر ما قالت إنه اعتقال مجموعات تقوم بتهريب الوقود إلى المعسكر، وضبطت بحوزتهم أكثر من 60 برميلاً من الجاز والبنزين.
وذكر العقيد في قوات الدعم السريع، جدو علي مسبل، أن قواتهم لن تسمح بمرور أي شيء إلى المعسكر أو مدينة الفاشر، العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، وأعلن عن إغلاق كل الطرق الواقعة في الاتجاه الجنوبي من مدينة الفاشر.
وقال المتحدث باسم نازحي معسكر “زمزم”، محمد خميس دودة، لـ”سودان تربيون”: “قوات الدعم السريع اعتقلت الثلاثاء عشرات التجار الذين يخاطرون بحياتهم في نقل البضائع إلى معسكر زمزم للمساعدة في التخفيف من الأزمة الإنسانية، وقامت بمصادرة البضائع واحتجاز التجار في مكان غير معلوم”.
وأوضح أن القوات انتشرت في المنفذ الجنوبي الذي يمد المعسكر من منطقة دارالسلام، متهماً إياها بنهب المتاجر وأموال المواطنين، ومصادرة أجهزة الإنترنت الفضائي “ستارلينك”، والاعتداء بطريقة مهينة على عمدة المنطقة، واعتقال عدد من الأعيان.
وأشار إلى أن دارالسلام تعد المنفذ الوحيد المتبقي لانسياب السلع إلى المخيم، محذراً من مغبة قطع الطريق على المعسكر، معرباً عن مخاوف جدية من توقف مصادر المياه وطواحين الغلال في حال اعتراض شاحنات الوقود.
وحث على ضرورة تدخل الجهات الدولية والإقليمية بشكل عاجل، لفتح الطرق والمسارات الواصلة إلى المعسكر قبل وقوع كارثة إنسانية تهدد الملايين.
واتهم قوات الدعم السريع باتباع أسلوب الحصار والتجويع لسكان مدينة الفاشر، ضمن خطط تهدف للسيطرة على قيادة الفرقة السادسة مشاة، وأشار إلى أن التدوين العشوائي الذي طال منازل المواطنين والمرافق الخدمية أجبر أعداداً كبيرة من سكان الفاشر على اللجوء إلى زمزم، حيث يعانون من أوضاع إنسانية غير مسبوقة.
وكان سكان معسكر زمزم ومدينة الفاشر يعتمدون على المنفذ الغربي الذي يبدأ من منطقة طويلة، الواقعة شرق جبل مرة، للحصول على المواد الغذائية والدوائية، وذلك بعد حصار الفاشر من الاتجاهين الشمالي والشرقي. ولكن حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد نور، التي تسيطر على المنطقة، قيدت حركة القوافل التجارية ومنعت عبورها.
وفي الجنوب، كان السكان في العاصمة التاريخية يعتمدون على منطقة خزان جديد الواقعة في ولاية شرق دارفور، مروراً بمحلية دارالسلام في ولاية شمال دارفور، قبل أن تسيطر قوات الدعم السريع على هذا المعبر خلال الأيام الماضية.
وفي الأول من أغسطس الماضي، أعلن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن وقوع مجاعة في مخيم زمزم الذي يؤوي نصف مليون نازح، لكن السلطات السودانية نفت وقوعها، وأرجعت نقص الغذاء في مخيمات النزوح إلى الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الفاشر.