اليوم الوطني الإماراتي.. قصة الاتحاد تلهم العالم
أبوظبي – صقر الجديان
يحتفل الإماراتيون في الثاني من ديسمبر/كانون الأول كل عام باليوم الوطني، الذي يؤرخ، الجمعة القادم، لمرور 51 عاما على اتحاد الإمارات.
ويحيي الإماراتيون هذا اليوم بفخر بما قام به الآباء المؤسسون لكيان الدولة وعلى رأسهم قائد الوحدة وباني نهضة الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
ولا يعد تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر عام 1971 مجرد ذكرى تاريخية هامة فحسب، بل إنها قصة ملهمة للعالم كله بما تحويه من دورس وعبر، عن قيمة وأهمية الاتحاد، عن الإيمان بالأهداف، عن العطاء، عن الإصرار والتحدي، عن الإخلاص والنجاح.
قصة 7 حكام جمعهم حلم الوحدة، والسعي لتطوير إماراتهم والنهوض بها وتعزيز استقلالها وتحقيق رفاهية شعوبهم، فاتفقوا على تأسيس كيان قوي، يجمعهم في دولة واحدة، تحت علم واحد.
ومهدت نوايا القائد المخلصة لتحقيق الحلم حتى أصبح واقعا، وكللت مساعيهم بالنجاح بإعلان الاتحاد بينهم في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، معلنين للعالم قيام وتأسيس أول دولة اتحادية في العالم العربي.
وشكل الاتحاد انطلاقة النهضة الحقيقية لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة لجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات، ويكمل تلك المسيرة حاليا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، و الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، و الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات.
وباحتفال الإمارات بيومها الوطني الـ 49، فإنها تحتفي بنجاح أطول تجربة اتحادية في العالم العربي عمرها نحو نصف قرن من الزمان.
تحتفل بدولة ذات تاريخ عريق وحاضر مزدهر ومستقبل واعد
الخطوة الأولى.. اتفاقية الاتحاد
بدأت فكرة الاتحاد، عقب تولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان- رحمه الله-، سدّة الحكم في السادس من آب/ أغسطس عام 1966م حاكماً لإمارة أبو ظبي، حيث أكد فور توليه الحكم على أهمية الاتحاد.
وتبلورت فكرة الاتحاد بشكل أكبر، بعد إعلان البريطانيين عام 1968 عن نيتهم بالانسحاب من منطقة الإمارات المتصالحة، وفق التسمية المتعارف عليها آنذاك.
وفي 18 من فبراير/ شباط 1968، اجتمع الشيخ زايد والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي “رحمهما الله” في منطقة “السديرة”، واتفقا في ذلك اللقاء التاريخي على دمج إمارتَيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية والدفاع، والأمن والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة.
وأعلنا عن إبقاء الباب مفتوحاً لجميع الإمارات الأخرى للانضمام إلى الاتحاد، وعُرفت تلك الاتفاقية المهمة بـ”اتفاقية الاتحاد”، وكانت بمثابة الخطوة الأولى نحو تشكيل الاتحاد.
تشكيل الاتحاد
زيادةً في تعزيز الاتحاد؛ ولاهتمام الشيخ زايد والشيخ راشد بتقويته، قاما بدعوة حكّام الإمارات الخمس المتصالحة الأخرى، للمشاركة في مفاوضات تكوين الاتحاد.
وفي الفترة من 25 إلى 27 فبراير 1968م، عقد حكّام الإمارات مؤتمراً دستورياً في دبي.
ووقع المجتمعون اتفاقية مكوّنة من 11 نقطةً، والتي أصبحت قاعدةً للجهود المكثّفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي لـ”اتحاد الإمارات العربية”.
وفي 6 يوليو/ تموز 1968 ، ترأس المغفور له الشيخ زايد الجلسة الافتتاحية للمجلس الأعلى لاتحاد إمارات الخليج العربي التي عقدت في أبوظبي لمناقشة قيام الاتحاد.
تمّ في تلك الفترة عقد اجتماعات عدّة على مستويات مختلفة من السلطة، للمضي قدما في تأسيس الاتحاد، تخللها عدة عراقيل وتحديات، وبإصرار المؤسس وقوة إرادته وبجهود وإخلاص إخوانه من حكام الإمارات كان يتم تجاوز تلك التحديات والعراقيل .
وفي 18 يوليو/ تموز 1971م، قرّر حكّام 6 إمارات، هي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة
بشرى للعالم
أقر دستور الإمارات الاتحادي مساء الأول من ديسمبر/كانون الأول 1971 وفي اليوم التالي أشرقت شمس الدولة الاتحادية بالإعلان الرسمي .
في الثاني من ديسمبر عام 1971م، أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بعد اجتماع تاريخي جمع حكام الإمارات في قصر الضيافة بدبي.
ورفع في هذا اليوم التاريخي علم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى على سارية قصر الاتحاد بمنطقة الجميرا في دبي، ليعلن للعالم أجمع رسميا قيام الدولة الاتحادية التي جاءت ثمرة مبادرات امتدت على مدى أربع سنوات مضت قادها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.
وصدر عن هذا الاجتماع البيان التاريخي الذي جاء فيه: “يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءا من الوطن العربي الكبير.”
وانتخب حاكم أبو ظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من قبل الحكام ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم انتخاب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس.
وفي 10 فبراير/ شباط 1972 انضمت رأس الخيمة للاتحاد، وبذلك اكتمل كيان الاتحاد، والذي أصبح يعرف رسميا بدولة الإمارات العربية المتحدة.
ترحيب دولي
عقب الإعلان عن تأسيسها، انضمت دولة الإمارات في اليوم نفسه إلى عضوية الجامعة العربية في 2 ديسمبر1971، وأصبحت بذلك العضو الثامن عشر بالجامعة.
وبعدها بأسبوع، وتحديدا في 9 ديسمبر 1971، وافق مجلس الأمن الدولي على انضمامها إلى عضوية الأمم المتحدة.
ثم حصلت على عضوية منظمة التعاون الإسلامي عام 1972، وساهمت بإنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية عام 1981، والذي يضم كلا من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت، ومملكة البحرين، وسلطنة عمان وقطر.
ويحتفل الإماراتيون باليوم الوطني وهم يستذكرون هذا التاريخ العريق، وقلوبهم تفيض بمشاعر الولاء والوفاء والامتنان والتقدير، للآباء المؤسسين الذين أرسوا قواعد قوية لدولة أبهرت العالم، بتاريخها الخالد وحاضرها المشرق ومستقبلها الواعد في ظل إنجازات غير مسبوقة تشهدها بلادهم في مختلف المجالات.