السودان : بعد قمع مواكب الغلاء.. قوات الأمن تنفذ عمليات نهب للمواطنين
الخرطوم – صقر الجديان
احتشد الآلاف في شوارع المدن السودانية يوم الخميس، تنديداً بتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد ورفضاً للانقلاب العسكري، الذي نفذه القائد العام للجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي.
وفي العاصمة الخرطوم، وعلى الرغم من التواجد الكثيف للقوات الأمنية في محيط القصر الرئاسي إستطاع المتظاهرين كسر الطوق الأمني الذي فرضته الأجهزة الأمنية وشارفوا الوصول للقصر الرئاسي.
وواجهت القوات الأمنية في الخرطوم بقمع مفرط وعمدت القوات المكونة من قوات الشرطة والجيش والاحتياطي المركزي على عمليات نهب واسعة للمواطنين مع تقدم المساء واقتحمت قوة مستشفى الفيصل وسط العاصمة.
ودعت لجان المقاومة التي تقود الاحتجاجات المناهضة للانقلاب إلى مليونية اليوم إحتجاجاً على الغلاء المعيشي وتنديداً بالانتهاكات الغير إنسانية التي تعرض لها معلمي مدرسة نيالا الثانوية.
ومنذ الانقلاب على الحكومة الانتقالية، تعاني البلاد من إرتفاع جنوني في الأسعار، كما إنخفضت قيمة الجنيه أمام العملات الأجنبية، مع إنعدام في عدد من الأدوية والأدوية المنقذة للحياة.
وقالت تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم إن سياسات السلطة الإنقلابية أسهمت في الإنهيار الإقتصادي الذي تعيشه البلاد حالياً بصورة مباشرة.
رد الكرامة
وفي 14 مارس الجاري تعرض معلمو مدرسة نيالا الثانوية بنين أثناء تنفيذهم للإضراب الذي دعت له لجنة المعلمين السودانيين، للضرب والركل والسحل بواسطة منسوبي الشرطة.
ونفذت لجنة المعلمين السودانيين اليوم موكب “رد الكرامة” للتنديد لما تعرض له المعلمين بمدينة نيالا غربي البلاد.
وتجمع المئات من المعلمين من مدن السودان المختلفة بالإضافة لمدن العاصمة الخرطوم في وسط الخرطوم، أمام “مول الواحة، وسط الخرطوم.
وأطلق المعلمون هتافات هادرة ضد إهانة المعلمين ورددوا هتافات: “لا تعليم في وضع أليم، لا مساس بكرامة المعلم، إهانة معلم إهانة أمة، البوليس هان الأستاذ والتعليم ما ليهو أساس”.
وخاطبت لجنة المعلمين السودانيين، وزير الداخلية عبر مذكرة إحتجاجية منددة بتعرض معلمي مدرسة نيالا لإنتهاكات جسيمة وأذى بدني ولفظي.
ولفتت إلى أنه منذ انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر تعرض المعلمون لانتهاكات عديدة على يد منسوبي الشرطة منذ وقفة المعلمين بوزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم، مروراً بحوادث الاعتداء على المدارس مثل حادثة مدرسة (قرنفلي) ببري وغيرها من الحوادث التي تشير إلى استهداف المدارس بمعلميها وطلابها مما كان له أثر سيء على نفوس المعلمين والطلاب وأسرهم.
وطالبت المذكرة التي تسلمها مندوب من وزير داخلية الانقلاب باعتذار رسمي من وزارة الداخلية عن ما قامت به القوات النظامية من إنتهاكات طالت المعلمين والطلاب، كما طالبت بفتح تحقيق شفاف وسريع حول الوقائع ومحاسبة من ثبت تورطه في الانتهاكات، مع ضرورة اتخاذ ما يلزم من الإجراءات والتدابير لضمان عدم تكرار ماحدث.
كما تقدم المعلمين بمذكرة احتجاجية للمفوضية السامية لحقوق الانسان تحوي رصداً للانتهاكات التي تعرض لها المعلمون والطلاب داخل وخارج المدارس منذ إنقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر.
