السودان: الكشف عن تعرض «حسام الصياد» لاعتداء في محبسه بكوبر
الخرطوم – صقر الجديان
أمهل جمال مأمون صالح، القاضي في محكمة رقيب الاستخبارات، هيئة الاتهام الممثلة في (القضاء العسكري)، أسبوعاً كمهلة أخيرة لإحضار شهودها في القضية.
وتتهم السلطات العسكرية 9 من المحتجين، بالتورط في قتل رقيب الاستخبارات، ميرغني الجيلي، في احتجاجات العام الماضي، بالقرب من القصر الرئاسي.
وأقرت هيئة الاتهام، في جلسة، الاثنين، بفشلها في الوصول إلى الشهود وإحضارهم، وتذرعت بحجة سفر اثنين منهم خارج العاصمة، وإغلاق هواتف الأربعة المتبقيين، مع عدم وجودهم في منازلهم.
وأرجات المحكمة الأسبوع الماضي، جلساتها، رغم تنازل ذوي القتيل عن حقهم الخاص، لغياب القاضي، والمتحري، الشهود، والمتهمين.
وطلبت هيئة الاتهام، من رئيس المحكمة، إعلان نيابة الخرطوم وسط للظهور معهم تضامناً في الحق العام، ولمساعدتهم في إحضار الشهود خلال الجلسة القادمة، ووعدت بالاكتفاء بشهادة من يحضر.
ووافق القاضي على التماس الاتهام بإعلان النيابة لحضور الجلسات رغم اعتذارها في وقت سابق.
وأكد ممثل الاتهام ما ذهب اليه القاضي لكنه أشار إلى عدم وجود إجراء يؤكد اعتذار النيابة رسمياً عن القضية.
وحدد القاضي، الاثنين المقبل موعداً لانعقاد الجلسة بمعهد العلوم القضائية بضاحية أركويت شرقي العاصمة الخرطوم.
واعتبر عضو هيئة الدفاع عن المتهمين المحامي معتز المدني، أن طلبات هيئة الاتهام بضم النيابة للظهور في الحق العام، والالتماس إمهالها أسبوعاً آخر، يعني مزيداً من التعطيل والتلفيق ومحاولات بائسة جدا لإبقاء المتهمين في الحجز.
ولم يستبعد مدني في حديثه أن تكون تلك الخطوة مؤشر لفتح قنوات جديدة لترقيع الاتهام. (حد تعبيره)
وقالت صحيفة (التغيير) انها رصدت بعد دخول المقبوض عليهم قفص الاتهام، إصابة حسام الصياد في عينه اليسرى.
وعلمت الصحيفة أنَّ الصياد تعرض للضرب في عينه أثناء النوم، من قبل سجين محبوس معه في الزنزانة على ذمة بلاغ بالقتل العمد (المادة 130 من القانون الجنائي).
وقال والد حسام لـ(التغيير) إن نقاشاً عادياً دار بين ابنه والجاني، إلا أن الأخير استغل فرصة نومه واعتدي عليه.
وأشار إلى أن الصياد بحاجة ماسة للرعاية الصحية، ولم يتلق عقب الحادثة العلاج اللازم ولم يعرض على الطبيب وطلبت إدارة السجن من أسرته إحضار بعض المهدئات والمعقمات للعين المصابة.
ويعاني الصياد وفق أسرته من إصابة بعدد من شظايا سلاح الخرطوش “السكسك” في جسده وكسر في اليد ومسطرة.
وأكدت عائلات وأقارب المحتجزين في ذمة بلاغ قتيل الاستخبارات العسكرية ميرغني الجيلي، أنَّ أبنائهم محبوسين في ظل ظروف قاسية، بينما تمارس هيئة الاتهام المماطلة والتسويف وكسب مزيد من الوقت لاستمرار سجنهم.
وتوقع سعيد أبو العزائم شقيق المتهم سوار الذهب أبو العزائم، أن يفشل الاتهام مجدد في إحضار الشهود كما وعد في الجلسة المقبلة.
وقال: حينها سنري كيف سيتعامل القاضي مع الموقف.
كشف أبو العزائم عن المضايقات التي يتعرض لها ذوي المتهمين من صعوبة الحصول على أذونات الزيارة، والتأخير، والمدة القصيرة وغيرها من القيود.
وفاجأ أولياء الدم زوجة الرقيب وشقيقه، الأسبوع الماضي، المحكمة، بالتنازل عن حقهم الخاص (القصاص الدية) وانسحابهم من الجلسة، بينما تواصلت المحكمة انعقادها للاستماع لشهود الاتهام.
وبتواريخ مختلفة في شهري مارس وأبريل الماضيين، ألقى ملثمون مسلحون بزي مدني، على متن سيارات دفع رباعي بدون لوحات، القبض على 9 من لجان مقاومة الديوم الشرقية، هم: (مؤمن سعيد، سوار الدهب أبو العزائم، عثمان زكريا ، شرف الدين أبو المجد، المنتصر بالله سعيد، حمزه صالح محجوب، معتصم محمد زكريا، مهند عبد القادر الشهير بديجانقو، خالد مأمون)، وأحالوهم إلى مقر التحقيقات الجنائية بحري، للتحقيق في ملابسات مقتل رقيب الاستخبارات العسكرية .
وقررت النيابة العامة، في نهاية يونيو الماضي الإفراج بالضمان العادي عن أربعة متهمين، بينما أبقت على 5 آخرين، وفي يوليو ألحقت الشرطة عضو غاضبون حسام الصياد بالبلاغ.