السياحة في النمسا.. بحيرة زالسكامرجوت مغامرة بجبال الألب
تجذب بحيرة أتيرسي بمنطقة زالسكامرجوت السياحية في أحضان جبل الألب، السياح من جميع أنحاء العالم بفضل مياهها الصافية الرقراقة.
وتعد هذه البحيرة، التي تقع على ارتفاع 469 مترا فوق مستوى سطح البحر، ثالث أكبر بحيرات النمسا وتقع في منطقة زالسكامرجوت السياحية في أحضان جبل الألب، التي تتمتع بطبيعة خلابة تأسر الألباب.
ويدير جورج بوكمولر مركزا للغوص في بحيرة أتيرسي، والذي يقوم أيضا بتنظيم جولات تجول في المنطقة الجبلية المجاورة، علاوة على أنه قد فاز بجائزة الابتكار السياحي في منطقة النمسا العليا عام 2014 من خلال “جولات التجول بواسطة نظارات الغوص”.
هدوء النهر
وفي صباح يوم صيفي مشرق أوضح جورج بوكمولر طبيعة جولات التجول بواسطة نظارات الغوص قائلا: “نحتاج إلى خمسة أيام بدون أمطار لكي نتمكن من الانطلاق في رحلات التجول بواسطة نظارات الغوص، حتى يكون النهر هادئا بدرجة كافية”.
وينظم جورج بوكمولر الجولات السياحية، التي يقوم بها السكان المحليون باستمرار، فعندما يصبح الجو مضطربا على البحيرة خلال الصيف، فإنهم يتوجهون إلى منطقة شلالات جيمباخ الهادئة، ويصطحب بعضهم نظارات الغوص معهم عند السباحة؛ نظرا لأن الغوص يحظى بشعبية كبيرة في هذه المنطقة.
وأضاف مدرب الغوص بينيديكت بيديفيلا قائلا: “نحن نذهب للغوص بعد انتهاء العمل، على غرار ما يفعله الآخرون مع كرة القدم في الأماكن الأخرى”.
وفي اليوم نفسه يقود مدرب الغوص جولات التجول على الماء، وأضاف قائلا: “أعاني من الخوف من المرتفعات، ولكن لا يزيد ارتفاع القفزات على 4 أمتار، وهو ما اعتدت عليه جيدا”.
سلالم مكسوة بالطحالب
ويقوم بينيديكت بيديفيلا بتوزيع البدلات والأحذية والقفازات المصنوعة من النيوبرين ونظارات الغوص وأنبوب التنفس أثناء السباحة على السياح، وبعد رحلة قصيرة بواسطة سيارات الميني باص تتسلق المجموعة السياحية مسارا شديد الانحدار يمر عبر الغابة الجبلية، وكثيرا ما تظهر درجات السلالم باللون الأصفر والأخضر في البرك المائية الطبيعية من خلال الأشجار، وتظهر هذه الألوان بفعل الطحالب.
وبعد اجتياز أحد الجسور ينزل السياح عبر المنحدر إلى النهر، ويرتدي الجميع الجزء العلوي من بدلة الغوص وغطاء الرأس وينطلقون إلى المياه، وتسري في أجسامهم برودة الثلج تحت بدلة الغوص المصنوعة من النيوبرين.
ويسير السياح بحذر شديد على الصخور الزلقة باتجاه النهر ويقفزون في البرك المائية المنحوتة في الصخر، كما تنمو الأعشاب والزهور على الصخور المغطاة بالطحالب، ودائما ما يحذر مدرب الغوص من الصخور ذات الألوان الفاتحة والداكنة؛ لأنها تكون زلقة بشدة بفعل الطحالب.
وينزلق المتجولون في سعادة بالغة على الدرجات الحجرية ويندفعون إلى البرك المائية، حتى يصلوا إلى المنحدر الأول، وهو عبارة عن قناة صخرية رغوية، وهنا يصيح مدرب الغوص قائلا: “ضع ذراعيك على صدرك واضمم ساقيك وحافظ على جسمك في وضع مستقيم”.
وينزلق هو في البداية في هذه القناة، التي تشكلت بفعل الطبيعة، ويندفع إلى أسفل في سلاسة مذهلة، وأكد أن التنزه المريح وسط المناظر الطبيعية قد تحول هنا إلى مغامرة رائعة.
وادٍ عميق
ومع مواصلة السير والتجول وسط المناظر الطبيعية تصبح المرتفعات، التي تكسوها الغابات ونبات السراخس، أكثر انحدارا ويظهر بينها وادٍ عميق، ويقفز السياح من بركة مائية إلى أخرى تحت الجدار الصخري المتدلي فوقهم، وتسري في الأقدام برودة شديدة يشعر معها السياح بنوع من الخدر، ولكن روعة الوادي ومتعة القفز والانزلاق في المياه تُنسي السياح برودة أقدامهم.
وينتظر مدرب الغوص بينيديكت بيديفيلا جميع السياح تحت شلال الماء، لكي يوضح لهم حوض السباحة العميق، حيث يرى السياح الجدار المكسو باللون الأصفر يختفي في المياه العميقة، وتتصاعد فقاعات المياه، ولم يتمكن السياح من السباحة على نطاق واسع نظرا لبرودة المياه الشديدة، وباستثناء الحصى والصخور لم يتمكن السياح من مشاهدة الكثير خلف الفلتر الأصفر.
وخلال النصف ساعة الأخيرة من رحلة التجول اتسع الوادي وتمكن السياح من القفز بحرية في البرك المائية، وأضاف مدرب الغوص قائلا: “يمكننا الآن استهلاك الحرارة المتبقية لدينا” وخلع الحذاء المبلل قليلا والاستمتاع بالسباحة في المياه.