باحثون يكشفون عن طريقة قد تساعد في منع الأوبئة في المستقبل!
توصلت دراسة إلى أن إنقاذ المستنقعات الاستوائية يمكن أن يساعد في منع الأوبئة في المستقبل عن طريق الحد من احتمالية انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر.
تزعم دراسة أن حماية أراضي الخث الاستوائية، وهي مناطق تشبه المستنقعات في أجزاء غريبة من العالم، يمكن أن تساعد في منع انتقال الأمراض من الحيوانات إلى البشر.
وتعد الأمراض الحيوانية المنشأ، بما في ذلك فيروس كورونا SARS-CoV-2، قادرة على القفز بين الأنواع وتزدهر في أكثر من نوع واحد من الحيوانات.
ووجد باحثو جامعة إكستر أن التنوع البيولوجي العالي في أراضي الخث وفقدان الموائل، يخلق ظروفا مثالية لبعض مسببات الأمراض للقفز إلى البشر.
ولم يظهر SARS-CoV-2 في أراضي الخث الاستوائية، لكن الأوبئة الأخرى البارزة، مثل الإيبولا وفيروس نقص المناعة البشرية، نشأت في مناطق بها الكثير من المستنقعات.
وتعد أراضي الخث الاستوائية موطنا لعدد كبير من أنواع الحيوانات، مثل الخفافيش والقوارض والبانغولين والرئيسيات، والتي يُعرف عنها أنها تعمل كنقطة انطلاق للأمراض المعدية الناشئة (EIDs).
ولكنها تُستغل أيضا للحصول على الأخشاب والمنتجات القيمة الأخرى، مثل اللحاء، حيث يقوم المزارعون بانتظام بقطع الأشجار وحرق الأراضي.
ويمكن أن يساعد إتلاف هذه البيئات في انتشار أمراض حيوانية جديدة.
وقال المعد الرئيسي الدكتور مارك هاريسون من جامعة إكستر: “نحن لا نقول أن أراضي الخث الاستوائية فريدة من نوعها في هذا الصدد. لكنها موطن مهم يمكن أن تظهر فيه الأمراض الحيوانية المصدر، تلك التي تنتقل من الحيوانات إلى البشر.
وأضاف هاريسون: “غابات الخث الاستوائية غنية بالحيوانات والنباتات، بما في ذلك الفقاريات العديدة المعروفة بأنها تمثل خطرا حيوانيا. إن استغلال هذه الموائل وتجزئتها، بالإضافة إلى حرائق الغابات الخثية، التي يقودها في النهاية النشاط البشري، وحصاد الحيوانات البرية، يجلب المزيد والمزيد من الناس على اتصال وثيق بالتنوع البيولوجي في أراضي الخث، ما يزيد من احتمالية انتقال الأمراض الحيوانية المنشأ”.
وتمت مراجعة الأدلة الموجودة من قبل باحثين من البلدان ذات الأراضي الخثية الاستوائية الكبيرة، بما في ذلك إندونيسيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية (DRC) وبيرو.
وقال هاريسون: “تُظهر مراجعتنا أن حماية أراضي الخث الاستوائية لا تتعلق فقط بالحياة البرية وانبعاثات الكربون، إنها مهمة أيضا لصحة الإنسان”.
ويقول الباحثون إن النتائج يمكن أن تفسر سبب تأثر البلدان ذات الأراضي الخثية الاستوائية الكبيرة بـ “كوفيد-19”.
وقال المعد المشارك الدكتور إفو سوسبنس، من جامعة Marien في جمهورية الكونغو الديمقراطية: “العديد من المجتمعات في هذه المناطق نائية، وفقيرة نسبيا، ومنفصلة، ولديها بنية تحتية محدودة، ومرافق طبية دون المستوى أو غير موجودة، وتعتمد بشكل كبير على التجارة الخارجية. ونتيجة لذلك، قد تكون الآثار المباشرة وغير المباشرة لـ “كوفيد-19″ بشكل خاص في هذه المجتمعات”.