أخبار خدمية

بتوجيهات محمد بن زايد.. مستشفيات ميدانية في السودان وغينيا والأردن لمواجهة «كورونا»

أبوظبي – صقر الجديان

أعلن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس هيئة الهلال الأحمر، أنه وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قامت الإمارات بإنشاء مستشفيات ميدانية في كل من إقليم دارفور بالسودان وغينيا والأردن.
وكشف سموه عن أنه يجري العمل حالياً لإقامة مستشفيين آخرين في موريتانيا وسيراليون، وذلك لتعزيز جهود تلك الدول في مكافحة جائحة «كوفيد – 19»، على أراضيها، مشيراً إلى أن الإمارات ساهمت في دعم العمليات اللوجستية لبعض المنظمات الدولية، منها: منظمة الصحة العالمية، وذلك من خلال نقل المساعدات الطبية من الدول المانحة لتعزيز مخزونها الاستراتيجي بالمدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، والتي أصبحت مركزاً لوجستياً وإقليمياً مهماً لإيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها حول العالم دون صعوبات.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها نيابة عن سموه، أمس، راشد مبارك المنصوري، مستشار الأمين العام للمساعدات المحلية بهيئة الهلال الأحمر، في الكلمة الافتتاحية للدورة السابعة عشرة من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد 2021» في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض.
وقال سموه: «لقد أدركت دولة الإمارات مبكراً واجبها نحو دول العالم المختلفة التي تواجه تحديات كبيرة بسبب تفشي (الجائحة)، وعززت استجابتها الإنسانية تجاهها، وقدمت منذ ظهور الأزمة مساعدات طبية ومستلزمات وقائية لـ 134 دولة حول العالم، استفاد منها 1.8 مليون شخص من الكوادر الطبية في الصفوف الأمامية».
وأضاف: «بلغ حجم تلك المساعدات ألفاً و789 طناً من الإمدادات الطبية، وكان لعشرات الدول الأفريقية النصيب الأوفر من هذه المساعدات».
ولفت سموه إلى أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لم تكن في يوم من الأيام بعيدة عن مسرح الأحداث في القارة الأفريقية، وظلت موجودة هناك منذ أكثر من 3 عقود ببرامجها الإنسانية ومشاريعها التنموية وعملياتها الإغاثية التي طالت معظم دول القارة، وما زالت تعمل بقوة للحد من المعاناة الناجمة عن أزمات القارة.
وأعلن أنه بلغ إجمالي البرامج والمشاريع والإغاثات التي نفذتها هيئتنا الوطنية في أفريقيا حتى الآن 2.7 مليار درهم، استفاد منها ملايين الأشخاص في 47 دولة أفريقية.

  • كلمة حمدان بن زايد يلقيها راشد المنصوري (تصوير: أفضل شام)
    كلمة حمدان بن زايد يلقيها راشد المنصوري (تصوير: أفضل شام)

وقال رئيس هيئة الهلال الأحمر: «إن التزامنا الإنساني والأخلاقي من أجل تحسين الحياة وصون الكرامة الإنسانية، يضعنا في مواجهة مهام كبيرة ومسؤوليات عظيمة لتخفيف معاناة البشرية، ولا يخفى عليكم ما تواجهه الساحة الإنسانية خاصة في القارة الأفريقية من تحديات كثيرة نتيجة لشدة الأزمات والكوارث وحدة النزاعات والحروب».
ولفت سموه إلى تحديات نقص الغذاء وارتفاع أسعاره والتغيرات المناخية واتساع رقعة الجفاف والتصحر، إلى جانب الأزمة الصحية الراهنة الناجمة عن تفشي جائحة (كوفيد – 19)، هذه الأحداث مجتمعة أدت إلى تفاقم المعاناة الإنسانية، وبروز العديد من الظواهر والمآسي الإنسانية».
وقال سموه: «لذلك تنبع أهمية هذه الدورة من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير من كونها تناقش قضية جوهرية تتعلق بتعزيز قدرة الساحة الأفريقية على مواجهة جائحة (كورونا)، ومساعدتها على التعافي وتجاوز أزماتها الإنسانية والتنموية في مختلف المجالات».
وقال سموه: «يعتبر (ديهاد) فرصة سانحة لرسم ملامح رؤيتنا المستقبلية لجهودنا الإغاثية والإنسانية المشتركة، ووضع بصمة جديدة على طريق العطاء الإنساني الذي سارت على هديه دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله».
وأشار سموه إلى دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ومبادرات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأكد أن الإمارات ترسمت معالم هذا الطريق عبر مسيرة حافلة بالبذل والمبادرات التي وضعت حداً للكثير من القضايا الإنسانية المهمة، وأحدثت الفرق المطلوب في مستوى التدخل السريع والرعاية ومواجهة التحديات التي تؤرق البشرية، وتعيق مسيرتها نحو تحقيق الاستقرار والتنمية المنشودة.
وأكد سموه، أهمية الخروج من خلال «ديهاد» ببرامج واستراتيجيات وخطط عمل لمواجهة التحديات التي تعاني منها الدول الأفريقية، إلى جانب تحقيق المزيد من الشراكة الاستراتيجية التي تلبي طموحاتنا، وتزيد من رصيد منظماتنا، وتقوي أواصر التعاون بينها من أجل تعزيز المبادئ والقيم النبيلة التي نعمل من أجلها.

  • حصة بوحميد خلال زيارتها المعرض المصاحب للمؤتمر
    حصة بوحميد خلال زيارتها المعرض المصاحب للمؤتمر

افتتاح المؤتمر 
وتقام الدورة السابعة عشرة من مؤتمر ومعرض «ديهاد 2021» تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وافتتحته أمس، معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، رفقة عددٍ من المسؤولين وكبار الشخصيات من قطاع الإغاثة والعمل الإنساني.

مساعدات الإمارات 
واستُهِلَّ حفل الافتتاح بكلمة سعيد‭ ‬العطر،‭ ‬رئيس‭ ‬المكتب‭ ‬الإعلامي‭ ‬لحكومة‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬ومدير‭ ‬عام‭ ‬المكتب‭ ‬التنفيذي‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬المساعد‭ ‬لمؤسسة‭ ‬مبادرات‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬العالمية.
‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬وأشار إلى أنه بلغ العجز في المساعدات الدولية بسبب وباء «كورونا» 13 مليار دولار العام الماضي، باستثناء دولة الإمارات التي وفرت مساعدات طبية وإغاثية غير مسبوقة خلال «الجائحة».
ولفت إلى أن الكثير من المؤسسات والمنظمات الإنسانية حول العالم، لم تستطع القيام بدورها الإنساني خلال جائحة «كوفيد – 19» بسبب القيود المفروضة على التنقل، كأحد الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار الفيروس، مؤكداً أنه خلال «الجائحة» تجسدت الأهمية الكبيرة لاستخدام التكنولوجيا والاتصالات الرقمية.  وأكد العطر أن «الجائحة» فرضت معطيات جديدة، حيث يجب أن يقف الجميع مع الجميع، ويتم عمل شراكات بدعم من الأشخاص والجمهور حتى تتمكن الشعوب والمجتمعات من تجاوز الأزمة الحالية الناجمة عن انتشار «الجائحة».
وذكر أن دولة الإمارات قدمت منذ نشأتها 275 مليار درهم مساعدات خارجية، وهذا رقم كبير جداً، جعل الإمارات من بين الدول الأولى بالعالم في تقديم المساعدات الإنسانية مقارنة بالناتج المحلي.

  • سعيد العطر متحدثاً خلال الجلسة الافتتاحية لـ «ديهاد»
    سعيد العطر متحدثاً خلال الجلسة الافتتاحية لـ «ديهاد»

معالجة الأزمة 
من جهته، قال‭ ‬الدكتور‭ ‬حمد‭ ‬الشيخ‭ ‬أحمد‭ ‬الشيباني،‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬دائرة‭ ‬الشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والعمل‭ ‬الخيري في ‬دبي: «باتت دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً إنسانياً جاذباً لكل الجنسيات على اختلاف ألسنتها ومنابتها».‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬
وأشار إلى أنه في عام 2020، شهد العالم من مشرقه إلى مغربه، أزمة نوعية كانت لها تداعيات جسيمة عالمياً على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والإنسانية، وكان لا بد أن تكون هناك قرارات ومبادرات تحدّ من تداعيات الأزمة ووصولها إلى الأفراد بطريقة مباشرة، حيث كانت قيادة دولة الإمارات من السباقين في وضع خطط وآليات تضع الإنسان في قمتها».
وقال: «نحن، تحت سقف إمارة دبي التي تعلمنا على أرضها السلام والعطاء، والريادة والإصرار، ووفق رؤية حكيمة رسختها القيادة الرشيدة في المجتمع، على تحقيق استقرار اقتصادي ومجتمعي على الرغم من صعوبة الأزمة، حيث حرصت منذ تفشي (الجائحة) على غرس قيمة التضامن والتضافر من أجل دعم مختلف شرائح المجتمع دون تمييز، وهو ما أحدث نقلة نوعية في آليات العمل الخيري والإنساني».
وأعلن الشيباني توقيع اتفاقية مع جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، تجسيداً لأهم الأولويات الاستراتيجية للدولة في الاستثمار في الأبحاث والعلوم الطبية، حيث ستفتح الاتفاقية آفاقاً وترسخ أساساً متيناً في مجال دعم واستكشاف الأبحاث العلمية.

