السودان يجذب استثمارات بـ100 مليار دولار بعد إلغاء قانون عمره 63 عاما
الخرطوم – صقر الجديان
توقع خبراء من السودان، أن تكون هناك فوائد اقتصادية عديدة ستجنيها البلاد جراء عودة وشيكة للتعاملات التجارية والاستثمارية مع إسرائيل.
وأشار الخبراء إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين السودان وإسرائيل، إضافة لاستثمارات متوقعة قد تصل إلى 100 مليار دولار خلال سنوات قليلة مقبلة.
ومنذ الأحد الماضي، لم تعد تل أبيب عدوا للخرطوم، بعدما قررت السلطة الانتقالية إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل الذي تم سنه في عام 1958 وظل ساريا منذ ذلك الحين.
ويقضي القانون السوداني الذي ألغي في خطوة وصفت بـ”الشجاعة”، بحظر البضائع وجميع أنواع التعاون التجاري، وينص على عقوبات رادعة للمخالفين.
وأتت هذه الخطوة بعد توقيع السودان وإسرائيل على اتفاق سلام في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2020 ليصبح خامس دولة عربية تتخذ هذه الخطوة.
تعاون واسع
ويقول الخبير الاقتصادي السوداني، الدكتور محمد الجاك، إن إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل سيفتح الباب أمام تعاون واسع بين الخرطوم وتل أبيب في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة على حد سواء.
وتوقع الجاك خلال حديثه لـ”العين الإخبارية” أن يصل حجم التبادل التجاري والاستثمارات المباشرة وغير المباشرة بين السودان وإسرائيل مئات المليارات من الدولارات خلال سنوات قليلة.
وأشار إلى أن خطوة المقاطعة ستتيح تدفق الاستثمارات ليس من إسرائيل فحسب، وإنما من الدول الصديقة لتل أبيب أيضا، الأمر الذي يبشر بمستقبل واعد.
وأضاف “السلام مع إسرائيل سيسهم بمساندة السودان في المحافل الدولية عبر خلق علاقات وشراكات مع المؤسسات الدولية”.
وأكد الجاك على أن الاستثمارات السودانية الإسرائيلية من المتوقع أن تركز على قطاعات الزراعة والصناعة ومجالات الطاقة والتعدين والبترول.
عبور الطائرات
ويقول الخبير الاقتصادي السوداني، الدكتور محمد الناير، إن السودان سيجني فوائد من عبور الطائرات الإسرائيلية القادمة إلى أمريكا الجنوبية بالقدر الذي تحققه تل أبيب.
وأشار الناير الذي تحدث لـ”العين الإخبارية” إلى أن السودان سيستفيد من قرار إلغاء المقاطعة التجارية مع إسرائيل من التقنيات الزراعية مما يسهم في زيادة الإنتاج.
وقال “بالنظر إلى تجارب الدول التي أقامت علاقات مع إسرائيل فإنها لم تحقق الاستفادة الاقتصادية المرجوة، ولكن السودان يمكنه الحصول على منافع غير مباشرة من دول عظمى كأمريكا التي يمكنها تقديم دعم اقتصادي وسياسي كبير للخرطوم”.
وأضاف “لكن إلغاء قانون المقاطعة سيسهم بشكل كبير في مساعي إدماج الاقتصاد السوداني بالاقتصاد العالمي في إطار الزخم الدائر الآن”.
رئيس حزب الأمة السوداني، ووزير الاستثمار السوداني السابق مبارك الفاضل، قال لـ”العين الإخبارية” إن إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل يمثل خطوة مهمة لمواكبة بلادنا للتطورات السياسية والاقتصادية التي قادها اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في سبتمبر/أيلول من عام 1993.
ونبه الى أن الاتفاق أنهى مرحلة كبيرة من المواجهة العربية الإسرائيلية وتوج مؤخرا بتوقيع اتفاق السلام الإبراهيمي بين دولة الامارات العربية المتحدة والبحرين والمملكة المغربية والسودان وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أن إنهاء المقاطعة الاقتصادية والتجارية مع إسرائيل يتيح للسودان الاستفادة من التقنيات الإسرائيلية المتقدمة في الري والزراعة لزيادة الإنتاج الزراعي في البلاد.
وشدد المهدي على أن استخدام التقنيات الإسرائيلية سيسهم في زيادة الصادرات والقضاء على الفقر وإخراج الاقتصاد السوداني من “عنق الزجاجة”، حسب وصفه.