الصحة العالمية: مطلوب الوصول إلى الفاشر فورا لتجنب كارثة صحية
المنظمة حذرت من أن 800 ألف شخص عالقين في المدينة (غرب) دون ما يكفي من الغذاء أو الماء أو الدعم الطبي، جراء القتال بين الجيش وقوات "الدعم السريع"..
جنيف – صقر الجديان
دعت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إلى السماح فورا بوصول مواد الإغاثة إلى مدينة الفاشر غربي السودان، لتجنب وضع صحي كارثي.
ومنذ 10 مايو/ أيار الماضي، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش وقوات “الدعم السريع”، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب).
وحذرت منظمة الصحة من أن “الجوع والخوف من المجاعة يلاحقان السودان، حيث لا يزال 800 ألف شخص عالقين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور دون ما يكفي من الغذاء أو الماء أو الدعم الطبي”، حسب موقع الأمم المتحدة الإلكتروني.
وقال ممثل المنظمة بالسودان شبل صهباني، خلال مؤتمر صحفي بجنيف الثلاثاء، إن “القتال العنيف بين الأطراف المتحاربة جعل الوصول إلى الفاشر مستحيل تماما”.
ومنذ أبريل/ نيسان 2023 يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و”الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) حربا خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وأضاف صهباني أن “ولايات دارفور (غرب) وكردفان (جنوب) والخرطوم والجزيرة (وسط) أصبحت كلها معزولة عن المساعدات الإنسانية والصحية بسبب القتال المستمر”.
وأكد أن الوضع في دارفور “مثير للقلق بشكل خاص، حيث لا يستطيع الجرحى في أماكن مثل الفاشر الحصول على الرعاية العاجلة التي يحتاجون إليها، كما أن الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات ضعفاء بسبب الجوع الحاد”.
وشدد صهباني على أن “الوصول (إلى الفاشر) مطلوب على الفور، حتى نتمكن من تجنب وضع صحي كارثي”.
ولفت إلى أن “مخزونات الرعاية الصحية الموجودة استخدمت لتزويد عدد قليل من المستشفيات في الفاشر، لكن هذا ليس كافيا ولا يمكن الاستمرار فيه”.
وأفاد بأن “مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يواصل التفاوض مع مختلف الأطراف المتحاربة للسماح بنقل إمدادات الإغاثة أينما أمكن”.
وأردف: “الآن هناك سبع شاحنات تتحرك من كردفان نحو دارفور، وأمس فقط حصلنا على الموافقة على نقلها نحو دارفور”.
وزاد بقوله: “هناك إشارات جيدة أيضا بشأن عمليات المساعدات عبر الحدود من جميع الأطراف المختلفة” .
وحذر صهباني من أن “الاستجابة الإنسانية في السودان لا تزال ممولة بنسبة 26 في المائة فقط”، واصفا الوضع بأنه “واحدة من أسوأ حالات الطوارئ في العالم”.
وتابع: “إذا لم نحصل على وقف إطلاق النار، فيمكننا على الأقل الحصول على حماية للمدنيين وفتح ممرات إنسانية”.
وتزايدت مؤخرا دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت؛ جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.