معضلة اللقاحات
ثم تحدث ‬الدكتور‭ ‬تيدروس‭ ‬أدهانوم‭ ‬غيبريسوس،‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لمنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية في كلمة له ألقاها افتراضياً خلال حفل الافتتاح، وقال فيها: «لقد أكد وباء (كوفيد – 19) أن مصيرنا كبشر هو مصير مشترك، وأن صمودنا يعتمد على قوتنا، إن النظم الصحية المنهكة التي تجتمع مع الأنظمة السياسية المتزعزعة وفقدان الأمان تساهم بشكل كبير في انتشار وازدهار الأوبئة».
وأضاف: «قد رأينا تأثير وباء (كوفيد – 19) وغيره من الأمراض، مثل شلل الأطفال والحصبة، وتفشي الإيبولا الحالي في جمهورية الكونغو الديمقراطية بشكل جلي في قارة أفريقيا، ولكننا نعلم أيضاً أنه يمكننا التحكم بتفشي هذه الأمراض بوجود قيادة قوية ونظم وكوادر صحية متينة».
وأكد غيبريسوس، أن التطوير السريع للقاح «كوفيد – 19» ساهم في زرع الأمل بين الشعوب حول العالم، ولكن اللقاحات هي أدوات فقط، والمهم هو كيف نستخدمها، مشدداً على أن «أسرع طريقة لإنهاء هذا الوباء هي كبح انتشار الفيروس في كل مكان، فكلما انتشر الفيروس، أتيحت له الفرصة للتحور بطرق قد تجعل اللقاحات أقل فعالية».
وقال: «جائحة (كورونا) أثبتت أن مصير المجتمع الدولي مترابط، يجب المساواة والعدالة في توزيع اللقاحات؛ لأنه إذا لم يحدث ذلك لن نستطيع السيطرة على الفيروس».

  • حصة بوحميد وكبار الحضور خلال افتتاح المؤتمر
    حصة بوحميد وكبار الحضور خلال افتتاح المؤتمر

حرب التطعيم 
بعد ذلك، تحدث الدكتور سيرجيو بياتزي، الأمين العام للجمعية البرلمانية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، مؤكداً أنه لن يكون هناك شخص آمن، إلا إذا كان الجميع آمنين بعد تفشي فيروس «كورونا»، واصفاً الفيروس بأنه «عدو يجب أن نتحد للانتصار عليه».
وقال: «توجد حرب لقاحات بالعالم، يجب أن يتم تطعيم الجميع، حتى يكون الجميع بآمان؛ لأنه لن يكون اللقاح له الفعالية المطلوبة في حال عدم تطعيم الجميع».  وأضاف: «الإمارات مع العديد من الدول تقود توفير التطعيم الجماعي للسكان، ويجب أن نستمر في التضامن والعمل سوياً للخروج من هذه الأزمة».

مشاركة دولية 
عقب انتهاء حفل الافتتاح، قامت معالي حصة بنت عيسى بوحميد وزيرة تنمية المجتمع، ورفقتها وفد رفيع المستوى من كبار الشخصيات، بجولة في أرجاء المعرض الذي يشغل مساحة إجمالية تبلغ 3.538 متراً مربعاً، حيث اطّلعوا على بعض أجنحة المنظمات الإنسانية المحلية والدولية والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية، وتعرفوا على كبريات العلامات التجارية والمؤسسات العالمية المشاركة من جميع أنحاء العالم.
ويصاحب المؤتمر، معرض يشارك فيه أكثر من 600 من المنظمات غير الحكومية والجمعيات الإنسانية الحكومية والشركات والموردين والعلامات التجارية الدولية التي تعرض أحدث مشاريعها وخدماتها.
ويستضيف المعرض 14 «ورشة عمل للابتكار» تستمر أنشطتها على مدى 3 أيام داخل منطقة المعرض، كما يشهد المعرض مشاركة كل من الجناح الفرنسي وجناح منظمة الأمم المتحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى