أخبار السياسة المحلية

السودان: لقاءات مرتقبة لرئيس البعثة الأممية مع الحلو ونور لتحريك ملف السلام

الخرطوم – صقر الجديان

يعتزم رئيس بعثة الأمم المتحدة للسودان «يونتامس» فولكر بيرتس، لقاء رئيس الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو، ورئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد نور، الرافضين لاتفاق سلام جوبا، للوقوف على رؤاهما لعملية السلام.
وقال مصدر لـ«القدس العربي» عبر الهاتف: «رئيس البعثة الأممية، فولكر بيرتس، بعد لقائه الأطراف الموقعة على اتفاق السلام في جوبا، سيصل اليوم الأربعاء إلى كسلا وبورسودان وسيغادر الأخيرة مساء يوم الخميس إلى جوبا في أول زياره له بعد تسلمه مهام عمله في الخرطوم».
وتابع، من دون كشف هويته «في شرق السودان، حيث ستكون للبعثة مكاتب، سنقف على الأوضاع على الأرض، وستجري لقاءات بالفاعلين السياسيين في المنطقة من قوى سياسية ورجال قبائل وقادة المجتمع وقوى الشرق الموقعة على سلام جوبا، بغرض دراسة الموقف على الأرض والتعرف على العقبات وأين يقف السلام؟».
وزاد «في جوبا نعمل على اللقاء بالقوى الرافضة لسلام جوبا مثل عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية التي انخرطت في المفاوضات. والأخيرة شبه متجمدة الآن ونبحث عن الإطار الذي ستعمل داخله البعثة التي واحدة من مهامها بناء السلام في السودان ودعم تنفيذ الاتفاقات الناتجة عن عمليات السلام الأولى والمرحلة الثانية التي نحن بصددها الآن».

حوار سوداني ـــ سوداني

في الموازاة، وصل عبد الواحد نور، رئيس «حركة تحرير السودان» إلى جوبا، بدعوة من رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير ميارديت، لبحث طرق تحقيق سلام شامل في السودان.
وقال في تصريحات صحافية: «وصلنا إلى جوبا بناء على دعوة الرئيس سلفا كير ميارديت ونحن سنلتقيه بناء على ذلك، وهناك الكثير من المشتركات ونقدم له خارطتنا للسلام في السودان المبنية على الحوار السوداني – السوداني من داخل وطننا السودان، ونحن نؤمن أن جنوب السودان باعتباره كان جزءا من السودان وما زال رغم تحوله لدولة مستقلة ورغم معاناته، لكن لدينا تاريخ مشترك من النضال ونعرف بعضنا بشكل جيد وسيستمع إلينا وسنستمع إليه وبعدها سنقدم مبادرتنا عن الحوار السوداني ـ السوداني، وهي ليست مرتبطة على الإطلاق مع اتفاق جوبا للسلام على كل الأحوال».
وقال المتحدث باسم الحركة، محمد عبد الرحمن الناير، في بيان صحافي إن «نور وصل إلى عاصمة جنوب السودان بهدف التباحث حول الطريقة المثلى لتحقيق سلام شامل وعادل ومستدام بالسودان والاستماع إلى رؤية الحركة في تحقيق السلام في السودان».

الخروج من الانسداد

وأفاد بأن قيادة الحركة ستقدم شرحاً وافياً للرئيس سلفا كير وحكومة جنوب السودان حول مبادرة مؤتمر الحوار السوداني- السوداني داخل الوطن، والتي وعدت الحركة بإعلانها للرأي العام والجهات المعنية بالداخل والخارج.
وترمي المبادرة، حسب الناير، إلى الخروج من حالة التوهان وانسداد الأفق السياسي والتأسيس لمشروع وطني حقيقي يعالج جذور الأزمات التاريخية والوصول إلى سلام شامل وعادل ومستدام.
وشدد المتحدث على أن زيارة نور إلى جوبا لا تمت بأي صلة للتفاوض مع الحكومة أو الالتحاق بمنبر جوبا الذي أوضحت الحركة رأيها حوله منذ بدايته.
وغالباً ما يقول عبد الواحد نور إنه لا يعترف بالحكومة القائمة في الخرطوم، مع تأكيده على أنه التقى رئيس وزرائها عبد الله حمدوك في باريس خلال وقت سابق من العام الماضي بصفته الشخصية وليست التنفيذية.
ويوجد في جوبا عدد من المبعوثين الدوليين من أجل المرحلة الثانية لعملية السلام التي تشمل عبد الواحد نور وعبد العزيز الحلو، وفق ما قال مصدر لـ«القدس العربي».

توكا ينفي تلقيه مساعدات عسكرية من إثيوبيا لتنفيذ هجوم على مدينة حدودية

وأوضح، من دون كشف هويته «هناك حركة مستمرة لعدد من المبعوثين الدوليين في جوبا من أجل المرحلة الثانية من عملية السلام، حيث عينت بريطانيا مبعوث القرن الأفريقي، وهناك مبعوثها الخاص للسودان وجنوب السودان، وزار جوبا قبل أيام مدير برنامج الغذاء العالمي ديفيد بيزلي الذي جمع بين رئيس الوزراء حمدوك وعبد العزيز الحلو في أديس أبابا العام الماضي، ونتج عن هذا اللقاء التوقيع على إعلان المبادئ، ورئيس المركز لفض النزاعات الذي عقد اجتماعا مع الوساطة والحلو وغادر إلى الخرطوم».

