المساعدات الإماراتية للسودان… موقف إنساني لدعم الأشقاء
الخرطوم – صقر الجديان
تواصل دولة الإمارات العربية دعمها إلى السودان الشقيق بالمساعدات الإنسانية لمواجهة الفيضانات والسيول وتأثيراتها في ولايات عدة من خسائر بشرية ومادية، في إطار الدعم الأخوي المستمر، والعلاقات القوية بين البلدين الشقيقين، حسبما أكد خبراء ومحللون سودانيون.
وأدت فيضانات وسيول عارمة ناتجة عن الأمطار الغزيرة إلى مصرع العشرات وتشريد الآلاف في السودان، بخلاف تدمير آلاف المنازل على مدار الأيام الماضية في دارفور والنيل الأزرق وكردفان، وغيرها من الولايات السودانية.
وأكد خبراء ومحللون سياسيون، أن دعم دولة الإمارات للسودان لمواجهة الفيضانات والسيول وتأثيراتها السلبية ليس غريباً، مشددين على أن الإمارات دائماً ما تدعم الشعب السوداني في مواجهة أزماته، وظهر ذلك في الأزمة الأخيرة من سيول وفيضانات.
وقال عبدالرحمن أبوخريس، أستاذ السياسات الخارجية والأمن القومي بالمركز الدبلوماسي بوزارة الخارجية السودانية، إن الإمارات قامت بأعمال كثيرة لمساعدة المتضررين بسبب السيول التي ضربت ولايات كثيرة كالجزيرة ونهر النيل وكسلا وغرب دارفور وغيرها، موضحاً أن ذلك يخفف المعاناة عن آلاف السودانيين الذين تعرضوا للدمار والتشريد.
ووجه أبو خريس الشكر إلى القيادة الرشيدة وشعب دولة الإمارات على الدعم المستمر لاستقرار السودان وشعبه، مشيراً إلى أن هذه المواقف تعكس الرسالة الإنسانية والحضارية لدولة الإمارات التي دائماً ما تقف إلى جوار الشعب السوداني وغيره من الشعوب المتضررة في وقت المحن.
وثمّن المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات مؤخراً، بما يقارب الـ25 مليون درهم، لمواجهة الفيضانات والسيول في السودان، بخلاف دعم «الهلال الأحمر» الذي قدم مساعدات إلى ولاية الجزيرة وغيرها من المناطق المتضررة، لافتاً إلى أن هذه المساعدات تصب في إطار تخفيف المعاناة والمساعدة في إيواء المتضررين من تلك الأزمة.
وشدد أبو خريس على أن ذلك استمرار للسياسية الخارجية لدولة الإمارات الداعمة لاستقرار السودان، ورفع المعاناة عن السودانيين الذين دُمرت محاصيلهم ومنازلهم وحياتهم بسبب الفيضانات والسيول.
وفي وقت سابق، دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الجهات المانحة والمجتمع الدولي إلى تقديم دعم عاجل لتجديد مخزون المساعدات الإنسانية، ومواصلة الاستجابة للفيضانات التي اجتاحت مناطق واسعة في السودان، وأسفرت عن مصرع نحو 100 شخص وإصابة 46 آخرين، فضلاً عن نزوح الآلاف.
إلى ذلك، أكدت الباحثة السودانية في العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الخرطوم أسمهان إسماعيل إبراهيم، أن الإمارات دأبت على تقديم المساعدات الإنسانية للسودان، وآخرها دعم قدره 25 مليون درهم، لمواجهة الأضرار التي نجمت عن السيول والفيضانات مخلفة أضراراً لآلاف الأسر والعديد من القتلى.
وأضافت لـ«الاتحاد»، أن هذا الموقف الداعم لشعب السودان لا ينفصل عن مواقف الإمارات تجاه الشعوب الشقيقة والصديقة وسياساتها الإنسانية، مشيرة إلى أن فيضانات العام الماضي أدت لأضرار بالغة، وكانت الإمارات حاضرة لمد يد العون بمساعدة قدرها 100 طن من المساعدات الغذائية والإعاشة، إضافة للأدوية لمجابهة الآثار الصحية الناجمة عن الفيضانات.
ولفتت إلى أن منظمة الصحة العالمية ثمنت الدور الإماراتي الإنساني في مساعدة الفئات المحتاجة والضعيفة حول العالم، موضحة أن للإمارات على مر التاريخ دوراً قوياً داعماً للسودان مادياً وعينياً وسياسياً في كل المحافل الدولية.
وأكدت أسمهان أن موقف الإمارات لدرء آثار السيول والفيضانات موقف إنساني من دولة الخير والإنسانية، فهي دوماً مساندة للسودان في كل الظروف، مشيرة إلى أن للإمارات رسالة إنسانية مبنية على مساعدة المتضررين حول العالم.
واتفقت الدكتورة تماضر الطيب، أستاذة العلاقات الدولية بمركز الدراسات الدبلوماسية في جامعة الخرطوم، حول الدور الإمارات المساند والدعم للسودان في كل أزماته، موضحة أن الإمارات حاضرة في كل أزمة بالمساعدات الإنسانية والغذائية والدعم المادي.
إقرأ المزيد