السودان.. ارتفاع حصيلة القتلى في دارفور وإصدار قرارات عاجلة
الخرطوم – صقر الجديان
أعلنت لجنة أطباء ولاية غرب دارفور، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا الأحداث الدموية التي تشهدها مدينة الجنينة في الإقليم، تزامنا مع إعلان الحكومة السودانية إرسال تعزيزات أمنية إثر اشتباكات عنيفة غربي البلاد.
وأحصت اللجنة، وفقا لما ذكرته في بيان وقوع 83 قتيلا و160 جريحا، منذ صباح السبت، بما في ذلك جرحى القوات المسلحة.
وذكرت اللجنة في بيانها “تقوم الأطقم الطبية بمجهودات متواصلة لتقديم الرعاية الطبية للجرحى والمصابين حيث تُجرى الآن العمليات الجراحية في مستشفى الجنينة التعليمي ومستشفى السلاح الطبي حيث ينقل إليهما الجرحى الذين يحتاجون لعمليات عاجلة وذلك بعد التحسن الطفيف في الأوضاع الأمنية منذ الثانية عشرة منتصف نهار اليوم”.
وشددت اللجنة على ضرورة نقل بعض الحالات الحرجة إلى الخرطوم “منها إصابات على مستوى الرأس”، ودعت الحكومة إلى “تعزيز تأمين المرافق الصحية وتسهيل حركة منسوبيها والتنسيق مع السلطات الاتحادية لإرسال طائرة بصورة عاجلة لإجلاء الجرحى الذين يحتاجون إلى جراحات دقيقة لا تتوفر في الولاية”.
وفي جلسة طارئة، مساء الأحد، أعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني إرسال تعزيزات أمنية لولاية غرب دارفور، لتأمين المواطنين وحماية المرافق الحيوية.
وأعلن المجلس الانتقال السوداني اتخاذ عدة قرارات ، منعا لتكرار مثل هذه الأحداث، تمثلت بـ:
- إرسال تعزيزات أمنية لتأمين حماية المواطنين والمرافق الحيوية لبسط الأمن والسيطرة.
- تشكيل لجنة عليا للتقصي والتحقق في الأحداث وتحديد جذور المشكلة ورفع التوصيات بشأنها.
- إنفاذ العدالة على الخارجين عن القانون ومحاسبة المتسببين في الأحداث.
- البدء الفوري في إكمال إنتشار القوات المشتركة لحماية المدنيين.
- تنفيذ عمليات مشتركة عاجلة لنزع السلاح غير المقنن.
- تشكيل لجنة عسكرية مشتركة لمراجعة الخطط الدفاعية والتأمينية لولاية غرب دارفور.
وقالت الوكالة السودانية إن أعمال العنف اندلعت “إثر مشاجرة بين شخصين خلفت اثنين من القتلى وجرح آخرين وحرقا لبعض المنازل المبنية بالمواد المحلية”.
من جهتها، أكدت هيئة محامي دارفور في بيان “ضرورة الإسراع بنزع السلاح في دارفور وبسط هيبة الدولة والتحقيق في الأحداث” التي “بدأت بجريمة جنائية عادية جرى القبض فيها على الجاني فيما قام بعض المتربصين باستغلالها”.
وكان رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، قد أمر، الأحد، بـ”إرسال وفد عال وبشكل عاجل إلى مدينة الجنينة برئاسة النائب العام، تاج السر الحبر، يضم ممثلين لكافة الأجهزة الأمنية والعسكرية والعدلية لمتابعة الأوضاع واتخاذ القرارات اللازمة لمعالجة الوضع واستعادة الهدوء والاستقرار بالولاية”، وفق الوكالة السودانية.
ويشهد إقليم دارفور تجددا للمواجهات القبلية التي أوقعت 15 قتيلا وعشرات الجرحى في أواخر ديسمبر، أي قبل أيام قليلة من انتهاء مهمة بعثة السلام المشتركة بين الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، التي استمرت 13 عاما.
ومنذ العام 2003 أسفرت الحرب في دارفور بين القوات الموالية للحكومة وأقليات متمردة عن مقتل نحو 300 ألف شخص وتشريد أكثر من 2,5 مليون، بحسب الأمم المتحدة.
وفي أكتوبر، وقّعت الحكومة الانتقالية التي تولّت السلطة بعد إطاحة نظام عمر البشير، في أبريل، اتفاق سلام مع عدد من الفصائل المتمردة لا سيما في دارفور.