“المؤتمر الشعبي” يعطّل الحوار إرضاءً للإخوان المسلمين
الخرطوم – صقر الجديان
في وقت تعيش فيه السودان أوضاعاً أمنية صعبة للغاية، وسط جبل من المتاهات السياسية، وبدل الالتفات للحوار، يأتي رفض المؤتمر الشعبي السوداني المشاركة بالحوار ليشكّل دليلاً دامغاً على معرفة الجهة التي تعطّل الحوار وتسعى لجعل السودان غارقاً في بحر من المشكلات.
وفي وقت سابق، طالب الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي السوداني كمال عمر بإطلاق سراح الأمين العام للحزب وبقية المعتقلين، وأكد أنه لا جدوى من الحوار قبل تحقيق هذه المطالب.
يبدو أنّ أول ما يتوضّح من هذا الشرط هو الأنانية في حتى في المسائل الكبيرة التي تتعلق بمستقبل السودان وفرض هدوء سياسي وأمني في البلاد.
ويرى محللون سياسيون أنّ المؤتمر الشعبي، بات مسؤولاً بالدرجة الأولى عن أغلب المشاكل على الساحة السودانية، كونه كان أول جهة تسعى لتعطيل الحوار ووضع شروط لمشاركته فيه.
ويعتبر مراقبون أنّ ما يفعله المؤتمر الشعبي، يدلّ على رفضهم حدوث استقرار في الأرض السودانية على المدى القريب أو البعيد، ما يعني أنّهم مستفيدون بشكل كبير من الفوضى وعدم استقرار الأوضاع في البلاد.
من جهة أخرى يرى كثيرون أنّ المؤتمر الشعبي على علاقة وثيقة بالإخوان المسلمين بشكل مباشر ومرات كثيرة بشكل غير مباشر.
ولعل أكثر ما يؤكد ارتباطهم بالإخوان المسلمين سعيهم الدائم لنفي هذا الارتباط، خوفاً من انفضاح أمرهم، حيث تعتبر موضوعات النفي عصب الحياة السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين وكذلك للمؤتمر الشعبي السوداني.
وفي حين تقول الحركة الإسلامية أنها “منذ انطلاقها قامت على أسس الدين، وليس وفقاً لتكتلات، واقتباسنا اسم الإخوان المسلمين على تنظيمنا ليس انطلاقاً من التنظيم الدولي، وإنما تضامناً مع إخوان مصر، الذين كانوا يعانون من الاضطهاد وقتها” فهذا محض افتراء وتدليس ليس إلا وفق ما يرى كثيرون.
وتؤكد تقارير استخباراتية عديدة أنّ “التنظيم الدولي له قوة مباشرة على إرادة المؤتمر الشعبي، وكذلك له تأُثير على قرارات المؤتمر الشعبي”.
ولعل رفضه للحوار جاء بتعليمات من تنظيم الإخوان الأعلى، خصوصاً وأنّ التنظيم يعيش على الفوضى وعدم الاستقرار.