السودان.. تحذيرات من تفاقم الأوضاع الإنسانية بفعل الأزمة السياسية
الخرطوم – صقر الجديان
حذر خبراء ومحللون في السودان من خطورة الأوضاع الإنسانية والمعيشة في ظل استمرار الأزمة السياسية والخلافات بين مختلف الأطراف في البلاد.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان «أوتشا» قد حذر أمس الأول، من أن 4 ملايين طفل وامرأة في السودان يحتاجون إلى خدمات التغذية المنقذة للحياة خلال العام الحالي، حيث يعانون من سوء التغذية الحاد.
وأرجع المكتب تفاقم حالة سوء التغذية إلى عدم كفاية المدخول الغذائي وارتفاع معدل انتشار الأمراض وممارسات الرعاية والتغذية غير الملائمة وخدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية دون المستوى الأمثل.
وقال الكاتب الصحفي السوداني طارق شريف إن الأوضاع الإنسانية تشهد تراجعاً وصعوبات كبيرة جداً في ظل مخاطر كبيرة بسبب تعطل العملية السياسية وعدم الاستقرار، محذراً من أن الأوضاع تزداد كل يوم سوءاً.
وأشار شريف في تصريح لـ«الاتحاد» إلى الزيادة الأخيرة والكبيرة في أسعار السلع، وبعضها سلع أساسية، شهد بعضها زيادة من 100% إلى 300%، في ظل توقعات بارتفاع في أسعار غاز الطبخ والوقود وكل ضرورات الحياة، مع ركود كبير يحيط بالوضع الاقتصادي.
وأضاف: إن «الوضع السياسي وتعطل العملية السياسية ألقى بظلال قاتمة على الأوضاع الاقتصادية وأدى إلى تدهورها، وأن المسألة امتدت إلى الجانب الإنساني، وهناك الآن مخاطر حقيقية على حياة ملايين السودانيين، خاصة بعد رفع الدعم عن الأدوية وكثير من هذه الأدوية أصبح غير موجود، ومنها أدوية الأمراض المزمنة».
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي السوداني صلاح الباشا إن العملية السياسية في السودان شهدت حالات من الانفراجة والتعقد، وأن السودانيين يأملون بانفراجة نهائية تؤدي إلى توافق واتفاق ينهي الأزمة الحالية التي انعكست على كل أوضاع الحياة.
وأعرب الباشا في تصريح لـ«الاتحاد» عن أمله أن يفضي اجتماع الآلية الثلاثية مع قوى «الحرية والتغيير» والمكون العسكري والموقعين على «الاتفاق الإطاري» للتعجيل بإنهاء هذه الإشكالية، وأن يتوافق الجميع على تشكيل الحكم المدني الديمقراطي، وأن تبدأ البلاد في استرداد أنفاسها وترتيب الأوضاع المدنية، والبدء في تنفيذ جميع ما ورد في «الاتفاق الإطاري» ليخرج السودان من «عنق الزجاجة» الحالي.