الفولة تنتفض: مظاهرات حاشدة ضد انتهاكات الجيش السوداني وتأييدًا للعقوبات الدولية
الخرطوم – صقر الجديان
شهدت مدينة الفولة تظاهرات جماهيرية كبيرة، حيث خرج الآلاف من المواطنين للتنديد بالانتهاكات الواسعة التي ارتكبها الجيش السوداني والمليشيات المسلحة المتحالفة معه في ولاية الجزيرة ومناطق أخرى من البلاد. هذه المظاهرات تأتي تأكيدًا على التضامن الشعبي مع الضحايا ودعمًا للخطوات الدولية الرامية إلى محاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية.
المظاهرات تسلط الضوء على انتهاكات ولاية الجزيرة
ولاية الجزيرة، التي تُعد واحدة من أهم الولايات الزراعية في السودان، أصبحت مؤخرًا مسرحًا لانتهاكات مروعة استهدفت المدنيين. تقارير حقوقية أكدت أن الجيش السوداني استخدم الطيران المُسيّر لقصف المناطق السكنية، في حين نفذت المليشيات المسلحة عمليات قتل وتعذيب ممنهجة على أسس عرقية وقبلية.
في الفولة، عبّر المتظاهرون عن غضبهم تجاه هذه الجرائم، مؤكدين أن الشعب السوداني يرفض الاستهداف المتعمد للمدنيين، بغض النظر عن انتماءاتهم العرقية أو الجغرافية. شعارات المظاهرة أكدت أن الوحدة الوطنية هي الرد الأمثل على محاولات تفكيك النسيج الاجتماعي للسودان.
تأييد شعبي واسع للعقوبات الأمريكية على البرهان
فرضت الولايات المتحدة مؤخرًا عقوبات على رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، وعدد من المسؤولين العسكريين، متهمةً إياهم بالمسؤولية المباشرة عن الجرائم والانتهاكات التي يشهدها السودان. وتشمل هذه العقوبات تجميد الأصول وحظر السفر، مما يعكس ضغطًا دوليًا متزايدًا على النظام العسكري السوداني.
المشاركون في تظاهرات الفولة رحبوا بهذه الخطوة، معتبرين أن العقوبات الدولية هي خطوة أولى نحو تحقيق العدالة لضحايا الانتهاكات. واعتبر المتظاهرون أن هذه العقوبات ليست فقط ضربة للقيادة العسكرية، بل رسالة واضحة بأن العالم يراقب ويقف بجانب الشعب السوداني في محنته.
السودان بين الاحتجاجات المحلية والضغوط الدولية
الأزمة السودانية تفاقمت منذ اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل الماضي، مما أدى إلى اتساع رقعة الانتهاكات التي تطال المدنيين. ومع غياب الحلول السياسية واستمرار الصراعات المسلحة، بات الشعب السوداني يعتمد بشكل أكبر على المظاهرات والاحتجاجات الشعبية لإيصال صوته للعالم.
مظاهرات الفولة ليست مجرد حدث عابر، بل تعكس تصميم السودانيين على مواجهة الظلم والاستبداد بكل أشكاله. كما أنها دليل على تنامي الوعي الشعبي بأهمية الضغط الدولي لمحاسبة المتورطين في الجرائم، وسط أمل بأن تكون هذه التحركات خطوة نحو إنهاء معاناة الشعب السوداني وإرساء دعائم العدالة والسلام.
