الهلالية تحت الحصار: مئات الأرواح في خطر
الهلالية – صقر الجديان
تتصاعد مآسي أهالي مدينة الهلالية المحاصرين حيث فُقد أكثر من 150 شخصاً، معظمهم من الشيوخ والأطفال، في أحداث وصفتها منظمات محلية بجرائم إبادة جماعية.
دفنت بعض العائلات موتاها بملابسهم لعدم توفر الأكفان، وسط اتهامات لما أسمته منصة نداء الوسط بـ”العصابات الإرهابية” – في إشارة إلى قوات الدعم السريع التي تواصل احتجاز المواطنين وتحرمهم من الاحتياجات الأساسية.
وبحسب مصادر محلية، فقد أقدمت قوات الدعم السريع على إجلاء الأهالي من منازلهم بعد نهب المواد الغذائية والمياه، قبل توزيع طعام مسمم على السكان ومنع الكوادر الطبية من تقديم العلاج، ما أدى إلى تزايد حالات الوفاة بين المحتجزين في ظل ظروف معيشية قاسية وممنهجة.
ورغم المناشدات العاجلة من الأهالي والمنظمات الحقوقية بضرورة التدخل الدولي، لا تزال استجابة المجتمع الدولي محدودة، بينما يواجه المحاصرون ظروفاً تزداد قسوة مع كل يوم يمر.
ودعا “نداء الوسط” جميع الجهات المعنية إلى التحرك العاجل لإنقاذ آلاف المدنيين المحاصرين في الهلالية.
يُذكر أن السودان يمر بظروف أمنية متدهورة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، حيث أسفر هذا الصراع عن دمار واسع وأزمات إنسانية حادة في مناطق متعددة.
وتتعرض قرى الجزيرة لحملة انتقامية شديدة من قوات الدعم السريع بعد إعلان القائد أبو عاقلة كليكل انضمامه إلى صفوف الجيش.
وتسببت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أزمة إنسانية متفاقمة، حيث دفعت الانتهاكات المستمرة من قبل قوات الدعم السريع، من قصف وتدمير للبنى التحتية ونهب للممتلكات، آلاف المدنيين إلى النزوح القسري من مناطقهم.
وأجبرت تلك الانتهاكات العائلات على ترك منازلها بحثاً عن الأمان، وسط غياب الخدمات الأساسية والرعاية الصحية، مما زاد من حدة الأزمة الإنسانية في البلاد.