السودان يكشف عن عرض أمريكي سابق بـ “التطبيع” قبل رفع اسمه من قائمة الإرهاب
الخرطوم – صقر الجديان
كشفت الحكومة الانتقالية في السودان عن تفاصيل عرض أمريكي سابق، بالتطبيع مع إسرائيل قبل رفع اسم البلاد من القائمة الأمريكية لرعاية الإرهاب، وهو ما رفضته الخرطوم.
جاء ذلك في بيان لمجلس الوزراء، مساء الأحد، بعد يومين من إعلان اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والسودان، ورفع اسم الأخير من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وبحسب البيان، أرسلت واشنطن في أغسطس/آب الماضي وزير خارجيتها مايك بومبيو إلى السودان، عارضاً اعتراف الخرطوم بإسرائيل والتطبيع معها كشرط لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وأوضح البيان أن رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك رفض الشرط الأمريكي وطالب الإدارة الأمريكية “بفصل القضيتين، وبرفع اسم السودان من القائمة”.
وشدد مجلس الوزراء على أن “من حق الشعب السوداني البت في أمر العلاقة مع إسرائيل من خلال مؤسساته الدستورية، والتي لم تكتمل بعد”.
ولفت إلى أنه “تم الاتفاق على إعداد اتفاقية بين الطرفين حول موضوع إعادة العلاقات السودانية الإسرائيلية”، مضيفا أنه “سيتم البت فيها بواسطة المجلس التشريعي”.
وعدّد البيان مزايا رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، بما في ذلك عودة الخرطوم “للتعامل مع المؤسسات المالية الدولية والاستفادة الكاملة من المنح التنموية والعون العالمي، وتسهيل التحويلات البنكية وإزالة القيود المفروضة على حسابات السودانيين البنكية”.
وأشار إلى أن رفع اسم السودان من القائمة المذكورة يعني أيضا “إنهاء المصاعب المفروضة على سفر وتنقل السودانيين حول العالم باعتبارهم مواطنين لدولة راعية للإرهاب، وإتاحة وصول السودانيين إلى كافة المنتجات التقنية والتكنولوجيا بصورة مباشرة ودون وسطاء، والتي كانت محظورة على السودان والسودانيين”.
وفي وقت سابق من يوم الأحد، قالت وزارة الخارجية السودانية إن اتفاقات ستوقع قريبا مع تل أبيب في عدة مجالات تشمل الطيران والهجرة، وذلك بعد يومين من إعلان البلدين التوصل لاتفاق حول تطبيع العلاقات الثنائية وإنهاء حالة العداء.
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي عن التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، لتصبح بذلك الدولة العربية الخامسة التي تعلن تطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد مصر والأردن والإمارات والبحرين.
وتوصل اجتماع عقد عن بعد بين رئيسي وزراء البلدين بنيامين نتنياهو وحمدوك ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اتفاق الولايات المتحدة وإسرائيل على الشراكة مع السودان في مرحلته الجديدة، والعمل على إدماجه في المجتمع الدولي.
كما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستعمل على أن يستعيد السودان حصانته السيادية، وعلى الارتباط مع شركائها الدوليين لتخفيف أعباء ديونه، بما في ذلك إجراء مناقشات حول إعفائها وفق مبادرة الدول الفقيرة كبيرة المديونية.
وظل السودان يعانى خلال السنوات 10 الماضية من عزلة دولية وقلاقل سياسية داخلية بسبب الحظر الأمريكي الاقتصادي وإدراج اسمه في لائحة الدول الراعية للإرهاب.