الفيروس يحرم “بريتش إيرويز” من “ملكة السماء” للأبد.. ما البديل؟
لندن – صقر الجديان
دفعت التداعيات السلبية لتأثير فيروس كورونا، شركة الخطوط الجوية البريطانية “بريتش إيرويز”، إلى توقيف “ملكة السماء” عن التحليق مجددا قبل الموعد المقرر لذلك بنحو 4 سنوات.
وقالت الشركة البريطانية، الجمعة، إنها أوقفت استخدام 31 طائرة ركاب جامبو من طراز بوينج 747 قبل 4 سنوات من الموعد المقرر، وذلك بسبب التأثير الاقتصادي لوباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
أضافت الشركة في بيان لها: “ببالغ الحزن.. يمكننا التأكيد على اقتراحنا بوقف استخدام أسطول طائرات 747 بالكامل بأثر فوري”.
وكان من المقرر أن تتوقف الخطوط الجوية البريطانية عن استخدام أسطول طائرات بوينج 747 في عام 2024، ولكنها قدمت الموعد لوقف الخسائر.
وذكر البيان: “من غير المرجح أن تقوم “ملكة السماء” الرائعة لدينا بتقديم الخدمات التجارية للخطوط الجوية البريطانية مرة أخرى بسبب التراجع في حركة السفر الناجم عن التفشي العالمي لجائحة كورونا”.
وأوضحت الخطوط الجوية البريطانية، التي استخدمت طائرة بوينج 747 لما يقرب من 50 عامًا، إنها ستسير رحلات مستقبلية “على متن الطائرات الحديثة الموفرة للوقود مثل طائرات إيرباص (إيه-350) و طائرات بوينج 787 الجديدة، لمساعدتنا على خفض الانبعاثات الكربونية إلى مستوى الصفر بحلول عام 2050.
وأفادت وكالة بلومبرج للأنباء في وقت سابق من هذا الشهر بأن شركة بوينج الأمريكية العملاقة لصناعة الطائرات تخطط لإنهاء إنتاج طائراتها من طراز 747 في غضون عامين.
تعافي الرحلات الجوية
ذكرت مؤسسة “موديز إنفستور سيرفيس” للأبحاث الاقتصادية أن عدد ركاب الرحلات الجوية لن ينتعش إلى معدلاته قبل تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد حتى أواخر 2023، ولن يتحقق ذلك إلا إذا ما توافرت اللقاحات والأدوية اللازمة لعلاج هذا المرض، وهو نفس ما ذهبت إليه المجموعة المالكة لشركة “بريتش إيرويز” البريطانية للطيران.
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن جوناثان روت المحلل الاقتصادي بمؤسسة موديز، أن الانتعاش في كل من شركات الطيران والمطارات سوف يكون بالتوازي، بعد أن تعود شركات الطيران إلى تشغيل أساطيلها الجوية.
أضاف التقرير أن شركات صناعة الطائرات مثل بوينج وإيرباص سوف تكون آخر القطاعات العاملة في مجال الطيران التي تتعافى إلى مستويات عام 2019.
وجاء في التقرير أن حجم الطلب على السفر الجوي تراجع بأكثر من 90% مع بداية تفشي جائحة كورونا، وتسبب هذا التراجع في تأثير واسع النطاق على الاقتصاد العالمي بشكل عام، حيث أن صناعة النقل الجوي للركاب حققت قرابة 3% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال عام 2019.
وذكرت مؤسسة موديز أن توافر لقاح لفيروس كورونا سوف يكون عنصرا رئيسيا في انتعاش صناعة الطيران، في حين سوف يكون من الضروري على الأرجح توفير دعم حكومي لصناعة الطيران من أجل ضمان استمرارها في الوقت الحالي.
ومنتصف شهر مايو/أيار الماضي، توقعت المجموعة المالكة لشركة “بريتش إيرويز” البريطانية للطيران، أن يستمر تأثير جائحة كورونا لمدة 3 سنوات على الأقل.
وأعلنت المجموعة الدولية الموحدة لشركات الطيران أنها وضعت خططا مؤقتة لاستئناف الكثير من الرحلات الجوية مع انخفاض إجمالي في سعة الركاب بنحو 50% لبقية هذا العام.
أضافت المجموعة، التي تمتلك أيضا شركة طيران “أيبيريا” الإسبانية وشركة الطيران الأيرلندية إير لينجوس، إنها “لا تتوقع أن يعود مستوى طلب الركاب المسجل في عام 2019 قبل عام 2023، ما يجعل من الضروري اتخاذ المزيد من إجراءات إعادة الهيكلة على مستوى المجموعة”.
وقال الاتحاد الدولي للنقل الجوي “إياتا”، الشهر الماضي، إن أسواق الطيران الدولية قد تحتاج لمدة أطول لاستئناف نشاطها، مضيفا أن الأوضاع الاقتصادية ستعوق الرحلات الجوية لـ6 أشهر مقبلة على أقل تقدير.
وتوقع “إياتا” أن تفقد شركات الطيران العالمية 314 مليار دولار من الإيرادات بسبب الفيروس في 2020، ارتفاعا عن تقديره السابق في 24 مارس/آذار الماضي، بأن الخسائر ستكون 252 مليار دولار.