السودان: حدود تشاد أصبحت الخط الأول لإمداد الدعم السريع بالسلاح والمرتزقة
نيويورك – صقر الجديان
قال مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس، إن حدود تشاد أصبحت خط الإمداد الأول لقوات الدعم السريع التي تصنفها السلطات جماعة متمردة.
وقدم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الخميس، إحاطة إلى مجلس الأمن الدولي عن السودان وما آلت إليه أوضاعه بعد قرابة 11 شهراً من القتال المدمر.
وقال الحارث إدريس، في كلمته أمام جلسة مجلس الامن إنه “بعد اندلاع الحرب، صارت حدود تشاد خط الإمداد الأول للمليشيا بالسلاح والمؤن والمرتزقة لتواصل حربها ضد الشعب السوداني”.
واتهم السودان تشاد والامارات بشكل رسمي بدعم قوات الدعم السريع لوجستيا، ما ادى لتوتر العلاقات الدبلوماسية وتبادل طرد الدبلوماسيين بين الدول الثلاث.
وأشار المندوب إلى أن السودان يُواجه حربًا مدعومة من عدة دول ومن مقاتلين ومرتزقة من قارات مختلفة، منها بعض دول الجوار، حيث يُشكل هذا ضغطًا غير معهود على الأمن القومي مما اقتضى مراجعة المعبر الحدودي الغربي بين تشاد ودارفور.
والأربعاء، وافقت الحكومة على إيصال الإغاثة للمتضررين من القتال عبر معبر الطينة الذي يربط مناطق شمال تشاد بولاية شمال دارفور، إضافة إلى معابر جوية وبرية أخرى، جميعها خاضعة لسيطرة الجيش.
وقال الحارث إدريس إن الحكومة اشترت القمح والأرز والدخن والزيوت من الأسواق المحلية في غرب دارفور لدعم ومساعدة اللاجئين السودانيين في شرق تشاد، كما استقدمت أطباء لمعالجة الحالات الطبية.
ولجأ أكثر من 500 ألف سوداني إلى تشاد هربًا من العنف، منذ اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، وهي بالفعل تستضيف قرابة 500 ألف سوداني آخرين فروا إليها بسبب الحرب التي اشتغلت في إقليم دارفور في 2003.
وأفاد الحارث إدريس بأن الحكومة سهلت دخول وتوزيع المساعدات، بما في ذلك إعفاء واردات العمل الإنساني من الرسوم الجمركية والضريبية والتي قُدرت بـ 360 مليون دولار حتى 2023.
وقال إن الحكومة سهلت إجراءات دخول الأجانب للعمل بوكالات الأمم المتحدة والمنظمات الطوعية، حيث تمنح أسبوعًا نحو 60 تأشيرة وبلغت التأشيرات في 2023 نحو 670 تأشيرة.
وأوضح أن الحكومة عادة ما ترجئ طلبات المنظمات للمراجعة، بسبب عدم اكتمال المطلوبة مثل جهة القدوم، من أجل إرسال الموافقة لسفارة السودان المعنية.
واشتكى الحارث من ضعف تمويل العمل الإنساني، بما في ذلك تعهدات الدول في مايو السابق بتخصيص 1.5 مليار دولار التي بلغت نسبة الالتزام فيها 30% فقط، علاوة على مؤتمر المانحين الذي عُقد في فبراير والذي خصص 4 مليار دولار لدعم اللاجئين والنازحين.
ويحتاج 25 مليون سوداني إلى مساعدات إنسانية، منهم قرابة الـ 18 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بعد أن قضى النزاع المتطاول على وسائل سبل العيش ودمر القاعدة الصناعية.