أخبار السياسة المحلية

اليونيسف: 130 ألف طفل بأوضاع بائسة في الفاشر غرب السودان

المنظمة الأممية قالت إن المدينة أصبحت بؤرة لمعاناة الأطفال السودانيين الذين يعانون من سوء تغذية وأمراض والعنف، مما يُزهق أرواحاً يومياً..

الفاشر – صقر الجديان

قالت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة “اليونيسف”، الأربعاء، إن 130 ألف طفل عالقون بأوضاع بائسة في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غرب السودان.

وأضافت المنظمة في بيان، أن الفاشر التي تخضع للحصار “أصبحت بؤرة لمعاناة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والأمراض والعنف، مما يزهق أرواحا غضة يوميا”.

وأوضحت أن “ما لا يقل عن 600 ألف شخص نصفهم أطفال من الفاشر والمخيمات المحيطة بها نزحوا في الأشهر الأخيرة”.

وأردفت المنظمة: “أمّا داخل مدينة الفاشر، يظل ما يُقدَّر بـ 260 ألف مدني، بمن فيهم 130 ألف طفل عالقون في أوضاع يائسة، ومقطوعون من المساعدات منذ أكثر من 16 شهراً”.

ونقل البيان عن المديرة التنفيذية لليونيسف كاثرين راسل قولها: “نشهد مأساة مدمِرة، فالأطفال في الفاشر يتضورون جوعا بينما تمنع خدمات التغذية المنقذة للأرواح التي تقدمها اليونيسف”.

وذكرت راسل أن “منع إمكانية الوصول الإنساني هو انتهاك جسيم لحقوق الأطفال، وقد باتت أرواح الأطفال تحت المحك”.

ودأبت اللجان الشعبية والسلطات المحلية في الفاشر على اتهام “قوات الدعم السريع” بالمسؤولية عن القصف المدفعي والهجمات المتكررة على المدينة، التي تفرض عليها حصارا منذ 10 مايو/ أيار 2024، رغم التحذيرات الدولية من خطورة المعارك فيها باعتبارها مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

وذكر بيان المنظمة أن “الخسائر التي يتكبدها الأطفال فادحة، فمنذ بدء الحصار في نيسان/ أبريل 2024، تم التحقق من أكثر من ألف و100 انتهاك جسيم في الفاشر وحدها، بما في ذلك قتل وإصابة أكثر من ألف طفل، وقد أصيب العديد منهم بينما هم في منازلهم، أو في مخيمات النازحين، أو في الأسواق”.

وأضاف: “كما تعرض 23 طفلا وطفلة على الأقل للاغتصاب، أو الاغتصاب الجماعي، أو إساءات جنسية، فيما اختطف آخرون، أو جندوا في الجماعات المسلحة أو استخدموا من قبلها”.

وذكر البيان أنه “لمحدودية الوصول وصعوبة التحقق من الوقائع (في الفاشر)، فلا شك أن عدد الأطفال المتأثرين أعلى بكثير”.

وأفاد بأنه “خلال هذا الأسبوع وردت تقارير حول هجمات تسببت بخسائر كبيرة، حيث تفيد الأنباء عن مقتل 7 أطفال إثر هجوم على مخيم أبو شوك للنازحين الذي يقع على أطراف مدينة الفاشر”.

وأشار البيان إلى أن “الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الفاشر أدّى إلى قطع خطوط الإمداد قطعا تاما، واضطرت المرافق الصحية وفرق التغذية المتنقلة إلى تعليق خدماتها إذ نفدت الإمدادات ولم يُتح إدخال إمدادات جديدة مما أوقف العلاج لما يقدَر بـ 6 ألاف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم”.

ولفت إلى “استمرار الانتشار السريع لسوء التغذية الحاد، وقد عولج أكثر من 10 آلاف طفل في الفاشر من سوء التغذية الحاد الوخيم منذ كانون الثاني/ يناير الماضي.

وأردف البيان: “إلا أن نفاد الإمدادات أجبر العديد من الخدمات على تعليق عملها حاليا، وتشير تقارير صدرت مؤخرا أن 63 شخصا على الأقل معظمهم نساء وأطفال توفوا من جراء سوء التغذية خلال أسبوع واحد”.

وبين أن “الحصار على الفاشر يتزامن مع أسوأ تفش لمرض الكوليرا في السودان منذ عقود، وقد بلغ عدد الإصابات في دارفور لوحدها زهاء 5 آلاف إصابة و 98 وفاة”.

ومنذ منتصف أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى