السر في “التورين”.. اكتشاف آليات دفاع الجسم ضد البكتيريا الضارة
حدد العلماء الذين يدرسون دفاعات الجسم الطبيعية ضد العدوى البكتيرية عنصرا غذائيا مهما وهو – حمض التورين.
ويوجد التورين في البروتين الحيواني والكائنات البحرية اللافقارية كأداة مهمة لمساعدة الأمعاء على تذكر الالتهابات السابقة وقتل البكتيريا الغازية، مثل “الكلبسيلة الرئوية”.
ويساعد هذا الاكتشاف الذي نشر، الجمعة، في دورية “سيل” بواسطة خمسة معاهد تابعة للمعاهد الوطنية للصحة بالولايات المتحدة في الجهود المبذولة للبحث عن بدائل للمضادات الحيوية.
ويعرف العلماء أن الجراثيم- وهي تريليونات الميكروبات المفيدة التي تعيش بانسجام داخل أمعائنا- يمكن أن تحمي الناس من الالتهابات البكتيرية، ولكن لا يُعرف سوى القليل عن كيفية توفير الحماية.
ويدرس العلماء الميكروبات المفيدة تحديدا لإيجاد أو تحسين العلاجات الطبيعية لتحل محل المضادات الحيوية، التي تضر الميكروبات وتصبح أقل فعالية مع تطوير البكتيريا مقاومة للأدوية.
ولاحظ العلماء أن الميكروبات التي واجهت عدوى سابقة من بكتريا “الكلبسيلة الرئوية”، وتم نقلها إلى الفئران الخالية من الميكروبات، ساعدت ذلك على منع الإصابة بالبكتيريا، وقادهم المزيد من التحليل إلى تحديد دور التورين في ذلك.
ويساعد التورين الجسم على هضم الدهون والزيوت ويوجد بشكل طبيعي في الأحماض الصفراوية في الأمعاء.
ويعتقد العلماء أن المستويات المنخفضة من التورين تسمح لمسببات الأمراض باستعمار الأمعاء، لكن المستويات العالية تنتج ما يكفي من كبريتيد الهيدروجين لمنع الاستعمار.
وخلال الدراسة، أدرك الباحثون أن عدوى خفيفة واحدة كافية لتحضير الجراثيم لمقاومة العدوى اللاحقة، وأن الكبد والمرارة – اللذان يصنعان الأحماض الصفراوية المحتوية على التورين ويخزنانهما – يمكنهما تطوير حماية طويلة الأمد من العدوى.
ووجدت الدراسة أن مادة التورين التي تُعطى للفئران كمكمل غذائي في مياه الشرب أعدت أيضًا الميكروبات لمنع العدوى، ومع ذلك، عندما شربت الفئران الماء الذي يحتوي على مادة “البزموت سبساليسيلات”، وهو دواء شائع بدون وصفة طبية يستخدم في علاج الإسهال واضطراب المعدة، تضاءلت الحماية من العدوى، لأن البزموت يثبط إنتاج كبريتيد الهيدروجين.