أخبار السياسة المحلية

«العدل والمساواة السودانية الجديدة» : مقتل أكثر من 4500 شخصاً في الجنينة خلال شهرين

الجنينة – صقر الجديان

كشف زعيم حركة العدل والمساواة الجديدة، عن توثيقهم لمقتل نحو 4500 شخص بالجنينة في ولاية غرب دارفور خلال الشهرين الماضيين برصاص قوات الدعم السريع والمليشيات المُتحالفة معها.

وبدأت منذ 23 أبريل الماضي، أعمال عنف ذات طابع قبلي في الولاية المتاخمة لدولة تشاد على خلفية المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل أن تخضع أجزاء واسعة من العاصمة الجنينة لسيطرة المليشيات المسلحة التي تلاحقها اتهامات بتهجير سكان المدينة بعد استهدافهم على أساس عنصري.
وفي الرابع عشر من يونيو الجاري، قُتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر وشقيقه بطريقة وحشية بعد وقت وجيز من اعتقاله بواسطة قوات الدعم السريع وأثارت الحادثة ردود أفعال غاضبة وسط دعوات بتشكيل لجنة تحقيق وتقديم الجناة للعدالة.

وقال رئيس حركة العدل والمساواة السٌودانية الجديدة د. منصور أرباب يونس في مقابلة نشرتها “سودان تربيون” إن “البشاعة التي صاحبت ارتكاب الجرائم في الجنينة لا توصف.

وأضاف ” وثقنا حتى هذه اللحظة اكثر من 4500 قتيل، وأكثر من 6000 جريح وما يزيد عن 1350 مفقود ولجوء حوالي 130 ألف لدولة تشاد معظمهم من النساء والأطفال”.

وكشف عن مقتل 113 من المواطنين العُزل بينهم نساء وأطفال وكبار سن، في منطقة “مستري” 45 كلم متر جنوب غرب مدينة الجنينة، 55 منهم دفنوا بمقبرة جماعية في البلدة فيما تحللت 58 جثة على الطرقات.

جرائم حرب وتورط مسؤول

وتحدث د. أرباب الذي لم توقع حركته على اتفاق السلام بجوبا، عن تهجير كل سُكان مستري حيث فر حوالي 48 ألف إلى تشاد بعد استباحة وحرق المنطقة بشكل كامل.

ووصف ما يجري بالجنينة ومستري بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية ترتكبها قوات الدعم السريع ومليشيا الجنجويد المتحالفة معها.

وتابع “لم يحدث في تاريخ السودان جرائم مثل ما حدثت في غرب دارفور حتى وصفت الولاية بأنها أسوأ مكان في الكُرة الأرضية وهذا يُشير إلى فظاعة الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع والجنجويد”.

وقال إنه تلقى اتصالات من قيادات الدعم السريع واستفسرهم عن مُشاركتهم في القتال لكنهم أنكروا الضلوع في الجرائم المُرتكبة.

واستدرك قائلا “لكن مركباتهم وأفرادهم وعناصرهم المسلحين بأسلحة القنص التي فقط هي في أيدي هذه القوات وهم بزيهم المعروف حتى بعض قادتهم شاركوا بفعالية في هذه الجرائم وهم أنفسهم من وثقوا مشاركتهم، وشهود العيان أيضاً أكدوا لنا بأن الدعم السريع شريك أساسي في كل الجرائم التي ارتكبت وما تزال ترتكب في غرب دارفور”.

وكشف عن امتلاكهم لمعلومات تُشير لقيادة نائب والي غرب دارفور التجاني الطاهر كرشوم لمليشيات القبائل العربية التي ارتكبت انتهاكات واسعة في الجنينة.

وأردف “حميدتي هو من أتى بكرشوم في منصب نائب والي، في حين أن كل ولايات السودان لايوجد مسمى وظيفي بنائب والي، فجاء به دقلو ربما للعب هذا الدور، لا أستطيع أن أجزم بنسبة 100% حول ذلك لمعرفتي به المسبقة وتواجدنا معاً من قبل في أدغال وأحراش دارفور ولكن هناك دلائل قوية بأنه هو من يقود تلك المليشيات سيئة السمعة”.

والتجاني الطاهر كرشوم المنتمي لعرقية الرزيقات، يعد أحد قيادات حركة تجمع قوى تحرير السودان الذي يرأسه عضو مجلس السيادة الطاهر حجر، جرى تعيينه في منصب نائب الوالي خلال العام الماضي، ويعد أحد المقربين من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

اعتراف

وأقرَ أرباب بمُشاركة حركات مسلحة في قتال مدينة الجنينة بما فيها الحركة التي يرأسها شخصه، وبرر ذلك للدفاع عن نحو 40 قبيلة تقيم في المنطقة وليس قبيلة المساليت فقط، وكشف عن وجود قيادات وجنود في تنظيمه ينتمون للقبائل العربية.

وتابع “تحدثت من قبل أن قواتنا ستقف بجانب المدنيين العزل الذين تستهدفهم مليشيا الجنجويد المتحالفة مع الدعم السريع ولم نجد من يدافع عن شعبنا طيلة السنوات الأربع الماضية”.

