ثقافة وفن

النوبيون يحتفلون باليوم العالمي للنوبة.. فمن أشهرهم؟

الخرطوم – صقر الجديان

طرحت فكرة الاحتفال باليوم العالمي للنوبة من قبل عدد من الكيانات النوبية حول العالم سنة 2004، وفي هذا اليوم تنظم اللقاءات والمهرجانات والندوات للتعريف بحضارة النوبة.

وكان الكاتب والباحث في الشأن النوبي، محمد سليمان أحمد، قد دعا إلى توحيد تاريخ الاحتفال باليوم النوبي حول العالم، وجاء الاختيار استنادا إلى ارتباط الرقم 7 بالكثير من الطقوس والعادات النوبية، مثل زيارات المقابر (تستمر 7 أيام بعد الوفاة)، ومرور الأم على البخور بعد الولادة (7 أشواط)، ووضع الطفل الرضيع في مياه النيل بعد مرور 7 أيام على مولده.

وتقام فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للنوبة في عدد من العواصم والبلدان نذكر منها: الولايات المتحدة الأمريكية، الخرطوم، الرياض، الكويت من قبل الجاليات النوبية المتواجدة هناك.

واسم النوبة مشتق من كلمة “نوب” أي الذهب، وسميت المنطقة بهذا الاسم لوجود أكبر مناجم الذهب على أرضها بمنطقة العلاقي. وتمتد بلاد النوبة تاريخيا من جنوب مصر إلى جنوب نهر النيل، وانقسمت إلى 3 ممالك، هي كوش ومروي ونباتا، وشملت دول حوض النيل: إثيوبيا وتنزانيا والسودان والكونغو.

والنوبيون من أقدم الشعوب المتحضرة في العالم، حيث تمركزوا حول نهر النيل لآلاف السنين، فيما يعرف الآن بجنوب مصر وشمال السودان. وكانت النوبة القديمة تنقسم إلى 3 مناطق جغرافية، هي المنطقة الشمالية التي يسكنها النوبيون “الكنوز” ويتحدثون الماتوكية، والمنطقة الوسطى ويسكنها النوبيون العرب، ويتحدثون العربية إلى جانب النوبية، والمنطقة الجنوبية ويسكنها النوبيون الفاديجا.

بدأ تهجير النوبيين عام 1902، على فترات متقطعة، عندما بدأ المصريون العمل في “خزان أسوان” لحل مشكلة فيضان النيل، إلا أن التهجير الأساسي وقع عام 1963، عندما بدأت الحكومة المصرية في العمل على بناء السد العالي، حيث تم تهجير 44 قرية نوبية من مساحة 350 كيلومترا مربعا.

من بين النوبيين الذين اشتهروا في عالم الثقافة والفن:

محيي الدين شريف، وهو شاعر وأديب نوبي من مواليد قرية أبو سمبل عام 1922، له الكثير من الإسهامات الأدبية والكتابات النوبية في صحف ومجلات سودانية تصدر في مصر، وله بعض القصص التي تم تجسيدها كسهرات تمثيلية في الإذاعة المصرية مثل “دهب ودهيبة”، ومن كلماته غنى حمزة علاء الدين وأحمد منيب.

محمد منير، وهو مطرب نوبي الأصل، ولد منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، وبدأت رحلته الفنية في السبعينيات بألبوم “علموني عينيكي”، حتى وصل إلى لقب “الكينغ” كما أطلق عليه محبوه. كذلك ظهر منير في أفلام المخرج المصري العالمي، يوسف شاهين، وشارك في ثلاث مسرحيات. كذلك غنّى منير في مسلسل الرسوم المتحركة الشهير “بكار”، والذي تدور أحداثه في النوبة.

أحمد منيب، وهو مطرب وملحن نوبي من مواليد عام 1926، وكانت بداياته الغنائية عام 1954، من خلال تقديم أغان من التراث النوبي، حيث عمل مع شعراء نوبيين مثل عبد الفتاح والي ومحيي الدين شريف والشاعر القناوي وعبد الرحيم منصور.

لحّن لمحمد منير أكثر من 49 أغنية، وكذلك لحّن لحميد الشاعري وعلاء عبد الخالق ومنى عبد الخالق وإيهاب توفيق.

حمزة علاء الدين، مطرب نوبي ولد في النوبة عام 1929، كانت بدايته كمهندس كهرباء في هيئة سكك حديد مصر، ثم توجه إلى الموسيقى والغناء، فدرس بمعهد فؤاد الأول للموسيقى (معهد الموسيقى العربية حاليا) متخصصا في آلة العود. أتم دراسته الموسيقية في روما والولايات المتحدة الأمريكية.

استقر في الولايات المتحدة، ووقع عقدا مع إحدى الشركات هناك، وتعاون مع بعض المطربين العالميين مثل بوب ديلان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى