السودان في قلب قيادة الإمارات وشعبها
الخرطوم – صقر الجديان
للسودان في قلوب قيادة دولة الإمارات وشعبها، مكانة خاصة، راسخة على مرّ الأيام لا تتغير ولا تتأثر بتقلب الظروف ولا بتعاقب المتغيرات، فالعلاقات بين البلدين الشقيقين أخوية متينة وتتسم دائماً بالتعاون والتواصل والتكافل والتعاضد، في ظل حرص كبير من القيادة الرشيدة للدولة على رعايتها وتنميتها إلى أفضل المستويات التي تنعكس خيراً وسعادة على الشعبين.
جذور الروابط الخاصة بين الإمارات والسودان ضاربة في الأعماق فقد أسس لها المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في سبعينات القرن الماضي، عندما زار الخرطوم في 20 فبراير 1972؛ لتكون تلك الزيارة فاتحة خير للعلاقات الثنائية، ومحطة انطلاق لمساهمات الإمارات في مشاريع التنمية والنهضة على الصعد كافة في أرض النيلين، التي تواصلت على مدى نحو 50 عاماً وما زالت تبشّر بالمزيد وتؤكد أن عراها لا تنفصم، وأنها ستظل مثالاً يحتذى به للتعاون بين الأشقاء، وأن أهل الإمارات على عهد الوفاء والمودة ولن ينسوا أن أول دولة اعترفت بقيام دولتهم واستقلالها فور قيامها كانت السودان، وأن أول رئيس زارها بعد التأسيس كان الرئيس السوداني.
شواهد كثيرة على محبة الإمارات واحترامها وتقديرها للسودان تعرفها أرضه الطيبة، أولها الطريق القومي الذي يربط الخرطوم بميناء بورتسودان الرئيسي على البحر الأحمر، الذي كان للإمارات دور رئيسي في إنجازه ليحدث نقلة تنموية مهمة تمثلت في ربط العاصمة بعدد من مناطق الإنتاج من ناحية، وكذلك جميع أنحاء البلاد بميناء التصدير من ناحية ثانية، يضاف إليه الكثير من المشاريع الحيوية والضرورية، التي أسهمت في ريّ ظمأ السودانيين، من خلال حفر آبار مياه الشرب، وإطلاق مبادرات التنمية في الأرياف والمناطق النائية، وتقديم القروض والمنح لتنفيذ المشاريع الخدمية والتعليمية، التي سهلت حياة الكثير من أبناء السودان وأسهمت في تحسين مستويات معيشتهم، وكان لها دورها في تعزيز النهضة العلمية في بلادهم.
وكما كانت دولة الإمارات سنداً للسودان على الدوام في السرّاء، لم تتأخر عنه في كلّ مرة مسّته فيها الضراء أو واجهته ضائقة أو محنة، فهي دائماً، وكدأبها في مدّ يد العون للشقيق والصديق، في مقدّمة من يهبّون لنجدته ويسعون إلى إقالة عثرته، ويسارعون إلى إماطة الأذى عنه، انطلاقاً من قيمها الإنسانية النبيلة وشيمها العربية الأصيلة، وحرصها على الوفاء لشعب شقيق عزيز بادلها على الدوام الودّ والتقدير والاحترام وأسهم أبناؤه في نهضتها ورفدوا مسيرتها الحضارية بخبراتهم وجهودهم، وبنوا مع أبنائها وشائج وروابط ستظل على الدوام في وجدان الشعبين تتناقلها الأجيال وتضرب بها الأمثال في كيفية بناء العلاقات بين الدول والشعوب.