السودان يدعو واشنطن لتفاوض يلزم إثيوبيا بعدم ملء سد النهضة بلا اتفاق
الخرطوم – صقر الجديان
دعت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي الولايات المتحدة للانخراط في تفاوض بناء يلزم الطرف الأثيوبي بعدم الملء دون موافقة الأطراف المعنية.
وقالت الوزيرة لدى لقائها المبعوث الأميركي دونالد بوث، الأربعاء، إن تصرفات الجانب الأثيوبي الأحادية زعزعت الثقة المتبادلة بين البلدين.
وأوضحت أن السودان لجأ للآلية الرباعية للوساطة بعد أن علم أن أثيوبيا تراوغ لكسب الوقت لإكمال عملية الملء الثاني للسد، وهو ما لا يجب التهاون معه والسكوت عليه.
ويطالب السودان بالتوصل لاتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة حتى لا يؤثر على سدوده على النيل الأزرق وحياة نحو 20 مليون سوداني على الضفاف.
من جهته أمن المبعوث الخاص للسودان وجنوب السودان على ضرورة التوصل لاتفاق ملزم ومرضي لجميع الأطراف في قضية سد النهضة.
وأكد اهتمام الولايات المتحدة بأمن واستقرار الدول الثلاث والقرن الأفريقي، موضحاً أن بلاده يمكن أن تقدم الدعم الفني اللازم للملف للخروج من هذه الأزمة بمواقف مرضية لجميع الأطراف.
ووصل الخرطوم أول أمس الإثنين المبعوث الأميركي على رأس وفد يضم نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى ونائب وزير الخارجية لشؤون المحيطات والبيئة إلى جانب مبعث الاتحاد الأوروبي روبرت فاندول.
وجاءت زيارة الوفد للخرطوم بعد جولة شملت مصر وإثيوبيا والكنغو التي يرأس رئيسا الدورة الحالية للاتحاد الأفريقي.
اصرار اثيوبي
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية الإثيوبية دينا مفتي الثلاثاء إنهم أبلغوا المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث، بمضي إثيوبيا في عملية الملء الثاني لسد النهضة وإنها جزء من عملية بناء سد النهضة.
وأفاد مفتي خلال مؤتمر صحفي أن نائب رئيس الوزراء الإثيوبي ووزير الخارجية دمقي مكونين أجرى محادثات مع المبعوث الأميركي تناولت فرص مساهمة الولايات المتحدة في دفع عملية مفاوضات سد النهضة المتعثرة وفقا لإعلان المبادئ الموقع بين البلدان الثلاث.
وقال إن مكونين أطلع المبعوث الأميركي كذلك على حاجة إثيوبيا للاستفادة من مواردها للتنمية وإن أكثر من 60 % من الإثيوبيين لا يحصلون على الكهرباء، وأضاف مفتي بتأكيدات مكونين التزام إثيوبيا بالقوانين الدولية المنظمة للأنهار العابرة وعدم إلحاق أي ضرر بدول المصب جراء بناء سد النهضة.
تحذير مصري
من جهته أطلق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحذيرات جدية من المساس بمياه مصر وقال “نحن لا نهدد أحدا ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر. وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد ومن يريد أن يجرب فليتفضل”.
وتحدث السيسي خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة يوم الثلاثاء قائلا ” المساس بحقنا في المياه خط أحمر، ونتطلع للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم لملء وتشغيل السد”.
وتابع ” نسعى للحصول على حقنا في مياه النيل لا أكثر. هناك تحرك إضافي خلال الأسابيع المقبلة عبر المفاوضات”
تأييد خليجي
في سياق متصل حصل السودان ومصر على مواقف مؤيدة ومتزامنة من عدة عواصم خليجية فيما يتعلق بقضية سد النهضة.
وأكدت المملكة العربية السعودية دعمها ومساندتها لمصر والسودان، موضحة أن أمنهما المائي جزء لا يتجزأ من الأمن العربي.
وأبدت الرياض دعمها ومساندتها لأي مساعٍ تسهم في إنهاء ملف سد النهضة وتراعي مصالح كل الأطراف.
وشددت على ضرورة استمرار المفاوضات بحسن نية للوصول إلى اتفاق عادل وملزم بخصوص سد النهضة في أقرب وقت ممكن، وفق القوانين والمعايير الدولية المعمول بها في هذا الشأن، بما يحافظ على حقوق دول حوض النيل كافة في مياهه، ويخدم مصالحها وشعوبها معا.
وأعربت مملكة البحرين عن تضامنها مع مصر في الحفاظ على أمنها المائي، وحماية مصالح شعبها وحقه المشروع في الحياة، وجهودها المخلصة لتحقيق السلم والاستقرار الإقليمي.
وأكدت وزارة الخارجية البحرينية دعمها للجهود المبذولة لحل أزمة ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحفظ الحقوق المائية والاقتصادية لدول مصب نهر النيل وفق القوانين الدولية، وبما يتيح لدول حوض النيل جميعها تحقيق طموحاتها للتنمية والنماء الاقتصادي، حفاظًا على الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة.
وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية عن اهتمامها البالغ وحرصها الشديد على استمرار الحوار الدبلوماسي البناء والمفاوضات المثمرة لتجاوز أية خلافات حول سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان.
وأكدت الإمارات أهمية العمل من خلال القوانين والمعايير الدولية المرعية للوصول إلى حل يقبله الجميع ويؤمن حقوق الدول الثلاث وأمنها المائي، وبما يحقق لها الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة ويضمن ازدهار وتعاون جميع دول المنطقة.
وأعربت سلطنة عمان عن تضامنها مع مصر وتأييدها في جهودها لحل الخلاف حول سد النهضة عبر الحوار والتفاوض.
وأكدت الخارجية العمانية في بيان أن هذه الجهود تأتي “بما يحقق الاستقرار للمنطقة ويحفظ مصالح جميع الأطراف”.