السودان: السيول و الأمطار تخلف «79» قتيلاً وعشرات الجرحي وخسائر في الممتلكات
الخرطوم – صقر الجديان
أثارت تحذيرات هئية الأرصاد في السودان من سقوط أمطار غزيرة اليوم الجمعة، مخاوف ارتفاع مناسيب الفيضان لاسيما مع اكتمال الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي، ومرور المياه فوق الحاجز الأوسط.
و لقي 79 شخصا مصرعهم وإصيب 30 آخرين جراء الامطار والسيول التي شهدتها البلاد اعتباراً من يوليو الماضي.
ووفقا للبيانات تحصلت عليها «شبكة صقر الجديان» من المجلس القومي للدفاع المدني فقد انهار عدد 15055 منزلاً انهياراً كلياً، و 21784 منزلاً انهياراً جزئي، إلى جانب 33 مرفقا و69 متجراً ومخزن، إضافة إلى تلف 1470 فدان و45 بستان و321 مزرعة ونفوق 117 رأس من الماشية.
نهر النيل أكثر الولايات تضرراً
و أكد الناطق الرسمي بأسم المجلس القومي للدفاع المدني العميد شرطة عبد الجليل عبدالرحيم لـ «التغيير» أن ولاية نهر النيل من اكثر المناطق تاثراً إلى جانب ولايات جنوب دارفور وشمال كردفان و الجزيرة، فيما بلغ عدد الولايات المتضررة 12 ولاية من أصل 18 ولاية.
ويبدأ موسم الأمطار في السودان عادة في يونيو ويستمر حتى سبتمبر ، مع ملاحظة ذروة هطول الأمطار والفيضانات بين أغسطس وسبتمبر.
و أكد عبدالرحيم أن معظم الوفيات كانت نتيجة الغرق أثناء عبور الأودية والخيران، وأكد أن الدفاع المدني يبذل جهود حثيثة في احتواء آثار الأمطار والسيول في المناطق المنكوبة من خلال معالجة مناطق الهشاشة وتعلية الجسور و إرسال المعينات، و أشار إلى أن رئيس المجلس القومي للدفاع المدني والأمين العام قاما بزيارات ميدانية لعدد من المناطق و توزيع معينات إيواء ومواد غذائية وأدوية طبية و أكد أن غرف الطواريء تواصل اجتماعاتها لتلقي البلاغات والتصدي لكافة المستجدات.
ولاية الخرطوم تنفذ معالجات فنية لتصريف المياه
هيئة الطرق والجسور بولاية الخرطوم أعلنت عن أرقام لتلقى بلاغات أعمال الخريف بالمحليات، وقال المدير العام لهيئة الطرق والجسور ومصارف المياه ورئيس آلية الحد من مخاطر السيول والفيضانات مختار عمر صابر ، إن الهيئة تسخر كل امكانياتها اللوجستية للحد من آثار موسم الخريف، و أضاف إن أتيام وفرق عمل الهيئة تتوزع في محليات الولاية لمتابعه أعمال تطهير المصارف وتقوية التروس الواقية والنيلية.
مشيرا إلى أن الهيئة قامت بتنفيذ بعض المعالجات الهندسية و الفنية لبعض المناطق التي بها إشكالات فى تصريف المياه بتوزيع عدداً من المقاولين مع فرق الهيئة لأعمال الاستدامة.
ودعا صابر المواطنين للتبليغ عن أي مشاكل تخص أعمال الخريف بغرف الطوارئ الموجوده بالمحليات عبر الهواتف المرفقة ، و أكد على دور المواطن في المحافظة على مواعين الخريف المتعددة.
غرق 60 قرية بمحلية المناقل
و أدت السيول والأمطار إلى غرق 60 قرية سكنية بهضبة المناقل التي تقع خارج القطاع المروي بمشروع الجزيرة وتضم أكثر من تسعين قرية، وتتبع بعض القري لولاية سنار واخرى تتبع للجزيرة.
وقال أحد أبناء المنطقة الصحفي بلة علي عمر في حديثه لـ «التغيير» إنه نسبة لوقوع المنطقة في قطاع السافنا الفقيرة فإن الأمطار فيها تتفاوت في الكميات بين عام واخر كما أن الطبيعة الجغرافية للهضبة تجعلها خطا لتقسيم مياه الأمطار ما يعرض القري بين الأعوام والأخرى لسيول جارفة من الهضبة، وأشار إلى تلك السيول تشكل مع ارتفاع مناسيب الأمطار خطراً داهماً علي القرى والبلدات في المنطقة .
