اللاجئون السودانيون يدفعون ثمن الصراعات الانتخابية في إسرائيل
الخرطوم – صقر الجديان
كشفت مصادر سياسية في تل أبيب (الأربعاء)، عن أن وزيرة الداخلية، أييلت شاكيد، تمهد الأجواء لرفض تجديد تصاريح الإقامة للاجئين في إسرائيل من السودان، وذلك في محاولاتها لتحسين وضعها الانتخابي.
وكانت شاكيد قد ادعت بأن وزارتها أجرت دراسة مهنية معمقة، وجدت فيها أنه لم يعد هناك خطر يتهدد المهاجرين من السودان إذا عادوا إليها، وأنهم يستطيعون العيش في العاصمة الخرطوم بأمان تام.
وأضافت شاكيد، أن هذه الدراسة اعتمدت على وثائق رسمية صادرة عن مؤسسات رسمية وأكاديمية وأمنية، في كل من بريطانيا وسويسرا وكندا وألمانيا وأستراليا والدنمارك ومحكمة الاتحاد الأوروبي لشؤون حقوق الإنسان، وغيرها من الجهات المهنية المحترمة، والتي تؤكد جميعها على أن الوضع في السودان عموما وحتى في دارفور استقرت، وأنه لم تعد هناك مطاردات للمواطنين على أساس عرقي أو إثني. وأن ومن يختار منهم العيش في الخرطوم، يحظى بالعيش الكريم والأمان التام.
وزعمت شاكيد أن عشرات ألوف السودانيين عادوا إلى وطنهم وبيوتهم في السودان، وبضمن ذلك دارفور ومنطقة جبال النوبة. وقالت إن الألوف من المهاجرين السودانيين إلى إسرائيل الذين عادوا إلى وطنهم وفق اتفاق مع وزارتها، يخبرون هم أيضاً بأن وضعهم مستقر ويعيشون بأمان.
وأكدت الوزيرة بأن مجلس الأمن القومي في الحكومة الإسرائيلية اطلع هو أيضاً على الدراسة ويؤيد ما جاء فيها.
ولكن مصادر سياسية إسرائيلية، قالت إن شاكيد تعرف أن هذه المسألة حساسة ولن تستطيع تنفيذها بسهولة، لكنها تطرحها اليوم قبل أسبوعين من الانتخابات في إطار محاولاتها لإنقاذ مستقبلها السياسي. وإن الاستطلاعات تجمع على أن شاكيد لن تعبر نسبة الحسم وستضطر إلى اعتزال السياسة بعد الانتخابات.
وهي لا تقبل بهذا المصير فتصارع كل شيء في سبيل البقاء. «وتنافق لقوى اليمين المتطرف، المعروفة بعدائها للمهاجرين، حتى يصوتوا لها»، بحسب المصادر. المعروف أن عشرات ألوف المهاجرين وصلوا إلى إسرائيل عبر الحدود مع سيناء المصرية منذ أواسط التسعينيات.
وقد زاد عددهم بشكل خاص ما بين الأعوام 2007 و2012، حتى وصل إلى حوالي 70 ألفا عام 2018، معظمهم (72 في المائة من أريتريا) وخُمسهم من السودان، والباقون من الصومال وساحل العاج وغانا ونيجيريا والكونغو والكاميرون.
لكن حكومة بنيامين نتنياهو، أقامت جداراً عازلا على طول الحدود مع مصر (241 كيلومترا)، فأوقفت التسلل وباشرت حملات لطرد اللاجئين، بالقوة أو بموجب اتفاق. ومنحت كل من غادر بخاطره 3500 دولار.
وبذلك تمكنت من التخلص من معظمهم، وبقي منهم اليوم 28 ألفا، يشكل السودانيون 6100 لاجئ.
«مركز اللاجئين والمهاجرين» هاجم في إسرائيل، قرار تصريحات شاكيد حول الدراسة، واعتبروه جزءا من حملتها الانتخابية على حساب ضحايا القمع في أفريقيا.
وقال في بيان: «هؤلاء ليسوا مجرد لاجئين بل إنهم ناجون من مذابح نفذت بحق شعوبهم». وقال مؤنس هارون، أحد اللاجئين، إن أقوال شاكيد تناقض الواقع الذي يعرفه الناس وهو أنه لا يوجد أمان في السودان.
فالناس هناك يقتلون إذا ساروا في مظاهرات، وقد شاهدنا على شاشات التلفزيون كيف يتم إطلاق الرصاص على المتظاهرين في الشوارع.
وأضاف: «لم يتوقف الصراع هناك. بل ربما انتقلت غالبيته من دارفور إلى الخرطوم».
إقرأ المزيد