«الدقير»: الإعلان السياسي «المتداول» بلا قيمة ويستند على قرارات الانقلاب
الخرطوم – صقر الجديان
نفى القيادي بالمجلس المركزي للحرية والتغيير، ورئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، صلتهم بإعلان سياسي يروج له منذ أيام.
وأكد الدقير، بأنهم ليسوا طرفاً في هذا الإعلان السياسي، مشيراً إلى أن القوى السياسية التي أعدته لم تفصح عن نفسها للرأي، قبل أن يصفه بمجهول النسب.
وظهرت على السطح، في الأيام الماضية مسودة إعلان سياسي جديد، يُعتقد أنها على ارتباط بالأطراف الانقلابية.
وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، “دأبت بعض الجهات – في الداخل والخارج – على وصف الاتفاق الموقع في ٢١ نوفمبر الماضي بأنه “أفضل صفقة ممكنة”.
وأضاف “ومع احترامنا لتقديرات تلك الجهات، لكن من الواضح أنها أغفلت موقف الشعب السوداني الذي هو أدرى بشعاب واقعه وهو الذي يقرر ما يريد ويحدد سقف الممكن”.
وتابع “وقد ظل ملايين السودانيين، يوضحون ذلك عبر مواكبهم الهادرة – الرافضة لانقلاب ٢٥ أكتوبر، وما يتناسل منه من إعلانات ومواقف – والمتتابعة منذ فجر يوم الانقلاب حتى يوم أمس”.
ورأى الدقير، أن كون الإعلان، حوى بعض مطالب قوى الثورة، فذلك لا يمنحه مقبوليةً عندها، لأن أي إعلان أو ميثاق سياسي يبقى رهيناً للإرادة التي أفرزته والبيئة التي وُلِد فيها والإطار القانوني الذي يحكمه.
وأشار إلى أنه تبعاً لذلك، فإن هذا الإعلان لا قيمة له، مهما كان محتواه، إذ أنه لا يرفض انقلاب ٢٥ أكتوبر – بل يعترف به ضمنياً – ويستند على اتفاق ٢١ نوفمبر المؤسّس على قرارات الانقلاب.
هروب إلى الأمام
ولفت إلى أن ذلك ينسف كل ما جاء في هذا الإعلان ويحبسه في المسافة بين زهو الشعارات الرنانة والقدرة على الفعل، ويضعه تحت عنوان الهروب إلى الأمام ومحاولة تسويق القبول بالأمر الواقع.
وأكد ما وصفها بـ”بومة الانقلاب” – في كل زمان ومكان – لا تُنْجِب حمامة السلام والديموقراطية ولا تنتج شروط الحياة الكريمة، بل هي دائماً حُبْلى بالتوأم التاريخي للانقلابات: الاستبداد والفساد.
وشدد على أن “كتاب التاريخ” شاهدٌ على أنّ ثالوث الحرية والسلام والعدالة وكافة المنجزات الانسانية لم تتحقق إلّا باستجابة الشعوب للتحديات التي تواجهها.
فيما أشار إلى أنه في المقابل، فإنّ البقاء في واقعٍ مضاد “لأقانيم” الحرية والسلام والعدالة هو مصير الشعوب التي تسود فيها ثقافة الخنوع والاستسلام التي يبشر بها البعض بحجةٍ داحضة مفادها أنه “ليس في الإمكان أفضل مِمّا كان”.
وأوضح أن، الأفضل يمكن أن يجترحه الإنسان تحت كلِّ الظروف، إذا كانت لديه الرغبة وامتلك الإرادة.
وأكمل “الشعب السوداني من خلال مواكبه المليونية الحالية التي تجوب الشوارع والساحات في العاصمة وبقية الولايات، أثبتت أن لديه الرغبة والإرادة لتحقيق ما يريد بطريقة سلمية”.
وقال “لقد ضربت هذه الملايين موعداً مع النصر، غير مكذوب، من أجل تصويب المسار نحو العبور إلى الوطن الذي يسع جميع أهله وترفرف فوقه رايات الحرية والسلام والعدالة”.