المغرب .. من رأى ليس كمن سمع !!
بقلم ـ أحمد محمد مصطفى
ـ حظيت بفرصة زيارة الممكلة المغربية للمرة الأولى في حياتي وللأمانة كنت على قناعة بأن تلك الممكلة لها من الإمكانات ما لم يتوفر في دولة أفريقية أخرى، واستمديت تلك الثقة من واقع نجاحها في استضافة فعاليات كأس العالم للأندية مرتين قبل النسخة الفائتة، لأن الإتحاد الدولي ما كان يمنح ذاك الشرف إلى دولة ضيفة القدرات.
ـ وعند وصولي الي هناك تأكدت أنني بقناعاتي تلك جرتُ على المغرب ولم اعطيها حقها من الإحترام في مخيلتي، فما رأيته ووقفت عليه جعلني اشهر بالذهول، فإستيقنت ان المغرب متفوقة من حيث البنى التحتية والملاعب على الكثير جداً من دول افريقيا، بل وحتى بعض الدول الأوربية.
ـ تجولت هناك في الكثير من المدن، ومن خلال تنقلي من ولاية إلى أخرى حرصت على توثيق كل لحظة في ذهني، كنت اراقب عن كثب مدى التطور الذي تعيشه الممكلة بداية من تهيئة الطرقات، وإيجاد حلول للزحام عبر الأنفاق الكبيرة، وكيف طوعت المغرب قساوة الطبيعة الي مناظر بديعة، فهم يجعلون من الجبال أنفاق وطرقات على تصاميم حديثة.
ـ لن ينتهي الحديث عن المملكلة المغربية حول ما وقفت عليه فيها خلال زيارة استمرت نحو “11” يوماً، فكنت على مدار الساعة اتعرف على شيئ جديد يجعلني أكثر ثقة من قبل في ان المغرب أصبحت قطعة من أوروبا خصوصاً وأن موقعها الجغرافي يجعلها على مقربة منها.
ـ تحسرت على الوضع عندنا في السودان عندما زرت ملاعب عدد من المدن، فكان أقلاها عند المغاربة يساوي من حيث الجاهزية أضعاف افضل الملاعب في السودان، وحتى في بعض الدول التي زرتها سابقاً في القارة.
ـ سجلنا زيارة إلى ملاعب الأمير مولاي محمد الخامس بالرباط ـ ومركب محمد السادس ـ وأكادير ـ ومراكش ـ وملعب الرجاء بالدار البيضاء، فتلك الملاعب هي عبارة عن مدن رياضية شاملة، ويحتوي الملعب والواحد منها على عدة ملاعب فرعية للتدريبات، وغرف لاعبين مجهزة على أعلى طراز ومرافق نموزجية، وأكثر من حوض للسباحة، وصالات رياضية ضخمة، وصالات مغطاة لممارسة الكرة النسائية والكثير من الميزات الأخرى حيث لا تتسع المساحة لذكرها كلها.
ـ ومن الملاعب إلى الفنادق ومناطق السياحة، فهذا ملف آخر يجعل الزائر يشعر بأنه ليس في دولة عربية ولا أفريقية، كون الفنادق هناك تطل غالبيتها على المحيط الأطلسي ليعكس بذلك منظراً يسر الناظرين، أما في الجوانب الأخرى منها تجد الجبال والغابات فيشكل هذا وذاك لوحة من الجمال الطبيعي، ويتلخص كل ذلك في ان المغرب اصبحت وجهة الغرب للسياحة والإستجمام.
ـ بناءً على هذه العوامل وأكثر اعتقد بأن المملكة المغربية صعبت مهمة استضافة الفعاليات الرياضية الكبيرة على بقية الدول المنافسة، فمنها من يحتاج إلى سنوات ضوئية للوصول الي نصف هذه المسافة وفي تقديري الشخصي أرى ان استضافة المغرب لبطولة أمم افريقيا للمحليين مسألة وقت ليس أكثر.
ـ الشكر من بعد الله مثنى وثلاث ورباع لمن ساهم في هذه الفرصة، وكذلك الشكر للجامعة المغاربية والسفارة المغربية بالسودان ـ والشعب المغربي عموماً، فهم أناس طيبون، ومسالمون ويحسنون إكرام ضيوفهم.
ـ إكتنزت معرفة زملاء من دول أفريقية مختلفة ـ تمنيت ان تلك الزيارة لم تنتهي، وآمل أن يتجدد اللقاء.
ـ أخيراً وليس آخراً ـ المغرب لا يمكن الوصول اليها حالياً.