القتال وسط السودان يُجبر مئات الآلاف على الفرار
بعضهم ينزح للمرة الثانية خلال أشهر، حسب "مفوضية اللاجئين" الأممية..
مدني – صقر الجديان
قالت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، الخميس، إن القتال بمدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان يجبر مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار، وإن بعضهم ينزح للمرة الثانية خلال أشهر.
وأعربت “مفوضية اللاجئين” في تدوينة نشرتها عبر حسابها على منظمة “إكس” عن “قلقها إزاء تفاقم أزمة النزوح القسري داخل السودان وإلى الدول المجاورة له”.
وأضافت: “مع وصول القتال إلى مدينة ود مدني وسط السودان، يضطر مئات الآلاف من الأشخاص للفرار، البعض منهم يفعل ذلك للمرة الثانية خلال بضعة أشهر فقط”.
وفر نحو 300 ألف شخص من ود مدني منذ الجمعة، جراء اندلاع اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما خلق أزمة إنسانية وخيمة، حسب بيان صدر اليوم عن المنظمة الدولية للهجرة.
وفي 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري أعلنت “قوات الدعم السريع” سيطرتها على ود مدني، بعد معارك مع قوة من الجيش استمرت نحو 4 أيام.
وفي اليوم التالي، أعلن الجيش أن قواته انسحبت من المدينة في اليوم السابق، وأنه “يجري تحقيقا في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها”.
من جانبها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة بالسودان “يونيسف”، الخميس، أن حوالي 150 ألف طفل نزحوا من ولاية الجزيرة جراء القتال بين الجيش و”قوات الدعم السريع”.
وقالت المنظمة الدولية في بيان عبر منصة “إكس”: “في أيام قليلة تم تهجير 150 ألف طفل بسبب الحرب بمدينة ود مدني”.
وذكرت يونيسف أن مدينة ود مدني هي المركز الرئيس لخدمات إنقاذ الحياة بالولاية التي تضم حوالي 3 ملايين طفل، ودعت إلى وقف القتال في السودان فورًا.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، يخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقوات “الدعم السريع” بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حربا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وبانتقال المعارك إلى الجزيرة، اتسعت رقعة القتال إذ انضمت الولاية إلى 9 ولايات تشهد اشتباكات مستمرة منذ منتصف أبريل، وهي العاصمة الخرطوم وولايات دارفور وكردفان، من أصل 18 ولاية في السودان.