ومضى يقول “شاهدنا والعالم كله المجازر التي ارتكبت في مناطق كرندينق الاولى والثانية، وكرينك الأولى والثانية التي راح ضحيتها أكثر من 300 شهيد وفي تندلتي وجبل مون ومستري الاولى والثانية والثالثة، وداخل مدينة الجنينة ولم تتحمل أي جهة رسمية مسؤولية حماية المدنيين وتقديم الجناة للعدالة، ولذلك أنا تحملت مسؤولية الدفاع عن المدنيين ما استطعت”.

ونفى أرباب تورط جهات حكومية في تسليح القبائل الأفريقية من أجل قتال المجموعات العربية بولاية غرب دارفور، متهماً الدعم السريع بتسليح حواضن اجتماعية موالية وداعمة له، ونوه لإعتراض مواطنين في الولاية على تسليح الدعم السريع للقبائل لكنهم تعرضوا لتهديدات اضطر بعضهم لمغادرة الولاية والسودان وقدموا شهادات موثقة بذلك.

وقال د. منصور ارباب: أنهم لم يشاهدوا أي جهات حكومية سلحت القبائل الأفريقية، ولكنهم وثقوا مُشاركة القوات النظامية في المعارك مرتين فقط وهو في اليوم الأول للأحداث عندما نصبت قوات الدعم السريع كميناً للقوات المسلحة وهم في طريقهم لمدينة “أردمتا” حيث مقر قيادة الجيش وردت القوات المسلحة وهزمت الدعم السريع وولصلت اردمتا.

وأضاف “بعد هزيمة الدعم السريع في اليوم الأول للأحداث استُنفرت مليشيا الجنجويد وبدأت بالهجوم على مراكز إيواء النازحين والأحياء التي لا تتواجد فيها عناصرها وقتلت أعداد مهولة من المدنيين العُزل بعدما انسحبت القوات المسلحة نحو قيادتها”.

وأردف “اضطررنا للدفاع عن المواطنين، وفتحت قوات الدعم السريع جيوب اشتباكات أخرى خارج عاصمة الولاية برفقة المليشيات التابعة لها واستمرت المعارك، وتوارى الجيش ولم نراه في ساحة المعركة حتى الآن ولم نرى أي عمليات تسليح لمن تسميهم الأفارقة بواسطة أجهزة الدولة المعنية دستورياً وأخلاقياً” حماية المواطنين.

رغبة الانفصال
وردا على اتهام الجيش برفض حماية مواطني الجنينة وتركهم تحت رحمة انتهاكات المليشيات المسلحة قال د. منصور أرباب” لا أدرى ما إذا كان الجيش رافضاً حماية المواطنين … ولكن ربما ليست لديه القدرة على الحماية وهذا لا يعني الرفض، لكن يظل هذا الاتهام قائماً إلى أن يثبت العكس”.

وشدد د. ارباب ان حماية الأهالي من واجب الجيش وقال “صحيح ..المعركة في الخرطوم كبيرة والمؤامرة كانت ولا تزال كبيرة ..لكن الجميع كان يتوقع أن تتدخل القوات المسلحة لتأمين حياة الأبرياء الذين فقدناهم وهم بالآلاف في غرب دارفور فقط”.

وتحدث د. منصور أرباب عن انتظار سكان غرب دارفور منذ وقت طويل الحكومة لحمايتهم دون أن تفعل وأن ذلك قاد لتنامي شعور قوي بضرورة العودة إلى استقلال منطقة “دار مساليت” لعدم جدوى انتظار من هم في السلطة بتقديم الحماية لهم وتقديم الجناة للعدالة.

ولفت لتنامي الشعور بتقصير وتأخير المحاكم الدولية في محاكمة المجرمين المستمرين في قتلهم وتشريدهم وقال “المواطنون يفكرون ما إذا بالإمكان إعلان الاستقلال والعيش بسلام وأمان لكن العودة إلى منصة استقلال دار مساليت عن السودان هي مسؤولية الشعب السوداني وليس سكان غرب دارفور لوحدهم”، وذلك أن يقدم الشعب السوداني الدعم المعنوي والاسناد المطلوب لمواطني ولاية غرب دارفور.

وكشف د. منصور عن اصطفاف قادة سياسيين وعسكريين من تحالف قوى المسار الديمقراطي بجانب الدعم السريع التي قال إنها أطلقت بعض سجناء قادة المسار المحتجزين في السجون للمشاركة في معارك الخرطوم.

وتحالف المسار الديمقراطي الذي جرى تأسيسه في يونيو 2022 بدولة النيجر يضم نحو 7 فصائل مسلحة تتواجد في ليبيا أبرزهم منشقين من مجلس الصحوة الثوري الذي أسسه الزعيم الأهلي موسى هلال والعدل والمساواة السودانية الجديدة، وأجرى التحالف مفاوضات غير رسمية، وعدة ورش عمل مشتركة مع وفد عسكري يمثل الحكومة السودانية ناقش إلحاقها بالعملية السلمية وسحب مقاتليها من دولة ليبيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى