أخبار السياسة المحلية

اليونيسف: أطفال في السودان أصبحوا “جلدا على عظم”

ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة في السودان شيلدون يت: سوء التغذية منتشر على نطاق واسع وكثير من الأطفال نحفوا حتى أصبحت عظامهم بارزة

جنيف – صقر الجديان

قال ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” في السودان شيلدون يت، الثلاثاء، إن أطفالا في السودان أصبحوا “جلدا على عظم” نتيجة انتشار واسع لسوء التغذية جراء استمرار الحرب منذ أبريل/ نيسان 2023.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده ممثل اليونيسف في السودان بمقر الأمم المتحدة في جنيف، وفق ما ذكر الموقع الإلكتروني للمنظمة.

وقال يت: “خلال الأسبوع الماضي، سافرت من بورتسودان إلى ولايتي الجزيرة والخرطوم، وشهدت الأثر الذي خلّفته هذه الأزمة على الأطفال والأسر، وهي أكبر أزمة إنسانية في العالم”.

وأضاف: “خلال الزيارة، رأيت منازل ومباني مدمرة. رأيت مستودعنا في الخرطوم منهوبا ومدمرا. رأيت إمداداتنا الإنسانية في ذلك المستودع وقد أُتلِفت بالكامل. رأيت مجتمعات نزحت قسرا، وأطفالا أُجبروا على الفرار وهم يعيشون في أحياء مكتظة”.

وتابع: “زرت منطقة جبل أولياء، وهي واحدة من محليتين في ولاية الخرطوم تُصنَّفان بأنهما في خطر المجاعة الشديد”.

وأوضح أن محليتا جبل أولياء والخرطوم تشكلان 37 بالمئة من عبء سوء التغذية في الولاية، كما أنهما “الأكثر تضرراً من العنف المستمر والقيود المفروضة على الوصول”.

وقال ممثل اليونيسف: “رأيتُ بأم عيني كيف أن الأطفال لديهم فرص محدودة – لكن متزايدة – للحصول على مياه آمنة وغذاء ورعاية صحية وتعليم”.

وأكد أن “سوء التغذية منتشر على نطاق واسع، وكثير من الأطفال نحفوا حتى أصبحت عظامهم بارزة”.

وزاد: “الكوليرا تفشت بسرعة، والمراكز الصحية القليلة التي ما زالت تعمل، وكذلك مراكز علاج سوء التغذية، مكتظة ومزدحمة بالناس”.

وشدد على أن “الأطفال يموتون بسبب الجوع والمرض والعنف المباشر ويُحرَمون من الخدمات الأساسية التي يمكن أن تنقذ حياتهم”.

وبوقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الصحة السودانية تسجيل ألفين و345 إصابة جديدة بالكوليرا بينها 21 حالة وفاة، ليرتفع عدد الإصابات إلى 96 ألفا و681 منذ أغسطس/آب 2024.

وقال ممثل اليونيسف: “إنها كارثة وشيكة، فنحن على حافة ضرر لا يمكن إصلاحه لجيل كامل من الأطفال”.

وأوضح ان التخفيضات الأخيرة في التمويل أجبرت العديد من شركاء اليونيسف في الخرطوم وأنحاء أخرى من السودان إلى تقليص أنشطتهم.

وتابع: “خلال هذه المهمة، وبعد عام في السودان، رأيتُ أسوأ ما يمكن أن تفعله الحرب، وأفضل ما يمكن أن يُقدّمه البشر في المقابل. أطفال السودان يتمتعون بالصلابة. لقد تحملوا أهوال الحرب لأكثر من عامين. لكنهم لا يستطيعون النجاة وحدهم”.

ودعا مسؤول المنظمة الأممية إلى بذل جهود دبلوماسية مستمرة من أجل تحقيق السلام في السودان، مؤكدا أنه “يجب علينا جميعاً أن نفعل كل ما بوسعنا لدعم الأطفال، فلا يمكننا أن نتركهم يدفعون الثمن الأكبر”.

والأحد، حذرت اليونيسف من تعرض أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة لخطر متزايد من العنف والجوع والمرض، وسط تفشي مرض الكوليرا في ولاية شمال دارفور غربي السودان.

وتتزامن الكوارث الصحية بالبلاد هذه الأيام مع المعاناة جراء استمرار حرب متواصلة منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 بين الجيش و”قوات الدعم السريع” خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى