الهادي إدريس يكشف عن بدء تحركات لنزع الشرعية عن «حكومة بورتسودان»
أديس أبابا- صقر الجديان
كشف رئيس الجبهة الثورية القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” الهادي إدريس، عن البدء في خطوات باتجاه نزع الشرعية عن الحكومة القائمة في بورتسودان والتي قال إنها تأتمر بأمر الحركة الإسلامية.
واتخذ الجيش من بورتسودان شرقي السودان مركزًا لإدارة شؤون البلاد، بعد التدمير الواسع الذي لحق بالعاصمة الخرطوم جراء القتال المندلع منذ منتصف أبريل من العام الماضي بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وقال الهادي إدريس، في مقابلة نشرتها “سودان تربيون”: “بدأنا إجراءات نزع الشرعية عن حكومة بورتسودان بمخاطبة دبلوماسيين عن مخاطرها”.
وأشار إلى أن الكثير من الدبلوماسيين، خاصة الغريبين، اعتبروا نزع الشرعية خطوة جيدة، كاشفًا عزمهم تسجيل طواف على دول العالم لتوضيح أن تواجد حكومة بورتسودان تشكل خطراً على السلم المحلي والإقليمي والدولي.
وأضاف: “تنسيقية تقدم لديها شرعية الثورة السلمية ومؤهلة للحديث باسم الشعب السوداني ونزع الشرعية عن الحركة الإسلامية في بورتسودان لمنع تقسيم السودان”.
وأفاد بأن “تقدم” تخطط لمواصلة دعوة المجتمع الدولي لممارسة ضغوط على الجيش وقوات الدعم السريع للعودة لمنبر جدة، إضافة لعقد مائدة مستديرة مع أطراف السودان الأخرى لتبحث أمر تشكيل حكومة داخل وخارج السودان.
وراجت أنباء مؤخراً عن عزم تقدم إعلان حكومة منفى خلال المؤتمر التأسيسي الذي عقدته في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا هذا الأسبوع، لكن الامر لم يجد تأييدا غالبا وسط المشاركين.
وقال إدريس، الذي يترأس حركة تحرير السودان ــ المجلس الانتقالي، إننا “لا نتحدث عن حكومة منفي، لكن الحكومة القائمة في بورتسودان غير شرعية، حيث انهار الدستور والشرعية والحكومة بعد اندلاع الحرب”.
وتابع: “الحكومة في بورتسودان تسيطر عليها الحركة الإسلامية ويظهر هذا بوضوح في إصرارهم على استمرار الحرب وعدم الذهاب إلى منبر جدة دون توضيح الخيارات البديلة للشعب السوداني”.
والأربعاء، قال نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار إن الحكومة لن ولم تذهب إلى منبر جدة، وأن من يطلب ذهابهم عليه قتلهم وأخذ رفاتهم الى هناك.
وجاءت هذه التصريحات بعد يوم واحد من تلقي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان اتصالا من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعاه إلى العودة للتفاوض.
وفي وقت سابق، رهن الجيش استئناف التفاوض في منبر جدة الذي تتوسط فيه السعودية وأميركا، بخروج قوات الدعم السريع من منازل المدنيين.
واستنكر الهادي إدريس تصريح مالك عقار الذي قال إنه وحاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي ووزير المالية جبريل إبراهيم، هربوا من الخرطوم بتنسيق مع قوات الدعم السريع التي آمنت خروجهم منها إلى بورتسودان.
وتابع: “لو كنت تريد للحرب ان تستمر، كان يجب إن تمكث في الخرطوم”.
واعتبر الهادي إدريس تصريحات عقار ومناوي وجبريل هو خطاب الحركة الإسلامية، وقال “هذا يظهر أنهم موظفين ولهذا يجب إن يتحدثوا بلسان الحركة الإسلامية حتى لا تقيلهم من مناصبهم”.
وأُقيل الهادي إدريس من منصب عضو مجلس السيادة لموقفه الرافض لاستمرار الحرب ودعوته المتكررة لإنهائها عبر التفاوض.
وبشأن المؤتمر الذي تعتزم مصر تنظيمه للقوى السياسية بنهاية يونيو المقبل، قال إدريس إن تنسيقية تقدم لم تتلقي دعوة رسمية حتى الآن من الحكومة المصرية.
وضع الفاشر
ووصف الهادي إدريس الوضع الإنساني في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بالسيء، والخطير.
وتشهد الفاشر معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع وحلفاءهما منذ 10 مايو الجاري، راح ضحيتها أكثر من ألف شخص بين قتيل وجريح ونزوح أكثر من نصف مليون فرد.
وكانت المدينة مركزًا إنسانيًا لجميع أنحاء دارفور قبل اندلاع الحرب، حيث تأوي 800 ألف نازح وصلوا إليها من مناطق الإقليم المتفرقة علاوة على مليوني شخص يقطنوها.
وتحسر الهادي إدريس على إجهاض خيارات تجنيب الفاشر للمعارك، والتي من بينها وقف إطلاق النار وإبعاد الجيش والدعم السريع عن المدينة التي تتولي إدارتها الحركات المسلحة.
وانتقد مواقف الداعين لعدم مغادرة المدنيين للفاشر، مقابل دعوتهم لفتح ممرات آمنة لخروج المواطنين والنازحين من المدينة.
وقال: “أغلب الداعين لعدم مغادرة المدنيين للفاشر، تتواجد أسرهم في بورتسودان ومصر ودول أوروبا ولا يهمهم أمر المدنيين”.
وظل المجتمع الدولي، بما في ذلك وكالات الأمم المتحدة، تحذر أطراف النزاع من أن خوض معارك في الفاشر يتسبب في معاناة أعداد هائلة من المدنيين الذين ليس أمامهم مكان يلجؤون إليه.