السيناريو الألماني يتحطم على صخرة الواقع بالدوري السوداني
الخرطوم – صقر الجديان
تباينت الآراء حول إمكانية عودة عجلة الدوري السوداني للدوران، بعد فترة التوقف التي أكملت شهرها الثاني، بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
وطرحت شخصيات على صلة بكرة القدم السودانية، عدة أفكار حول إمكانية إكمال الدوري، وأخرى أكدت الاستحالة، وطرحت الأخرى التعايش مع المرض اقتداءا بالنموذج الألماني.
وخلال السطور التالية، الآراء المتعلقة بإمكانية عودة الدوري السوداني وفقًا للنموذج الألماني، من خلال المسؤولين البارزين بالكرة السودانية.
تجربة متفردة
قال جمال السعيد، رئيس نادي الأمل عطبرة، إن الألمان متفردون، وتجربة الدوري التي انطلقت هذا الأسبوع خالفت كل النظم العالمية، وتعايشوا مع هذه الجائحة بشكل مختلف.
وأضاف “بعد مشاهدتي للمباراة الأولى بين دورتموند وشالكه وبصرف النظر عن النتيجة، ظهر اللاعبون بشكل لا يدل أبدا أنهم كانوا متوقفين”.
وتابع رئيس الأمل عطبرة “من تلك المباراة اتضح لي أن الأندية الألمانية، اتبعت نظام معينا وبرنامجا مدروسا قبل العودة للدوري، وحتى طريقة احتفال اللاعبين بأول هدف كانت نموذجية، بينما نحن نعاني من الفوضى”.
وضرب رئيس نادي الأمل مثلا بالفوضى، وقال: “أصدرنا تعليمات للاعبين بعدم المشاركة في أي نشاط، وذلك تنفيذا لأمر الحجر الصحي من وباء كورونا، لكن بعض اللاعبين كسروا الحجر، وشاركوا في أنشطة كروية داخل الحواري”.
وزاد:”أؤكد أننا لا نستطيع، بأي حال من الأحوال أن نطبق النموذج الألماني، وذلك لأننا غير مطبقين للحجر الصحي بشكل صحيح، لأن حركة المواطنين عادية جدا، ولهذا حتى لو عادت الأندية للتدريبات فإن الأمر عندنا لن ينجح”.
سيناريو صعب
يقول محسن سيد، المدير الفني للمريخ الفاشر، الذي ينافس فريقه على إحدى البطاقتين المؤهلتين للعب ببطولة كأس الكونفيدرالية خلال الموسم المقبل: “من الصعب جدا تنفيذ سيناريو الدوري الألماني الذي طبق بروتوكولا طبيا صارما على اللاعبين وفي الملاعب”.
وأضاف مدرب المريخ الفاشر: “ألمانيا دولة لها إمكانيات مهولة، إلى جانب فرق التطبيق على أرض الواقع في الملعب وغرف اللاعبين ومراعاة التباعد في مقاعد البدلاء وطريقة الاحتفال بالأهداف، فواقعنا في السودان مختلف، حيث أننا حتى الآن لم نطبق العزل الاجتماعي بنسبة 100%”.
واختتم محسن سيد: “العالم يتجه الآن للتعايش مع وباء كورونا المستجد، لكن هذه ليست دعوة منى في السودان، للتعايش معه، فالفرق والواقع مختلف بشكل واضح بين دول أوروبا والسودان”.
التعايش مع الوباء
واتفق المغربي خالد هيدان، المدير الفني لفريق الهلال الأبيض الذي ينافس على المراكز الثلاث الأولى بالدوري السوداني، مع محسن سيد، مؤكدا أنه من خلال اتصالاته مع فنيين مغاربة في أوروبا، يرى أن العالم بدأ تدريجيا في التعايش مع فيروس كورونا المستجد، لكنه يتحفظ على مقدرة السودان على المعايشة.
وأضاف هيدان “تطبيق بروتوكول الدوري الألماني ليس صعبا، لكنه رهين بمدى وعي الأجهزة للفريق واللاعبين والمسؤولين بالأندية”.
وتابع “الأمر المؤكد أنه ليس هناك كلام جازم حول متى سيذهب هذا الفيروس، فالتعايش معه هو الذي بدأ يسود، وأتوقع أن تعود البطولات دوليا قاريا، ما يجعل السودان يفكر باستعادة نشاط كرة القدم”.
وختم هيدان “على الحكومة السودانية أن تلتفت لتجارب الدول الأخرى في كرة القدم، وأن تسعى للتعامل بواقعية لتعيد النشاط الكروي”.
محاكاة السيناريو الألماني
وطرح المدير الفني السابق للمريخ واللاعب الدولي السابق جمال أبو عنجة رأيا مختلفا، مؤكدا أنه يمكن محاكاة نموذج الدوري الألماني، بالسودان مع بعض التعديل.
وأوضح جمال أبو عنجة “تجربة الدوري التنزاني جديرة بالمتابعة، الذي سيعاود الدوران بشكل محدود والذي سوف تحصر مبارياته في الملعب الكبير بالعاصمة دار السلام بعد 10 أيام، جديرة بالمتابعة”.
وأضاف “نحن في السودان يمكن أن نختار المدن التي فيها معدل إصابات أقل بالفيروس، لنلعب فيها المباريات مثل مدينة بورتسودان”.
وتابع أبو عنجة “الفكرة يمكن أن تنجح بنوع من التنظيم والانضباط الشديد، والنظام الصحي الصارم، وأن يكون الأمر متدرجا، مع متابعة التقارير الطبية اليومية حول معدل الزيادة أو النقصان في الإصابات”.