وشهدت المنطقة طوال الاسبوع الماضي هطول امطار غزيرة وسيول جارفة ادت إلى انهيار آلاف المنازل بمجمع قرى ام دغينات ، الطليحات، حميرات، البراقنة ، برغول ، صقير ، أم قرقور، بشاير, طيبة الشيخ المكي ، عبود، الدقيساب كوقيلا وغيرها من القرى.
ونوه بلة إلى تفاوت الأثر بين الإنهيار الكامل والجزئي غير أن القرى التي شهدت ارتفاعا أعلى في المنازل المنهارة هي : مجمع ام دغينات ، كوقيلا، عبود ، برغول وصقير.
و أوضح عمر أن مما زاد الوضع سوءاً انقطاع التيار الكهربائئ ما أدى لتوقف طواحين الذرة والقمح و محطات المياه ما أضطر الأهالي إلى الشرب من المياه التي تلوثت جراء انهيار دورات المياه ونفوق الأنعام، ولفت إلى أن ما سماها بالقرى المنسية في حوجة عاجلة إلى ما “يسد الرمق “الغذاء من دقيق وسكر وزيت ومقومات ايواء من خيام ومشمعات ومطهرات” .
و أعتبر بلة أن السلطات الانقلابية تتعامل بمبدأ الخيار والفقوس و أشار إلى أن مأساة الجزيرة أكدت عدم وجود رجل دولة في السلطة التنفيذية وأضاف: “لم تتداعي الجهات المانحة لتوفير خيمة أو سد ثغرة في متاريسهم كما لم يصلهم عبر مروحية أحد لا برهان لا جبريل لا حميدتي”.
وذكر بلة أن كل الدعم الذي قدمه الطاهر حجر ووزير الداخلية كان وقفا على المناقل عبود، كوقيلا فيما تم تجاهل باقي القرى الأخرى، ودعا عمر المنظمات الخيرية المحلية والأجنبية للوقوف على معاناة أهل القرى المنسية في هضبة المناقل في عبود والطليح وأم دغينات، صقير والبراقنة وبقادي و طيبة الشيخ المكي وأم قرقور ومحريبا وفحل الشايقية وأم حمراء وحميرات وعريطل وعشرات القري.
وقالت مفوضية العون الإنساني إن عدد المتضررين من الأمطار الغزيرة والفيضانات منذ مايو وصل الى حوالي 136000 شخص، بينما المتوقع تأثر حوالي 314500 شخص في جميع أنحاء السودان طبقا لخطة الاستجابة لحالات الطوارئ في السودان لعام 2022م
توقعات بزيادة إيراد النيل الأزرق
بدأ منسوب مياه نهر النيل في الارتفاع خلال الأسبوع الأخير من شهر يوليو ، لكنه ظل إلى حد كبير دون مستوى الإنذار، فيما تجاوز منسوب مياه نهر عطبرة ، مستوى الإنذار في 6 أغسطس بسبب الأمطار الغزيرة في شرق السودان والجزء الشمالي الغربي من إثيوبيا بالمقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي ، ولا تزال مستويات المياه على طول المحطات الخمس الرئيسية دون مستوى الإنذار.
فيما أكد رئيس لجنة الفيضان بوزارة الري والموارد المائية عبدالرحمن صغيرون لـ «التغيير» أن الملء الثالث للسد الاثيوبي يعني حجز 14 مليار م٣ من فيضان النيل الأزرق لهذا العام، ما يعني زيادة حجم و سطح بحيرة سد النهضة الإثيوبي و هذا ينعكس على نقصان في حجم الفيضان و تاخير فترة انحساره.
و أكد أن إيراد النيل الازرق عند الحدود السودانية-الأثيوبية حتى الأمس لم يتجاوز 400 مليون م٣/اليوم مقارنة بـ 600
مليون م٣/اليوم في عام 2021 و توقع زيادة الإيراد خلال الأسبوعين القادمين أما خيار حبس المياه خلف سد الروصيرص نوه إلى أنه يتأثر بتشغيل سد الروصيرص.
إقرأ المزيد