وفي ولايتي جنوب دارفور والنيل الأزرق، أُغُلقت الدراسة في مرحلة التعليم العام بسبب إستمرار التظاهرات لثلاثة أيام متواصلة.
وقال الياس باسيل وهو عضو بلجنة المعلمين السودانيين ومعلم بمرحلة الأساس لـ(عاين) :”نستنكر بأغلظ العبارات ما حدث لمعلمي مدرسة نيالا الثانوية، فإهانة معلم بنيالا تعد إهانة لمعلمي السودان”.
وأشار باسيل إلى أن أي إهانة لأحد المعلمين تعتبر إهانة لكل معلمي السودان في المراحل الدراسية المختلفة.
وفي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، ومن أمام وزارة التربية والتعليم، إنطلق موكب ضم أعداد كبيرة من المتظاهرين، للتنديد بإنتهاكات الأجهزة الشرطية ورفضاً لغلاء المعيشة حيث جاب المتظاهرون شوارع المدينة.
وفي مدينة النهود بولاية غرب كردفان تظاهر مئات المناصرين للمعلمين في موكب الكرامة ورفضاً للأوضاع المعيشية التي تعاني منها البلاد.
وفي مدينة عطبرة بولاية نهر النيل تم إغلاق الجسر الرابط بين مناطق إنتاج الأسمنت ومدينة عطبرة وطريق الخرطوم. كما تظاهر المئات تنديداً بالإنقلاب العسكري ورفضاً للغلاء المعيشي. كما شملت التظاهرات مدناً أخرى، بينها بورتسودان، عطبرة، القضارف، الدمازين، مدني كوستي.
وفي الولاية الشمالية نظمت الكوادر الطبية وقفة إحتجاجية بمنطقتي أرقو والبرقيق إحتجاجاً على تعرض المدير الطبي للمستشفى علم الدين صلاح أحد أطباء المستشفى للإعتداء، كما أعلنوا التوقف عن العمل.
وفي الأثناء، وفي أعقاب تكرر الانتهاكات على الصحفيين أدانت شبكة الصحفيين استمرار سلطات الانقلاب في استهداف الصحفيين و منعهم من أداء عملهم.
وقالت أن قوة من الجيش تهجمت على الزميلتين شذى الشيخ ونسمة أبو خماشة خلال تغطيتهن لمليونية 14 مارس، قرب مقر جريدة “الجريدة” بوسط الخرطوم و تم إجبار الاثنتين على الجلوس أرضاً وإهانتهن.
وأشارت إلى أنه وفي سياق غير بعيد إعتدت قوة عسكرية بالضرب والإساءة اللفظية على الصحفية بمدينة بورتسودان عزة ايرا.
وطالبت شبكة الصحفيين السودانيين في بيان اليوم، السلطات بالوقف الفوري لكافة أشكال العنف ضد الصحفيين والإعلاميين واحترام القوانين والمواثيق الدولية فيما يتعلق بحرية التعبير.
وأوضحت الشبكة أن حرية الصحافة والاعلام بالسودان شهدت تراجعاً واضحاً منذ وقوع الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر الماضي وأفادت بأنها رصدت إرتفاع معدلات استهداف الصحفيين والإعلاميين بصورة لافتة.
كما نظم العاملون بمصنع سكر حلفا الجديدة اليوم الخميس، وقفة إحتجاجية أمام مبنى رئاسة المصنع، ضد قرارات الشركة المتمثلة في تخفيض في العلاوات و إلغاء منحة الوزير التي تبلغ 20 ألف جنيهاً ومنحة “حمدوك” التي تبلغ 5 ألف جنيه ومنحة العوض المالي “الضمان الإجتماعي” والتي تبلغ 7 ألف جنيه وتخفيض كمية السكر التي تمنح شهرياً للموظفين من واحد جوال لكل موظف إلى جوال لكل 2 موظف، والعمالة الموسمية من جوال لكل ثلاثة عمال إلى جوال لكل أربعة عامل.وطالب المحتجون بإلغاء تلك القرارات التعسفية وتحسين شروط الخدمة والعلاج والسكر.