بابكر فيصل: طرفا النزاع في السودان يوافقان على تنفيذ خارطة طريق الآلية الرباعية
الخرطوم – صقر الجديان
قال القيادي في التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” ورئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي بابكر فيصل، إن طرفي النزاع في السودان أبديا موافقتهما على تنفيذ خارطة الطريق التي طرحتها الآلية الرباعية في سبتمبر الماضي لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وأوضح فيصل، في منشور على صفحته بـ”فيسبوك” السبت، أن الآلية الرباعية — المكوّنة من الولايات المتحدة، مصر، السعودية، والإمارات — يُتوقع أن تحدد خلال اجتماعها المرتقب في واشنطن هذا الشهر مواقيت زمنية وآليات واضحة لتنفيذ الهدنة الإنسانية التي نصّت عليها الخارطة، بعد أن “أعطى الطرفان المتحاربان الضوء الأخضر للمضي قدمًا في تطبيقها”.
وكانت خارطة الطريق التي أعلنتها الآلية في 12 سبتمبر الماضي قد تضمنت هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يعقبها وقف دائم لإطلاق النار تمهيدًا لبدء عملية سياسية تؤدي إلى حكم مدني.
وشدد بابكر فيصل على أن أي تسوية ثنائية تقوم على تقاسم السلطة بين الجيش وقوات تأسيس لن تُنهي الحرب بصورة نهائية، ولن تحقق سلامًا مستدامًا، مشيرًا إلى أن “الاختبار الحقيقي لنجاح الخارطة يتمثل في العملية السياسية الشاملة التي تعالج جذور الأزمة الوطنية”.
كما أكد رفضه مشاركة الحركة الإسلامية في العملية السياسية، “ما دامت تواصل السيطرة على الأجهزة الأمنية والعسكرية وبيروقراطية الدولة”.
وأشار فيصل إلى أن مرور 30 شهرًا على القتال أثبت أن الحسم العسكري غير ممكن، وأن استمرار الحرب يمثل “أكبر خطر على وحدة السودان ومستقبله”، مؤكدًا أن الأولويات في المرحلة المقبلة تتمثل في توحيد الجيش وبناء نظام فيدرالي حقيقي بعد تحقيق وقف إطلاق النار.
وفي سياق متصل، كانت قوى سياسية وجماعات مسلحة متحالفة مع الجيش قد دعت، الجمعة، إلى إجراء حوار شامل داخل السودان دون إقصاء لأي طرف، عقب مشاورات أجرتها مع اللجنة السياسية التي شكّلها رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تمهيدًا لإطلاق عملية سياسية.
ويأتي ذلك بعد يومين من لقاء البرهان بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة في 15 أكتوبر الجاري، حيث بحث الجانبان الجهود المبذولة من الآلية الرباعية لتحقيق تسوية سلمية للأزمة السودانية.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي إن الرئيسين “أعربا عن تطلعهما لأن يسفر اجتماع الآلية الرباعية بواشنطن عن نتائج ملموسة تؤدي إلى وقف الحرب وتحقيق الاستقرار في السودان”، مؤكدًا على أهمية دور الرباعية “كمظلة رئيسية للسعي نحو تسوية شاملة ودائمة للأزمة”.