السودان: نهر القاش يجتاح أحياء بمدينة أروما وتحذيرات للنازحين بولاية كسلا
كسلا – صقر الجديان
اجتاح نهر القاش بشرق السودان اليوم الثلاثاء عددا من أحياء أروما بولاية كسلا مخلفاً خسائراً كبيرة بعد أن غمرت مياه الفيضان منازل المواطنين.
و أكد شهود عيان أن نهر القاش اجتاح فجر اليوم الثلاثاء مدينة اروما بولاية كسلا و عمرت المياه مساحات واسعة من أحياء المدينة وعبرت المياه لحي مؤسسة القاش (الكمبو) و تجاوزت السكه حديد.
على الرغم من المحاولات المستمرة لترويض النهر، إلا أن الفيضانات المتكررة تسببت في السابق في دمار كبير في البنية التحتية، بما في ذلك الطرق والمباني السكنية، كما أنها تحصد العديد من الأرواح وتؤدي إلى تدمير المحاصيل الزراعية وفقدان سبل العيش للعديد من المزارعين.
فيما تضررت أجزاء كبيرة من سوق أروما وشرق المدينة خاصة حي الكرتون والحامية وسط توقعات بسقوط عدد من المنازل مازالت تغمرها المياه .
وحذر ناشطون بولاية كسلا من أن اجتياح نهر القاش سيخلف كارثة إنسانية في ظل انتشار الأوبئة في الولاية، و ناشدوا السلطات بضرورة تدارك الخطر الوبائي و تقديم الإغاثة العاجلة للأسر في هذه المناطق.
تحذيرات للنازحين
و أمس أعلنت اللجنة العليا لطوارئ الخريف بكسلا أن كميات مقدرة من مياه نهر القاش الموسمي وصلت إلى ولاية كسلا، حيث سجلت مناسيب النهر الموسمي (290) سنتمترًا عند الجسر، وأوضحت أنه من المتوقع وصول كميات أخرى من المياه التي تأتي مندفعة من الهضبة الإثيوبية حاملة معها الطمي الخصب الذي ميز جناين كسلا، ولكن في الوقت ذاته يشكل مخاطر فيضانات جارفة التي تنكب الولاية من حين لآخر.
وحذر مقرر اللجنة العليا لطوارئ الخريف بالولاية، العقيد بدوي حسن، سكان المواقع القريبة من مجرى نهر القاش والخيران والمصارف بأخذ الحيطة والحذر، مؤكدًا استمرار المتابعة بالقرب من جسر القاش لرصد أي زيادة في مناسيب المياه.
واستقبلت ولاية كسلا التي تقع أقصى شرقي السودان، عشرات الآلاف من النازحين منذ بدء الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، و نوه اللجنة العليا لطوارئ الخريف إلى أن النازحين وضيوف الولاية الذين فروا من الحرب قد لا يعلمون الكثير عن النهر الموسمي الجارف الذي يأتي متدفقًا من المرتفعات الإثيوبية مارًا بإقليم “قاش بركة” الإريتري، وحذرتهم من التعامل مع النهر الجارف.
وقالت اللجنة في تحذيراتها للنازحين “قد تغريكم المياه وضحولة مجرى النهر بالسباحة فيه، ولكن اندفاع مياه نهر القاش هي الخطر الأعظم على الحياة، وقد يسحب التيار الشخص إلى مسافات بعيدة ويتسبب في غرقه حتى في المناطق الضحلة”، وأضافت “لا تحاولوا التعامل مع ما يجرفه النهر من أشياء لا تعرفونها، فهو يحمل كل ما يجده في طريقه، ومن ذلك الجثث البشرية والكائنات السامة، مثل الثعابين وغيرها”.
و يعتبر القاش هو نهر موسمي، و يجف مجراه في موسم الجفاف، ثم يتشكل من جديد فيجري بشكل رئيسي خلال موسم الأمطار بين يونيو سبتمبر من كل عام، حيث تفيض مياهه بشكل كبير و تسبب مشكلة و مخاطر كبيرة على السكان طوال مسار النهر.