المفوض السامي لحقوق الإنسان يعرب عن صدمته إزاء دعوات تسليح المدنيين في السودان
جنيف – صقر الجديان
ابدى مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، صدمته حيال تزايد الدعوات المنادية بتسليح المدنيين في السودان، بمن فيهم الأطفال.
وقال المسؤول الأممي، بحسب موقع الأمم المتحدة، إن مكتبه تلقى مؤخرًا تقارير تفيد بتجنيد قوات الدعم السريع مئات الأطفال كمقاتلين في دارفور، كما فعل الجيش السوداني الشيء نفسه في شرق البلاد.
وأضاف تورك أن هذه الممارسات تشكل انتهاكًا صارخًا للبروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في النزاعات المسلحة والذي يعد السودان ملزما به.
وتابع “ما يثير القلق أيضًا التقارير التي تفيد بأن المدنيين يعبئون أنفسهم في إطار حركة المقاومة الشعبية المسلحة الجديدة”، مشيرًا إلى مخاوف حقيقية من أن يؤدي ذلك إلى تشكيل ميليشيا مدنية مسلحة بلا رقابة محددة، مما يزيد من فرص انزلاق السودان إلى دوامة حرب أهلية طويلة الأمد.
من ناحية أخرى، قال المسؤول الأممي إن الوضع في السودان أصبح كابوسًا، مشيرًا إلى أن ما يقرب من نصف السكان – 25 مليون شخص – في حاجة ماسة إلى المساعدات الغذائية والطبية، وخرجت حوالي 80% من المستشفيات عن الخدمة.
ولفت إلى أن المنع المتعمد، على ما يبدو، للوكالات الإنسانية من الوصول الآمن وبلا عوائق داخل السودان يشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي، مشيرًا إلى أنه قد يرقى إلى مستوى جريمة حرب، مجددًا الدعوة للأطراف المتحاربة إلى الوفاء بالتزاماتها القانونية بفتح الممرات الإنسانية دون تأخير قبل فقدان مزيد من الأرواح.
وكان قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، قال قبل عدة أسابيع إنه لن يسمح بمرور الإغاثة إلى مناطق سيطرة قوات الدعم السريع إلا بعد انتهاء الحرب.
في السياق، قال تورك إن قوات الدعم السريع لم تفٍ حتى الآن بوعدها بشأن التعاون مع البعثة الدولية لتقصي الحقائق بشأن السودان التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان في أكتوبر من العام الماضي، فيما تواصل السلطات السودانية معارضة أي تعاون.
وحث جميع أطراف النزاع على اتخاذ خطوات فورية للتعاون مع بعثة تقصي الحقائق، وحث الدول الأعضاء، وخاصة المجاورة للسودان، على دعم العمل الحيوي للبعثة.