السودان.. أزمة أوكرانيا عبء اقتصادي يضاف إلى الرصيد (تقرير)
ارتفاعات متتالية على أسعار القمح في السودان، وغالبية واردات القمح السوداني قادم من دول البحر الأسود
الخرطوم – صقر الجديان
– ارتفاعات متتالية على أسعار القمح في السودان
– غالبية واردات القمح السوداني قادم من دول البحر الأسود
– ارتفاعات مرتقبة على أسعار الوقود في البلاد
دخلت الأزمة الروسية الأوكرانية، إلى قائمة طويلة من رزمة أزمات وتحديات تواجه الاقتصاد السوداني، ومؤثرة بشكل رئيس في الأوضاع المعيشية داخل الأسواق المحلية.
وأطلقت روسيا في 24 فبراير/ شباط الماضي، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية “مشددة” على موسكو.
وبلغ التأثير الاقتصادي جراء الصراع الروسي الأوكراني ذروته فيما يتعلق بإمدادات القمح للسودان الذي يعتمد على استيراد نحو 95 بالمئة من مخزونه من دول البحر الأسود وروسيا.
ويتجاوز استهلاك السودان من القمح مليوني طن سنويا، فيما يتراوح إنتاج البلاد بين 12 – 17 بالمئة من احتياجاته.
وأطلت أولى تأثيرات الأزمة الأوكرانية برأسها نهاية الأسبوع الماضي، حيث ارتفعت أسعار جوالات الطحين زنة 25 كلغم بنسبة 11 بالمئة، إلى 11200 جنيه (25 دولار)، مقابل 10000 (22.4 دولار).
وأكد مدير شركة مستوردة للدقيق – فضل حجب اسمه – أن الارتفاع في أسعار الطحين يعود للأزمة القائمة بين روسيا وأوكرانيا.
وكشف في حديث نقلته وكالة الأناضول، أن 95 بالمئة من الدقيق المستورد للسودان يأتي من دول البحر الأسود وروسيا، مشيرًا أن “الاستيراد مغلق من هذه الدول بحسب ما يجري بها من صراع”.
وانعكس ارتفاع أسعار الطحين بدوره على أسعار الخبز في الأسواق المحلية، حيث ارتفع سعر رغيف الخبز بنسبة 42 بالمئة إلى 50 جنيها سودانيا مقارنة مع 35 سابقا.
لكن السوق السودانية تشهد فوضى في أسعار عديد السلع في البلاد، في فترة ما قبل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وتوقع صاحب مخبز بالعاصمة الخرطوم، مصعب جبران، زيادة جديدة في أسعار الخبز وتطبيقها في غضون أيام، بسبب ارتفاع أسعار القمح عالميا، بجانب تحرير سعر الخبز بالبلاد.
ومنذ العام الماضي، طبق السودان سياسة تحرير الخبز دون الإعلان عنها، بعد أن تم حجب توزيع الدقيق المدعوم على المخابز.
ولا تتوفر أسعار ثابتة للخبز ومشتقاته في السوق السودانية، ويتباين تبعا لتطورات العرض والطلب، وأنواع الدقيق المستخدم في صناعة الخبز.
والأسبوع الماضي، اختتم نائب رئيس المجلس السيادي، محمد حمدان دقلو، زيارة لموسكو استغرقت أسبوعا، رفقة وفد يضم وزراء المالية جبريل إبراهيم، والزراعة أبو بكر البشري، والطاقة محمد عبد الله محمود، والمعادن محمد بشير أبو نمو.
والهدف من الزيارة هو “تطوير وتعزيز أوجه التعاون بين السودان وروسيا في مختلف المجالات”.
ومنذ 2013 ولجت روسيا للاستثمار بقطاع التعدين بالبلاد للاستثمار في مجال تعدين الذهب.
بدوره أشار المستورد بابكر صلاح، إلى الآثار الخطيرة الناجمة عن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، على الاقتصاد العالمي المتأثر في الأصل بجائحة كورونا، إذ ارتفعت الأسعار خصوصا أسعار الشحن والمواد الأولية.
وقال في حديثه مع الأناضول إن “الغزو الروسي لأوكرانيا اندلع في وقت بدأ فيه الاقتصاد العالمي في التعافي”، وأردف: “قد نعاني من إمدادات النفط والوقود”.
ومن المرتقب أن تبدأ تأثيرات ارتفاع أسعار النفط لمستويات هي الأعلى منذ عام 2008، على السوق السودانية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مع بدء الاستيراد بالأسعار الجديدة.
ومن شأن ذلك أن يضيف مزيدا من الأعباء على السودانيين، وسيدفع الأسعار صعودا، خاصة للسلع التي تدخل الطاقة في عناصر إنتاجها.
وتراجع إنتاج السودان النفطي بعد انفصال جنوب السودان عام 2011 من 450 ألف برميل إلى 50 ألفا بما جعل الخرطوم تلجأ إلى استيراد أكثر من 60 بالمئة من المواد البترولية.