اهتمام دولي وإقليمي

وتابع المصدر: «هناك اهتمام دولي وإقليمي ومحلي من الرئيس سلفا كير ميارديت، لإكمال عملية السلام التي بدأها في السودان، والاهتمام العالمي منبعه الحيلولة دون تضييع فرصة إنهاء الحرب في السودان للأبد الذي يشهد تحولا كبيرا وتحيط به أزمة مع الشقيقة إثيوبيا، في ظل خشية من أن تؤثر هذه التوترات على السلام والاستقرار، وهو أمر يهمنا في جنوب السودان الذي يطل على إثيوبيا وإقليم النيل الأزرق الذي لم يكتمل فيه السلام بعد».
في السياق، نفى نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال، جوزيف توكا، تلقيه مساعدات عسكرية من إثيوبيا لتنفيذ هجوم على مدينة حدودية في ولاية النيل الأزرق، في مقابلة مع الموقع الرسمي للحركة،
وذلك بعدما تحدثت وسائل إعلام عديدة، بما فيها وكالة السودان للأنباء نقلا عن مصادر عسكرية في الجيش السوداني، قبل أيام، أن توكا أحد أبرز مساعدي عبد العزيز الحلو، تسلم دعما عسكريا من إثيوبيا في منطقة يابوس في 27 فبراير/ شباط الفائت بهدف الهجوم على مدينة كرمك الواقعة على الحدود الإثيوبية.
وقال توكا في التصريح الذي نشره الموقع الرسمي للحركة الإثنين: «بالنسبة لنا الحرب لن تقود إلا لتدمير وانهيار البلاد وتفتيتها، ولذلك نحن ذهبنا في اتجاه إعطاء فرصة للتسوية السلمية انحيازا ودعما لشعارات الثورة».
ووصف القيادي الحديث عن تلقيه دعما عسكريا إثيوبيا بـ «الكذبة والفبركة» وأن «هناك مكونا في الحكومة الانتقالية يدق طبول الحرب لأن لديه أجندة حربية يصر على تنفيذها».
وأفاد بأن الاتهام والتحركات العسكرية على الأرض التي رصدتها الحركة «لا تعدو كونها ذريعة وتبريرا لشن حرب».
وبشأن التفاوض بين الحكومة والحركة، قالت توكا إنه ليس متشائما، لكنه شدد على أن «السودان بات مفتوحا على كل الاحتمالات».
ومن بين الاحتمالات التي وضعها توكا، اندلاع مظاهرات جديدة ضد أنصار النظام السابق وتصحيح مسار الثورة، مضيفًا أن هنالك أيضا «لوردات حرب لديهم أجندة انقلابية وحربية تضمن لهم في حال نجحت استمرار قبضتهم على السّلطة ومفاصل الاقتصاد».
وأشار إلى أن البعض يراهن «على استثمار حالة اللاحرب واللاسلم باختراق المناطق التي تُسيطر الحركة عبر السلام المجتمعي، لاعتقادهم بحتمية انتهاء كفاح ونضال جيش الحركة».
وأضاف: «على ضوء هذه الوقائع تظل كل الاحتمالات مفتوحة، والحركة أكدت سعيها الجاد لتحقيق السلام العادل الشامل والمستدام».

حركة دبلوماسية

يأتي ذلك كله في أعقاب حركة دبلوماسية محمومة شهدها القصر الرئاسي ومجلس الوزراء لمبعوثين دوليين وخبراء استعدادا للمرحلة الثانية من السلام، حيث التقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في القصر الجمهوري، الإثنين، المدير التنفيذي للمركز الأفريقي لفض النزاعات، فاسو قوندن. وقال قوندن في تصريح صحافي عقب اللقاء، إنه قدم للخرطوم بعد مشاركته في العاصمة جوبا في اجتماع بين الوفد المفاوض للحركة الشعبية شمال برئاسة عبد العزيز الحلو ولجنة الوساطة الجنوبية، بشأن معالجة القضايا العالقة التي يمكن أن تساعد في إمكانية استئناف المفاوضات بين الحكومة الانتقالية والحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، وذلك لاستكمال عملية السلام في السودان.
وأوضح مدير المركز الأفريقي لفض النزاعات، أن اللقاء مع الرئيس البرهان كان مثمراَ وبناءَ، مبيناَ أن رئيس مجلس السيادة أكد التزامه بدفع عملية السلام.
وأضاف أنه سيلتقي رئيس مجلس الوزراء، معربا عن ثقته بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان ـ شمال والحكومة الانتقالية ستصلان لاتفاق بشأن استئناف عملية السلام.
إلى ذلك، قال المبعوث البريطاني الخاص للسودان وجنوب السودان، بوب فيرويزر، إن لقاءه مع رئيس مجلس السيادة تناول «كيفية التعاون بين السودان وبريطانيا لإقناع غير الموقعين على اتفاق جوبا لسلام السودان، للحضور للخرطوم، كما أكد الاجتماع على التقدم المحرز في تطبيق اتفاقية جوبا لسلام السودان» حسب إعلام القصر الرئاسي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى