سفر وسياحة

“الملقحون”.. أمل جديد للسياحة العالمية في زمن كورونا

 

يبدو أن اللقاح ضد فيروس كورونا سيكون بمثابة جواز السفر بين العديد من دول العالم، ما يثير بارقة أمل لتعافي السياحة العالمية.

بدأت العديد من الدول والتكتلات الدولية بإصدار موافقات وتوصيات باستقبال المسافرين الذين حصلوا على جرعتين من اللقاحات المرخص بها، دون الحاجة إلى الاستيفاء بمتطلبات الحجر الصحي.

أوروبا تفتح الطريق أمام الملقحين
وهو ما كشفت عنه المفوضية الأوروبية، هذا الأسبوع عندما اقترحت السماح باستقبال المسافرين من دول ذات وضع وبائي جيد واستقبال مسافرين حصلوا على جرعتين من اللقاحات المرخصة أوروبيا.

وتأتي هذه التوصية بعد أيام من إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن أوروبا تستعد لاستقبال السياح الأمريكيين الذين تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا فى الصيف وأصبح بإمكانهم السفر إلى أوروبا للسياحة.

وأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أنه سُيسمح للأمريكيين الذين استخدموا اللقاحات التى تمت الموافقة عليها من قبل وكالة الأدوية الأوروبية EMA.

وستقوم الدول الـ27 الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى باستقبال كل من تم تطعيمهم بلقاحات معتمدة من وكالة مكافحة الأمراض دون قيد أو شرط.

ويقترح الاتحاد الأوروبي منح شهادة خضراء رقمية لجميع مواطني الاتحاد الأوروبي وعائلاتهم المُلقحين، عندما يغادرون الاتحاد الأوروبي أو يعيشون في الخارج.

اليابان جنة المسافرات في الأرض.. إليك التفاصيل ودليل المتعة
وفعليا، كشفت الدنمارك عن نيتها لإطلاق جواز سفر رقمي خاص بفيروس كورونا، كدليل على تلقي اللقاح.

فيما ذكرت صحيفة “ميرور” البريطانية أن المملكة المتحدة بدأت العمل على إصدار جواز سفر للملقحين ضد كورونا، للسماح لهم بالسفر خلال العطلات.

وقالت الصحيفة إن وزارات الخارجية والنقل والصحة والرعاية الاجتماعية، تعمل على بحث خيارات السفر إلى الخارج التي قد تطلب مثل هذه الوثيقة كشرط للدخول.

كما أصدرت الصين في مارس/أذار الماضي جوازات سفر كورونا لمواطنيها الذين تلقوا اللقاح المضاد لفيروس كورونا والراغبين في السفر للخارج.

سياحة الإجهاض.. صيحة جديدة “مخيفة” في أوروبا
واتساقا مع توجه فتح باب السياحة للذين حصول على التطعيم، أعلن الناقل الوطني الجوي الفنلندي (فين أير)، اليوم الإثنين، عن استعداده بالفعل لموجة من المهاجرين من حاملي شهادات تثبت تلقي لقاح ضد كوفيد-19، بدون طلب نتيجة سلبية لاختبار كورونا (PCR).

وقد سمحت عدة دول بدخول السياح الذين حصلوا على تطعيم دون الحاجة للمكوث بالحجر الصحي، مثل قبرص وإستوانيا وجورجيا وإيسلندا وبولندا ورومانيا وسيشل.

السعودية ترفع القيود
وعلى صعيد المنطقة، تبدأ المملكة العربية السعودية بالسماح لمواطنيها الذين تلقوا لقاح كورونا بالسفر خارج البلاد اعتبارا من 17 أيار/ مايو الجاري، بعد أكثر من عام على وضع قيود للسفر بسبب تفشي الجائحة.

وقالت وزارة الداخلية السعودية إنه اعتبارا من ذلك التاريخ ستفتح المملكة كافة حدودها البرية والجوية والبحرية.

موقف منظمة السياح العالمية
جددت منظمة السياحة العالمية، رفضها الاعتراف بفاعلية توفير جوازات سفر خاصة بالحاصلين على اللقاح المضاد لفيروس كورونا، حيث أكدت أنه حتى الآن لا توجد معلومات موثقة بشأن قدرة تلك اللقاحات على منع الإصابة بالفيروس فعليا.

وبحسب بيان صادر عن المنظمة في 22 أبريل/ نيسان الماضي، فإن فكرة منح جوازات سفر خاصة مميزة للحاصلين على اللقاح لن يكون عادلا بالنسبة لمواطني الدول الأكثر فقرا، والتي تتسم فيها وتيرة إتاحة اللقاحات بالبطء.

وأضافت “هذا يتسبب في التمييز ضد الأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على اللقاح، موضحة أن الفكرة ترسخ مبدأ عدم المساواة”.

وشددت منظمة السياحة العالمية على ضرورة إجراء دراسات إضافية لمعرفة إن كانت تسمح بتجنب الإصابة بالفيروس ونقل عدواه إلى الآخرين.

فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تعمل على إنشاء إطار دولي، موثوق به لسفر آمن، ولكن لا ينبغي أن يكون التطعيم شرطا.

أداء كارثي للسياحة في 2020
كان عام 2020 هو الأكثر سوءا على الإطلاق، على خلفية انخفاض عدد السائحين الدوليين بنسبة 74%.

ووفق بيانات منظمة السياحة العالمية، استقبلت الوجهات فى جميع أنحاء العالم عددا أقل من السائحين الدوليين بمقدار تعدى المليار شخص أقل مقارنة بعام 2019، بسبب الانخفاض غير المسبوق فى الطلب والقيود المفروضة على السفر على نطاق واسع.

هذا الانهيار فى السفر الدولى يمثل خسارة تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار فى الإيرادات السياحية، أى أكثر من 11 ضعف الخسائر المسجلة خلال الأزمة الاقتصادية العالمية فى عام 2009.

كما عرضت جائحة كورونا 100 و 120 مليون وظيفة سياحية مباشرة للخطر، إضافة إلى المشاكل المالية للعديد من الشركات خاصة الصغيرة والمتوسطة الحجم.

وقالت منظمة السياحة العالمية إن جميع مناطق العالم بلا استثناء تأثرت بوباء كورونا، وسجلت نسب متقاربة من التراجع مقارنة بالعام السابق 2019.

بالنظر إلى منطقة آسيا والمحيط الهادىء سجلت تراجعا قدره 84%، وتعتبر أكثر المناطق تضررا بالوباء، لاسيما في ضوء تطبيق أعلى مستوى من قيود السفر.

كما سجلت منطقة الشرق الأوسط نسبة انخفاض قدرها 76%، بينما شخدت منطقة أوروبا نسبة انخفاض قدرها 71% على الرغم من انتعاش صغير وقصير الأجل فى صيف عام 2020 .

أما منطقة أفريقيا سجلت انخفاضا بنحو 70%، في حين شهدت الأمريكتان تراجعا نسبته 69 % بعد تسجيلها لنتائج أفضل فى الربع الأخير من العام.

توقعات التعافي في 2022
كشف استطلاع أجرته لجنة الخبراء التابعة لمنظمة السياحة العالمية، أن توقعات الانتعاش السياحى لا تزال حذرة لعام 2021، فنحو 45% من المشاركين تصوروا آفاقا أفضل لعام 2021 مقارنة بالعام الماضى.

بينما توقع 25% أداء مماثلا، ورجح 30 % تدهورا فى النتائج فى العام الحالى عن عام 2020 .

وأضافت منظمة السياحة العالمية، أن التوقعات الإجمالية للتعافى فى عام 2021 من قبل فريق الخبراء، ذهبت إلى التعافي بنسبة 50% في 2021، منهم نسبة 4% فقط يتوقعون بداية التعافى من الربع الثانى من العام، و27 % منهم يرشحون التعافى بدءا من الربع الثالث، بينما يرجح 18% منهم حدوث التعافي بداية التعافى من الربع الآخير من عام 2021 .

وأشارت إلى أن نسبة 50% من المشاركين باستطلاع الرأي يتوقعون حدوث انتعاش حقيقى في عام 2022.

وبشكل عام تشير سيناريوهات منظمة السياحة العالمية الممتدة للفترة من 2021 إلى 2024 إلى أن التعافي قد يستغرق عامين ونصف إلى أربع سنوات حتى تعود السياحة الدولية إلى مستويات عام 2019 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى