اليونيسف تجلب 10 ملايين جرعة من لقاحات شلل الأطفال إلى السودان
الخرطوم – صقر الجديان
وصلت حوالي 10 ملايين جرعة من لقاحات شلل الأطفال إلى الخرطوم الجمعة. وسوف تُستخدم هذه اللقاحات ضمن المرحلة الأولى من الحملة الوطنية لمكافحة شلل الأطفال، والتي خُطط لتنفيذها في شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وذلك لتلقيح 8.6 مليون طفل من أطفال البلاد ممن هم دون سن الخمس سنوات.
كان قد تمّ في 8 آب/أغسطس تأكيد وجود فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات من النمط 2 (cVDPV2) في السودان. وهي سلالة من فيروسات شلل الأطفال الناتجة عن ضعف المناعة ونقص التلقيح لدى المجتمعات المحلية، وليس لمشكلة باللقاح في حدّ ذاته.
تقوم حملة التلقيح الأولى من نوعها هذه على الصعيد الوطني، والتي تقودها وزارة الصحة الاتحادية بدعم من منظمة الصحة العالمية واليونيسف، استجابة للفيروس المُكتشف. الهدف من هذه الحملة هو تعزيز المناعة وحماية الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالفيروس. الجدير بالذكر أن منظمة الصحة العالمية واليونيسف تنصحان العاملين في مجال الصحة وأولياء الأمور التقيد بتدابير الصحة والسلامة الصارمة لمواجهة “كوفيد-19” خلال الحملة.
قال السيد عبد الله فاضل، ممثل اليونيسف في السودان: “تقوم اليونيسف وشركاؤها بتقديم الدعم للسلطات المحلية للسيطرة على انتشار شلل الأطفال، وكجزء من هذه الجهود، قمنا بشراء 10 ملايين جرعة من لقاح شلل الأطفال لدعم حملة التلقيح”. وأضاف: “سوف تترافق حملة التلقيح بحملة من التعبئة الاجتماعية لتشجيع المجتمعات المحلية على تلقيح أطفالهم.”
كانت اليونيسف في العام الماضي قد زودت السودان بـ 7.1 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي لأنشطة التطعيم الروتينية، و13.5 مليون جرعة من لقاح شلل الأطفال الفموي لحملة هدفت إلى الوصول إلى 7.6 مليون طفل من خلال أنشطة التطعيم المتعددة. أما هذه السنة، فقد فوّت آلاف الأطفال فرصة الحصول على اللقاحات نتيجة لتأثير جائحة “كوفيد-19” على كلّ من النظام الصحي والمجتمعات المحليّة، مما يفاقم فجوة التلقيح القائمة حاليًّا.
وقال عبد الله فاضل: “إن أفضل طريقة لحماية الأطفال من خطر الإصابة بشلل الأطفال هي زيادة تغطية التلقيح ضد هذا المرض، وحثّ الأهل على إحضار أطفالهم للحصول على التلقيح لإنقاذهم من شلل الأطفال هذا والذي يسبب الإعاقة”. وأشار فاضل إلى أن “بذل الوالدين للقليل من الجهد الآن، يمنح أطفالهم أفضل خدمة رعاية صحية يحتاجونها في السنوات الأولى من حياتهم، وهو كما يقول المثل: درهم وقاية خير من قنطار علاج.”
وقال الدكتور نعمة سعيد عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية: “إن تلقيح كل طفل هي الطريقة الوحيدة لوقف انتشار هذا الوباء”. وأضاف: “لقد أدى الوباء إلى انخفاض معدلات التلقيح الروتيني، مما يعرض الأطفال للمزيد من الخطر. إننا ملتزمون بالعمل مع الآباء وأولياء الأمور لتقديم اللقاحات ورفع مستويات المناعة بشكل عاجل.”
“لقد تفشي هذا الوباء في عدد من البلدان، إذ أنه قد نشط في 4 من 7 دول مجاورة للسودان. وقد بدأنا التنسيق مع دول انتشار المرض الواقعة على الحدود مع السودان، بالإضافة إلى الجهود المبذولة داخل البلاد، وذلك للحصول على استجابة كاملة وشاملة.”
ملاحظة للمحررين:
توجد سلالات متعددة من شلل الأطفال، وهناك فرق كبير بين فيروس شلل الأطفال البري الذي نجده اليوم في أفغانستان وباكستان فقط، والسلالة المكتشفة في السودان.
إن استجابة الوباء التي قامت وزارة الصحة الاتحادية بتنسيقها بالتعاون مع الشركاء، تتضمن حملات خاصة أطلقت على وسائل الإعلام، بالإضافة إلى التعبئة المجتمعية.
يدعم حملة شلل الأطفال كل من المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال (GPEI)، وهي منظمة مكرسة لاستئصال شلل الأطفال. وتتولى كل من الحكومات الوطنية، ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ، ومنظمة الروتاري الدولية، والمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) واليونيسف، قيادة المبادرة العالمية، ويدعمها شركاء رئيسيون بما في ذلك مؤسسة بيل وميليندا غيتس والتحالف الدولي للقاحات و التحالف العالمي للقاحات والتحصين.