مقالات الرأي

الكرار أسد في ساحات القتال وفارس في ميادين الدبلوماسية

 

عندما تم اختيار الفريق عصام كرار ليكون سفيرًا للبلاد في دولة جنوب السودان قلت إن ذلك تطبيق حرفي لمقولة “الرجل المناسب في المكان المناسب”، وراهنت على قدرته في تحقيق النجاح، فأنا أعرف عنه الكثير فوق ما يعرف حتى بعض زملائه في المؤسسة العسكرية، الذين يجمعون حوله مثلما يجمع كل الأهلة، فالرجل بجانب انضباطه وشجاعته وتأهيله العالي الذي جعله ضمن قائمة الضباط العظام في سِفر القوات المسلحة السودانية يتمتع بالقبول ومحبة الجميع ويتمتع بدبلوماسية فطرية وكاريزما عالية تمكنه من التصرف السليم في أصعب المواقف وحل أخطر المشاكل والقضايا، فكم من قضية شائكة فك طلاسمها، وكم من إشكالية صعبة فك عقدتها.

عندما اشتعلت نار الفتنة بين السودان ودولة جنوب السودان وتجاوزت حدود المسموح لم أكن منزعجًا أبدًا إذ أنني كنت على قناعة بأن معالي السفير وبما يتمتع به من حنكة وحكمة ورجاحة عقل قادر على صب الماء على النار المشتعلة وإطفاء الفتنة في أقصر مدة زمنية، ولم يخيب الرجل ظني وما هي إلا أيام قليلة وعاد الهدوء وشعر كل سوداني بدولة الجنوب بالأمان، فقد تحرك معالي السفير في كل الاتجاهات مسخرًا كل إمكاناته لحماية أبناء الجالية ونجح في ذلك نجاحًا كبيرًا، فمنذ بداية الأحداث تكفل الجنرال عبر سفارته بكامل الإعاشة من أكل وشرب وتوفير العلاج للمرضى وأكمل استخراج كل الأوراق المطلوبة لإعادة السودانيين إلى وطنهم.

نجح معالي السفير عصام كرار في تنفيذ إجلاء السودانيين في رحلة العودة الطوعية من جنوب السودان عبر 27 رحلة جوية من جوبا إلى بورتسودان لعدد 5700 شخص معظمهم من النساء وكبار السن والأطفال، وقد بدأت رحلة الإجلاء منذ يوم الأربعاء الموافق 29 من شهر يناير وتواصلت حتى يومنا هذا.

كل ذلك على نفقة حكومة السودان وبجهد وتخطيط السفارة السودانية في جوبا، وقد أسهم في هذا العمل الكبير التجار السودانيون وكذلك أبناء الصومال خريجي الجامعات السودانية الذين ضربوا أروع الامثال في الوفاء مقدمين دعمهم الكبير لإخوانهم السودانيين في جوبا.

إن الأزمة التي نشبت بين السودان ودولة الجنوب بتحريض من الأعداء والعملاء الذين يجيدون صناعة الخراب كانت كفيلة بإشعال حرب أخرى ولكن ألطاف الله وحكمته جعلت رجلًا بقامة الفريق عصام كرار يوجد على رأس السفارة السودانية في جوبا وأي مسؤول آخر غيره ما كان سينجح في إخماد تلك النار، فشكراً معالي السفير وأنت تسخر علمك وجهدك وكل مقدراتك لحماية الوطن والمواطن جنديًا مخلصًا في ميادين القتال وفارسًا لا يشق له غبار في ميادين الدبلوماسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى