السودان يراجع اتفاقا مع روسيا لإنشاء قاعدة بحرية
الخرطوم – صقر الجديان
قال مسؤول عسكري سوداني بارز إن الحكومة ستراجع اتفاقا مع روسيا لإنشاء قاعدة بحرية.
وتشير التصريحات حول الاتفاق، الذي يعود إلى عهد حكومة الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير ولم يصادق عليها المجلس الوطني السوداني (البرلمان)، إلى أن الخرطوم تسعى إلى إدخال بعض التغييرات على الاتفاق.
وقال رئيس هيئة الأركان السوداني، الفريق محمد عثمان الحسين، لمحطة النيل الأزرق التلفزيونية في ساعة متأخرة من مساء، الثلاثاء، إن المفاوضات جارية مع المسؤولين الروس “لتحقيق مصالح السودان”.
ونشرت أنباء عن الاتفاق في ديسمبر الماضي على البوابة الرسمية للحكومة الروسية. ويسمح الاتفاق لروسيا بإنشاء قاعدة بحرية يصل قوامها إلى 300 جندي روسي، والاحتفاظ في الوقت ذاته بما يصل إلى أربع سفن بحرية، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية، في بورسودان على البحر الأحمر.
في المقابل، ستزود روسيا السودان بالأسلحة والمعدات العسكرية. من المقرر أن يستمر الاتفاق لمدة 25 عاما، مع تمديد تلقائي لمدة 10 سنوات إذا لم يعترض عليها أي من الجانبين.
وقال الحسين “نتفاوض بشأن مراجعة محتملة لهذا الاتفاق لضمان مراعاة مصالحنا ومكاسبنا”.
ومن جانبه قال المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بيسكوف، للصحافيين، الأربعاء، إن المسؤولين الروس والسودانيين يناقشون المسألة عبر القنوات الدبلوماسية.
وأشار نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية إلى أن روسيا تود استجلاء المطالب السودانية.
وأضاف “نحن بحاجة إلى فهم التفاصيل. نحن لا نفرض أنفسنا على أحد. إذا كانت هناك رغبة في إصلاح شيء ما، فرجاء أخبرونا بما تريدون”.
لكن فيكتور بونداريف، قائد القوات الجوية الروسية السابق الذي يرأس لجنة الدفاع في الغرفة العليا للبرلمان الروسي، جادل بالقول إنه “لا توجد أسباب موضوعية” لتعديل الاتفاق بشأن القاعدة.
وأضاف “بالنسبة للجانب السوداني، فإن الوجود البحري الروسي الدائم بأسلحة قوية سيضمن حياة سلمية على المدى الطويل”.
كما ذكر أن الاتفاق سوف يساعد في حماية السودان من أي “تدخل أجنبي” محتمل ومن “الانقسامات والاضطرابات الداخلية التي سئمها السودان خلال العقود الماضية”.
وأوضح بونداريف أنه بالنسبة لروسيا يعد وجود قاعدة في السودان مهما لضمان تواجد البحرية الروسية في البحر الأحمر والمحيط الهندي وتجنيب سفنها الحاجة لرحلات طويلة للوصول إلى المنطقة.
وسعت موسكو منذ سنوات إلى وجود بحري منتظم في أجزاء مختلفة من العالم للبحرية الروسية بالفعل وجود كبير في البحر المتوسط، مع قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري، وهي حاليا المنشأة الوحيدة التي تمتلكها روسيا خارج الاتحاد السوفيتي السابق.
ويسير السودان في طريق هش نحو الديمقراطية بعد انتفاضة شعبية قادت الجيش إلى الإطاحة بالبشير في أبريل 2019.
وتحكم الدولة الواقعة في شرق إفريقيا الآن حكومة عسكرية ومدنية مشتركة تسعى إلى تحسين العلاقات مع الولايات المتحدة والغرب، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من العزلة الدولية.